ابتعدت مرتعبة عندما أدركت انه لم يكن حلم "ماذا تفعل هنا ؟"وقف ليقترب منها وتراجعت بضع خطوات للوراء "ابقى بعيدا عني اشعر بغضب لامثيل له "ابتسم واقترب اكثر بتحدي فهربت للوراء وكادت ان تسقط في البركة أمسك بها بسرعة "على مهلك سترمي بنفسك في البركة بسببي " حاولت التوازن والتخلص من ذراعيه "واقفز من أعلى الجبل إذا إقتربت اكثر "
عمر:على الأقل فكري بالطفل الذي أخفيته عني كل هذه المدة حتى يعيش
ليلى:وكأنك تهتم بحياته او حياتي حاولت كثيرًا ان أخبرك ولكنك رفضت روئيتي
عمر:معك كل الحق هل يمكن ان ندخل للداخل ونتكلم ؟
سبقته متوجهة للداخل أخد نفسًا عميق ولحق بها
وقفت نارين تحمل بين يديها طفلتها التي لاتتوقف عن البكاء وتهزها "نور إهدئي ياحياتي أرجوك " خرج مراد من الحمام يلبس ثيابه مستعد للخروج وقف ليسرح شعره فنظرت اليه نارين "على خير مراد بيك "
مراد:اذهب لمقابلة أصدقائي لم أعد أطيق هدا السجن
نارين:وماذا عنا نور لاتتوقف عن البكاء وانا تعبت من حملها
مراد:وماذا افعل لها يعني انتِ أردت الطفل هذا ليس خياري
نارين:يالله مراد مازلنا نناقش نفس الموضوع أنظر الطفلة أصبحت موجودة بين يدي ماذا نفعل بها نبيعها حتى ترتاح
مراد:لم أقل ذالك نور ابنتي ايضا وانا اتحمل المسؤلية ولكني لست مجبرًا على هزها طوال اليوم هذه واجباتك كأم
نارين:على الأقل أبقى اليوم لتساعدني قليلا
مراد:آسف حياتي أعطيت وعدًا للخروج مع الشباب اليوم سأحاول العودة مبكرًا
قبل خدها وقبل ابنته الصغيرة وخرج في مزاج جيد جعل نارين تشتعل غضبًا لبرودة أعصابه أصبحت مجبرة علي البقاء في المنزل والعناية بالطفلة التي كانت تفكر انها ستجعل مراد أقرب لها ولكنه ابتعد اكثر الان ولامجال لإصلاح الامر
جلست أيلول مستسلمة وهي تجيب على اسألة أمها للمرة الثالثة "لاأعرف والله بالله لاأعرف "
هازان:انظري إلي كل هدا الوقت كنتِ تعرفين انها حامل كيف لاتعرفين أين دهبت الان
أيلول:لانها لم تخبر أحد حقًا هذه المرة إتصلت لتقول أنها بخير وأغلقت
هازان:الله الله اين ذهبت هذه المرأة والطفل بداخلها
أيلول:غير معقول ياامي كان يجب ان تعطيكم الولد قبل ذهابها!!
