8: ابن الألفا. (الجزء الأول)

4.2K 388 29
                                    

إن كنتَ تقرأ الرواية وقد أعجبتك، لاتنسَ دعمها.🌟

إستمتعوا. ❤

•ملاحظة: القصة تبدأ فعليًّا من هذا الفصل. -

--------------------------------------------------------

لقد كان جالسًا بهدوءٍ غريب لبقية الرحلة، هدوءٌ أثار القلق في قلب والدته. لكن ردَ والده بأن عليه التفكير في أفعاله السابقة وعواقبها، كان ذلك أفضل لأجل مصلحته ونموّه.

لكن لم تستطع منع قلبها من أن يرق، سبق وعلمت بأنه سمع تلك الأخبار السيئة صدفة، لم تكن ستقوى على إخباره بسهولة ولكن القدر سهل الأمر لها. طفلٌ في التاسعة يرى منزله الذي ولد وترعرع فيه، والذي هو متعلق به للغاية، يتحول إلى رماد مع كلّ ذكرياته السعيدة. حتى وأن رأى ذلك على التلفاز، فذلك أسوأ، الشعور بقلّة الحيلة والأحباط لعدم قدرته على فعل شيء؛ كان أسوأ مافي الأمر.

كان متعلقًا بمنزله وحارته، ترك معظم مقتنياته المفضلة والمميزة هناك، لأنه كان يعلم بعودته يومًا، لكن لا أحد يعلم أين سيقوده قدره. كانت تخاف من قدر إبنها كثيرًا، هي نصف ساحرة تجيد قراءة الأقدار والتنبؤ بها، وكانت قد رأت الكثير من السوّاد في طريق أبنها. يمكنها الشعور بالأمور السيئة قبل حدوثها، وكلما مضت الأيام، تشعر بها تقترب بسرعه.

تخشى تذكر الماضي والنبؤات القديمة؛ فتذكرها تزهق روحها بالتفكير بأن فلذة كبدها الوحيدة قد تغرب عن عينيها يومًا. لكن العيش في الحاضر الآن، أصبح أكثر إلامًا. وروحها وقلبها يصرخان معًا بأن المستقبل يخفي الأسوأ. لم تبح بهذا يومًا، لكن والدتها سبق وأخبرتها من قبل نهاية قصة حبها المشؤم ومصير ابنها المنبوذ البائسة. أخفت العديد من الأمور عن زوجها لظنها أنها تحافظ على سعادتهم وأيامهم هنيئة، وأخفت أكثر من ذلك عن ابنها. تجاهلت كل شيء لتنعم ببعض السعادة الزائلة، وكم ندمت لذلك.

كانت تسترق بضع نظرات لإبنها المنطوي على نفسه وهو يحدق في النافذة بشرود. من تخدع؟ تعلم أن كلاهما قد رآها.

تنهدت، وهي توجه تركيزها للطريق أمامها، قبل أن تجعد حاجبيها بتشويش، تلك لم تكن الطريق للقطيع.
نظرت إلى زوجها نظرة تسائل، كان الطريق يؤدي إلى مكانٍ آخر مختلف.

"ويل..." أوقَف السيارة فجأة في منطقة نائية ومعزولة، عميقًا في الغابة. "علينا التحدث". قال ببرود، قبل أن يخرج من السيارة ويلقي نظرة أخيرة على إبنه " إبقى مكانك" كان صوته باردًا جدًا عندما قالها. ثُم أبتعد عن السيارة بمسافة.

لحقته خارجة من السيارة بتعجب، نظرت نحوه بعد أن توقف بتسائل" لم توقفنا هنا ويل؟" نظر نحوها بتعب بعد أن أزال قناع البرود " إسحري المكان آر، لا أريد لأي أحد أن يقترب من هذه البقعه للساعات العشر القادمة" أرتفع حاجبيها بإستغرابِ كبير جراء كلماته.

CHIMERA | كايميراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن