العمر ليلى

الفصل الرابع والعشرون

خلال الأيام الخمسة ظل عمر يرقد في المشفى بالرغم من انه حاول أن يخرج نفسه مرات عدة ولكن أوامر الطبيب كانت واضحة وكل عائلته وقفت ضده استسلم للبقاء ولكنه لم يعد يحتمل اكثر اتصل بصديقه زياد ليأتي ويخرجه بسرعة ودون ان يعلم احد خلال دقائق كان على الطريق الساحلي

-لاأعلم ياعمر هل ماتفعله صحيح؟

-أخبرني الطبيب بنفسه الخطر قد زال

-لكنه قال أيضا عليك البقاء لعشرة ايام

- تعلم اني لا اطيق شعور كوني عاجز وطريح الفراش انظر الي انا بخير

-كان عليك العودة الي القصر سيقلق الجميع عند غيابك هكذا

-أخبرت الباشا عن خروجي وعن مكان إقامتي كما تعلم لااحد يستطيع التنفس دون علمه

-جيد مافعلت وزوجتك هل اخبرتها؟

-لاحاجة لعلمها إتصلت بسنان سبقنا الي هناك

-اخ عمر اخ كم انت عنيد يااخي

-اجل اعلم ذالك.

اخدت حقيبتها ونزلت الدرجات مثل كل صباح لتذهب للاطمئنان على زوجها في المشفى وجدت إحسان وثريا يجلسان في الحديقة حيتهما برأسها لتغادر نادت ثريا بصوت عالي "ليلى تعالى ياعزيزتي" زفرت بقلق اخر ماتريده حديث طويل وممل مع سلفتها منذ ذالك اليوم والجميع يحاول إستجوابها بطريقة غير مباشرة وكأنهم يحملونها مسؤلية ماحدث مع عمر وكأنهم اصبحو على علم بطبيعة العلاقة بين الاثنين ابتسمت بتكلف

-صباح الخير إحسان بيك ثريا هانم

-صباح الخير يا عزيزتي الي اين تهرولين هاربة في هذا الصباح؟

-سامحك الله لست هاربة ذاهبة لعمر مثل كل صباح

-الي المستشفى يعني!

-بالطبع الي هناك واين سأذهب

تغيرت نظرت إحسان لجدية اكثر وقطب حاجبيه قبل أن يشير بيده طالبا منها ان تجلس جعلها تشعر بالتوتر اكثر غرقت داخل الكرسي محاولة ان تفهم مالذي يحدث هل حدث شي لعمر سأت صحته لا بالأمس كان بأفضل حال هل يعقل انه طلب عدم رؤيتها او ان تترك البيت مثلا تأهب للطلاق لم يتناقش معها حول تفاصيل كهذه لو أرد شيئ كهذا لطلبه بنفسه تصرفاتها بالايام الأخيرة كانت مرضية له هادئة لاتخالف له امر اذا ماذا هناك الصمت اتعب اعصابها ونظرتهما نحوها وكأنها سيقولان شي لاترغب في سماعه خبر مزعج جعلها تفقد صبرها لتبادر بالسؤال "مالامر؟"

إحسان :لااعرف أخبرينا انت مالامر يازوجة اخي؟

ليلى :انا لم أفهم هل ارتكبت خطأ ما؟

ثريا :ليلى عمر خرج صباح اليوم وذهب الي بيته في جيهانغير يبدو أنه لم يخبرك

تصلب عنقها وشعرت بالتنميل في أطرافها ابتلعت ريقها بعصبيه محاولة تمالك نفسها والتظاهر بأن كل شي بخير "هذا هو الأمر! اتصل بي ولم اجب قلت في نفسي بما اني ذاهبة لرؤيته لم أعيد الاتصال به" لم يبدو أن إحسان وثريا مقتنعان بكلامها ضم إحسان كفيه بأسف وبدا صوته اكثر هدوء وقلق "ليلى ماحدث مؤخراً مرض اخي وهروبه من القصر تعالى صوتكما تلك الليلة لايبشر بخير ابدا يبدو أن المشكلة بينكما كبيرة هذه المرة تمام اعرف ان التعامل مع عمر صعب بل صعب جداً لكن وضعه حساس كما ترين الانفعالات والعصبية لا تفيده " بدت ثريا اكثر غضب ونطقت بما يجول في خاطرها بطريقة لاذعة"مايقصده إحسان بيك حان الوقت لتعقلي قليلاً وتفكري في زوجك "