هازان:لم أقصد ذالك بالطبع ولكن كان يمكن ان تتحدث مع زوجها اولا ظل أخى يبحث عنها طوال اليوم تلفت اعصاب الرجل من ملاحقتها على الأقل طمئنته أين هيا
استرخت أيلول ونظرت الي أمها بدت لها قلقة ومطربة بسبب كل ماحدث مع عمر فسألتها "أمي تحبين خالي عمر أكثر من خالي إحسان من المعلوم ان خالي إحسان هو شقيقك من الاب والام على عكس خالي عمر "
هازان:ماهذا الكلام كلاهما شقيقاي على حد سواء
أيلول:ولكنك تقلقين على خالي عمر اكثر هذا واضح
تنهدت هازان وهي تذكر الماضي "لان عمر حياته كانت مختلفة عنا عندما أحضره ابي للقصر وكان في السابعة تقريبًا مسح كل ماضيه وكأنه لم يكن موجود كذب على كل من حوله وقال انه ضاع في طفولته وعثرنا عليه اخيرا والباقي كما مسجل في شهادة ميلاده الاب فرامان عزت الباشا والام فخرية زمرد ارسولان "
أيلول:لم أسمع خالي يتحدث مرة عن امه الحقيقية ولا حتى عن جدتي فخريه هل كانت تعامله بشكل سيء ؟
هازان:لا ولم تكن تحبه ايضا في النهاية كان نتيجة خيانة زوجها لها لذالك ارسلته لايطاليا عندما بلغ الثالثة عشرة
أيلول:وخالي إحسان كيف كان في طفولته هل كان قريبا من خالي عمر ؟
هازان:إحسان يشبه مراد كثيرًا يحب السهر والسفر والتفاخر لذالك كان يغار من عمر لآنه يدرس ويفهم اكثر منه كما كان يهتم بي أكثر منه قضيت بضعة سنوات في ايطاليا خلال دراستي وكنت قريبه من عمر أكثر وظل إحسان هنا في دلال امي له وعندما عدت وقرر ابي ان أتزوج بخلوق قابله عمر اولا أذكر جيدًا انه قال لي بأنه رجل طيب وسأعيش سعيده معه ولكن إن لم تريدي الزواج يمكنك العودة معي لايطاليا ولاتهتمي لكلام الباشا لأحد يستطيع ان يجبرك على شيء
أيلول:لهذا علاقته مع ابي أفضل من عمي إحسان كما انه يزورنا كثيرًا بصراحة اجده أقرب لي واكثر تفهمًا
هازان:الشيء الوحيد الذي إختاره خالك عمر في حياته هي ليلى كان يمكن ان يرفض عمر الزواج منها ببساطة ولكنه وافق لانه يريدها أتمنى فقد لو انه يتنازل قليلًا
أيلول:سيفعل لو لم يكن لأجل ليلى سيفعل لاجل ابنه
جلست ليلى على الصالون وايدا في حجرها تتمسك بها وكأنها تخاف ان تغادر مرة أخرى اما إلينا فجلست على الكرسي المقابل تراقب مايحدث بسعادة فقد خططت لكل شيءٍ وحدها وهي من طلب الي ليلى المجيء لقصر الجزيرة حتى ترتاح كما أخبرتها بأنها ستقنع عمر باللحاق بها وقد نجحت في ذالك وقف عمر ينظر الي ابنتها تبتسم بفخر "احسابك لاحقًا على مافعلته "
إلينا:ماذا فعلت بابا أنظر كل شيء بخير يجب ان تشكرني كنت تبحث عن ليلى ووجدتها بفضلي
عمر:نتحدث عن هذا لاحقا لن أنسى لك هذا لان خذي أختك لترى الغرف هيا
صرخت الطفلة معترضه "لااريد سأذهب مع ليلى "نفد صبر عمر ووجه اصبعه نحوها مهددا "انزلي في الحال ايدا لم تعودي صغيرة وحملك ثقيل على ليلى هيا " طوقتها ليلى بذراعيها "دعها تبقى وجودها لايضايقني " نظر عمر الي أبنته بجدية "ايدا "وقفت الطفلة مبتعدة فأمسكتها إلينا من يدها "هيا لنذهب للحديقة أعجبتك فور وصولنا "خرجتا وظلت ليلى مع عمر لوحدها شعرت بالتوتر ولم تجرء على قول كلمة واحدة ظلت تجوب بنظرها المكان تبحث عن مهرب بدا عمر متوتر مثلها لكنه أخد زمام المبادرة "بقينا وحدنا حتى نتحدث براحة وانا انتظر لاسمع مالديك أولا "وقفت متخده وضعيه الهروب وقالت ببساطة "أشعر