16: مذبحة.

2.4K 224 260
                                    

تنبيه قبل القراءة:
*مشاهد عنيفة ودموية*

تذكير للأحداث السابقة:

إقرأ الفصل 15.

آسفة لكنها لاتلخص.
-------------------------------------------------------

إعتصر خصره الصغير بين يديه بقسوة، يلهث بعنف وهو يكمل جريَّه المتواصل، وبعدما شعر إنه إبتعد كفاية وضع إبنه على الأرض، وتمالك أنفاسه لثانية.

لا، هذا ليس ما خطط له طيلة الأشهر الماضية، لا يجب أن ينتهي به المطاف هكذا. نظر لإبنه الذي بالكاد يقف على قدميه، وكان الإعياء ظاهرًا على ملامحه.

أخذ نفسًا أخيرًا قبل أن يقترب من وولفيري، رفع فك إبنه بإصبعه، ومرر إبهامه على وجنة طفله بحنان، نظر لرماديتيه المتعبة بخاصته التي لمعت ببريق ضبابي. قبل أن يدنو ليسند جبينه على جبين صغيره. همس بصوت بدا مهزوزًا "أنا آسف، على كلّ ما عشته وستضطر لعيشه لاحقًا. أنا آسف على هذا..."

ختم كلامه بضم جسده أكثر، دفن رأسه في عنق صغيره. شعر وولفيري بأنفاس والده على عنقه، فأغلق عيناه بإسترخاء قوطع بصوت قعقعة، تسائل عن مصدر الصوت في داخله بتعب، لكن قبل أن يكمل تساؤله، شعر بأنصال حادة تخترق كتفه لا بل كانت أنياب غرزت نفسها عميقًا، سمع صوت عظامه تتهشم، أراد الصراخ بقوة لكن يدًا قاسية كممت فمه بخشونة.

بقي يأن بصمت ويد والده الأخرى قيدت حركته، عندما شعر وولفيري بوعيه يغادره، إبتعد والده عنه ممزقًا قطعة من لحمه بين أنيابه التي ظهرت، ومعيدًا وولفيري إلى واقعه بقسوة ليصرخ بقوة، صرخةً أُخذ حقها بالخروج.

رفع ويلمر رأسه، والدماء غطت شفتيه الغليظتين، وتسرب سيل ضئيل على طول رقبته، لم يرد إخفاض رأسه، لم يرد رؤية جريمته الشنعاء التي إرتكبها في حق إبنه الأوحد. عصر عينيه بقوة مانعًا لخيانته منهما، لا هذا ليس الوقت ليهدم به كبرياؤه.

فتح عينيه الخالية من المشاعر والباردة أكثر من أي وقت مضى. نظر مباشرةً في زوج العيون الزرقاء اللاهثة، التي كانت تلاحقهم طول الطريق، وكأنهما تخاطبا بأعينهم للحظات، حتى فتح ويلمر فاهه الدامي لينطق بكلمة واحدة "روي..."

ردّ عليه روي بهزة ضئيلة من رأسه، وفي الثانية اللاحقة كان وولفيري الجريح بين يدي روي. إستند روي على شجرة خلفه، وأسند وولفيري الغائب على صدره، وهو يراقب جرح رقبته الذي يلتئم بطريقة مخيفة.

نظر ويلمر نظرة أخيرة لوولفيري، وتقدم ببطء أمامهم مزيحًا الدماء عن شفته بكم معطفه. كان يمشي بخطواته الطويلة، البطيئة، والطاغية مع هالته على كل شيء.

توقف بعدما لمح وجهًا مألوفًا أمامه، فكرة وجوده هنا تعني شيء واحد، وهذا الشيء هو آخر ما يتمناه حاليا. نظر بجمود للرجل أمامه، رغم قلقه بأن يلاحظ وجود وولفيري خلفه بأمتار، إلا أنه إرتدى قناع البرود بإحتراف.

CHIMERA | كايميراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن