جزء محذوف من الفصل 9.
————————تذمر بسخط وهو يعاود الجلوس فوق الأريكة بجانب والده الذي يحتسي مشروبه بإسترخاء، لقد جعله ينفذ كل أوامره رغمًا عنه! جعله يصلح ثقب الجدار ثلاث مرات فقط لأنه لم يعجبه! ثم أجبره على علاج أمه تمامًا! لدرجة أنها لم تعد تحتاج للنوم والرّاحة بعد الآن. لذلك ستستيقظ في الدقائق الخمس القادمة.
لكن لم ينته الأمر بعد! أجبره ليعد إبريق من مشروبه ويصنع الآخر من سحره. جعل كل فكرة عن نعمة سحره تهرب بعيدًا، لقد بدأ يشعر بأنها نقمة. لقد تم إستغلاله اليوم من قبل والده!!
سيجعله والده يكره سحره، لقد تعلم درسه؛ لن يخبر أحد أو يتباهى بسحره بعد الآن، ذلك فقط سينقص من حياته.
مدّ يده ناحية الأبريق ليسكب كوبًا لنفسه، "ماذا تظن نفسك فاعلًا؟" تجمد حينما سمع صوت والده الهادئ. "أسكب لنفسي...؟" ضحك والده ساخرًا "لا لن تفعل".
تصنم وهو ينظر لوالده مستغربًا. "لم؟ أفعلت شيئًا سيئًا."
"أصمت وأعِد خاصتك، هذه ملكي" وأكمل يحتسي شرابه بإبتسامة ساخرة. "أبي، أنت تتصرف بطفولية" قال إبنه بإنزعاج، لقد سئم من تصرفات والده.
"وأنت لن تشرب من هذا الإبريق" رد بسخرية أكبر. "لقد نفذت الأعشاب؛ ولايوجد شيء غيره لأشربه" تكلم بهدوء متمنيًّا بداخله أن يكون رد والدة عقلاني حينها، لكن منذ متى ويحدث ما يريده وولفيري؟ مطلقًا.
فكان جواب والده كعود كبريت على الوقود. "إذًا إستخدم سحرك الرديء، وأصنع لنفسك قذارة لتشربها. تتباهى هنا وهناك وكل ما تستطيع فعله إشعال حفنة من الأغصان. حتى أقل المخلوقات سحرًا تفعل أكثر من هذا." تكلم والده متعمدًا إستفزازه، لكن النتيجة فاقت توقعاته.
رمى على وجهه الكأس، إبنه البالغ من العمر تسعة أعوام، رمى كأسًا زجاجيًّا عليه، كان عليه تأديبه أكثر. يا رجل، أخلاقه أصبحت في الحضيض!
تفادى الضربة بصعوبة لكونه قريبٌ منه. وتبًا، ضربته كانت قويةً حقًّا. " سأقتلك! أقسمٌ بذلك!!" حسناً، صاحب الجملة هذه المرة وولفيري، جعلت مقلتا أبيه تخرج من مكانها. أنا الكاتبة وقد تفاجأت كذلك، لطالما أحترم وولفيري والده وكان يهابه كثيراً، لكن كل شيء تغير في اللحظة التي قرر فيها ويلمر إستفزازه.
صرّ والده على أسنانه، وشدد قبضته على كوبه كي لايسكب كسابقه، ووضعه بهدوء فوق أقرب طاولة. "أهرب لأبعد مكانٍ عني، أخشى أن أقتلك وتحزن عليك آر" قال وهو يلتفت ليقابل ملامح إبنه الغاضبة. "تهانيَّ الحارّة، لقد جعلت والدك غاضبًا الآن" تمتم بصوت مخيف وعيناه كانتا باردتين كالجليد.
ثم أقترب ناحية إبنه بنية قتل لم تظهر تمامًا على عينيه خالية المشاعر، لكن لونها إنغمق بوضوح. شعر ابنه بالخطر لأول مرة من والده، فجهز سحره وجسده لقتاله.
رفع ويلمر قبضته وهو ينوي إصابته بجديّة، تهيئ وولفيري لصدها لكنه سرعان ما غير رأيه عندما رأى سرعة والده الفظيعة وقوته، علم حينها أن كل لكماته السابقة كانت لعبة أطفال؛ هذه لكمة حقيقية. لكن أدرك أن الوقت تأخر لتجنبها إن أمكن، وخيار تلقيها مستحيل؛ إلا إذا أراد موتًا سريعًا.
حسناً ، هذه النهاية، أراد لقصته نهاية أفضل، لكن لا بأس. لن يشغل باله بكتاب الألغاز ذاك، اوه صحيح، تذكر للتو أمر الكتاب؛ هو خالد، لن يموت بهذا. أو سيموت ويعود للحياة مجددًا ربما، لكن في كلا الحالتين؛ سيكون ذلك مؤلمًا كالجحيم.
على الأقل لتقليل الألم صنع حاجزًا حول نفسه، وصنع لهيبًا ارجواني في يده ليصيب أبيه، لكن القبضة أقتربت من وجهه كثيراً، ليس هناك وقت ليحرك يده، كان والده سريعًا جدًا.
أغمض عينيه منتظرًا شعور الألم إن يصيبه، لكن هذا لم يحدث. لكن للمفاجأة كانت قبضة والده توقفت أمام وجهه، تحديدًا أمام فكه، منطقة حساسة+ ضربة قوية= موت مؤلم وأكيد.
لم يكن يظن أن والده سيتعمد قتله يومًا، ربما لذلك تجمدا فجأة معلقين في الهواء. لكن عينا والده جعلت قلبه يتمنى لو أصاب بتلك الضربة ومات؛ كان لونها أسود مظلم، تشعان بغضبٍ مميت لم يره من قبل. كان خائفًا حقًّا من والده.
"ألا يمكن للمرء أن يرتاح قليلًا؟ أمِنَ الضروري أن تفتعلا المشاكل عندما لا أكون بجواركم؟ إنضجا!!!" لانت عينا ويلمر فور سماع صوتها وعادت عينيه لطبيعتها.
أقتربت نحوهما بخطوات كسولة وهي تتثائب، لكن توقفت عندما لمحت ما أثار إهتمامها الكليّ، ذلك السحر الأرجواني، تعويذة من كتابها. نظرت نحو إبنها بتعابير معقدة. كانت يده الملتهبة موجهة ناحية معدة والده وتلامس معطفه، والآخر كان يوجه قبضته لفك ابنه. كاد ابنها ان يحرق الجزء العلوي من والده بطيش، وكاد زوجها يهشم رأس ابنه في لحظة غضب. ماذا حدث لعائلتها في هذه الساعات بحق الأرواح المقدسة؟
"مالذي فعلتماه بحق الجحيم الداميّ؟" قالت بغضب مكتفة أيديها.
لم تسمع ردًا منهما، فتنهدت وألقت نظرة جانبية عليهما، ليعاوِّدا التحرك. فأول شيء فعله ويلمر هو الأطمئنان على رفيقته وهو يتفحص وجهها بيديه، لتبعد يديه بضيق.
أمّا وولفيري عاود الجلوس معكر المزاج، تجاهلت آرتمس زوجها وتوجهت نحوه بقلق وهي تلمس وجنته لينظر نحوها بتعابير مكتأبة. "كيف تشعر وولفي؟ أهناك ما يؤلمك؟ أعتذر يا صغيري لكذبي عليك، لم أرد إخافتك." رأت عينيه تلمعان فلم تتمالك نفسها فشهقت تحضنه " أنا آسفة، لكنه لمصلحتك، ليت كان بإمكاني أخذ ألامك جميعها. لكني أعدك بأنك لن تتألم مجدداً، لن أسمح لأي شيء بإذائك. ستكون بخير، ستكون بخيرٍ معي، سأحميك دائمًا" قالت وهي تضيق من عناقه.
بادلها العناق "كان مؤلمًا جدًا، أمي. مؤلمًا لدرجة إيقاظ سحري. لكن الجزء الأسوأ اني كدت أن أفقدك للأبد، ألم تعدي بحمايتي؟ إذًا إبقي بجواري. رأيتي بعينيك كيف كان سيقتلني أبي توًّا عندما لم تكوني"
كان ويلمر ينظر نحو ابنه وهو يهمس بشفتاه 'نذل' .
أنت تقرأ
CHIMERA | كايميرا
Werewolfكايميرا؛ اسم من الأساطير اليونانية القديمة. وهو أيضًا اسم إله الحرب والدمار في الكتب الإغريقية . الكايميرا مخلوقٌ هجين مخيف الشكل، وأختلف الجميع في وصفه. هناك من قال انه هجين من تنين، وأسد، وعجل. ومن قال انه هجين أفعى، وصقر، ونمر. لا أحد يعلم شك...