بالجوع سأذهب لاكل شي ما "توجهت للمطبخ بسرعه وبدت تتفقد الدواليب والثلاجة والخدم من حولها في حالة صدمة سألتها إحداهن "ليلى هانم تبحثين عن شيىء ما يمكن ان اساعدك " أجابت بدون تركيز "طعام أبحث عن الطعام " حاول الجميع إخفاء ضحكاتهم وتوقفت ليلى لتضحك على نفسها "ماذا أقول انا في المطبخ لايوجد غير الطعام "اجابت الخادمة "تمام يمكنك ان تخبريني ماذا تردين ان تأكلي سأجهزه لكِ فورًا "دخل عمر ليطلب من الجميع المغادرة "هل يمكن ان تتركونا وحدنا قليلًا ؟شكرا لكم " غادر الجميع وظلت معه وحدها مرة أخرى لم تهتم له كثيرًا ولكنه بدا يتحدث بجدية "كنت أقول لاسمعك اولا ولكن يبدو انه ليس لديكِ شي إذا سوف اتحدث انا "انتبه أنها مازالت تتحرك ولا تنظر اليه فسألها "ليلى هل تسمعين مااقول ؟"صرخت بغضب "لالاني جائعة وأريد الآكل "
عمر:لايمكنك ان تهربي من الحديث معي بهذا الشكل
ليلى:لما سأهرب منك الهرب تخصصك أنت ولكن الحياة لاتدور حولك عمر بيك انا حامل كل مااريده الان الأكل والنوم
بدا متفاجئ ولكنه هداء واستسلم "حسنًا على ماذا تبحثين حتى اساعدك "لم تكن واثقة من رغبتها بشيء محدد فأجابت"أي شي حلو أنخفض سكري بسبب الجدال معك "فتح الثلاجة ونظر مطولاً "يوجد كيك بالشوكولا "صرخت على الفور "جيد أخرجه بسرعه "سحبت صحن كان على الطاولة وجلست مستعدة الأكل وضع قطعة الكيك امامها اشارت للثلاجة "يوجد مثلجات ايضا لنضعها فوق الكيك سيبدو طعمه أفضل "
عمر:ولكنها فراولة كلي هذه اولا
ليلى:عمر أريدها مع كيك الشكولاتة
عمر:تمام انتِ من سيأكل
ليلى:وعصير الليمون أخرجه
عمر:ليس لهذا الحد ليمون وفراولة وشكولاته!!
بدت تتنفس ببعض وعينيها تمتلئ بالدموع وكأنها على وشك الانفجار اخرج عمر كل ماطلبته بسرعة ووضعه أمامها ثم سحب ملعقة من الدرج "تفضلي يمكنك الاكل الان "بدات بالأكل بشراهة وكأنها لم تتناول الطعام منذ وقت طويل جلس بجانبها يراقبها بهدوء لم تكن على طبيعتها التي اعتادها رقيقة وخجلة ولم تحاول التصرف بطريقة راقية ولبقة كما كانت تفعل بل العكس بدت غاضبة ثم تحولت الي غير مكترثة وانقلبت بسرعه لتتصرف مثل طفلة مستعدة للبكاء ان لم تحصل على ماتريد ولان هي تحشو فمها بالطعام وكأنه غير موجود أبتسم وقد وقع في حب مزاجيتها الغريبة والعفوية نظرت إليه لتحاول ضبط نفسها "اسفة لم اعد استطيع التحكم بنفسي تقلب الهرمونات يفقدني عقلي "
عمر:لاعليك افهم ذالك جيدًا لدي طفلين من قبل وأعلم كيف يسير الامر
ليلى:مستعدة للاجابة على كل اسألتك الان أسال ماتريد
عمر:لاشيء لم اعد أريد ان أسالك أي شيء فقد أريد ان أعرف انكِ بخير والطفل بصحة جيدة
ليلى:كل شي بخير في زيارتي الاخيرة قال الطبيب أنه صبي لدي صورة له سأريك ايها لاحقًا
عمر:وهذا مااريده لم يعد اي شيء اخر مهم
خرجا بعد وقت قصير للحديقة وكانت إلينا وايدا تجلسان على الكراسي في الانتظار نادهما عمر "يابنات هيا للداخل سترينا ليلى صورة جميلة لأخيكم الصغير "
أنت تقرأ
العمر ليلى
Romanceشقراء جميلة تقع في حب ابن اغنى العائلات التركية مراد عزت الباشا فتعيش معه أجمل خمس سنوات من حياتها في حب ومفجأت يخطبان ويخططا للزواج ولكن الحياة دائما مالديها خطط أخرى من فستان الزفاف الي الحذاء الأبيض كل شي قد اختارته ليلى لأجل يومها المميز ولكن هذ...