الدماء.
تلك الدماء في كل مكان.
رفعت يدي التي كانت مليئة بها، بدماءهم.
نظرت حولي وأنا أرى تلك الرؤوس المبتورة المتناثرة على الأرض.
"لا أصدق"
"لقد قتلهم جميعًا ببرود!!!"
"مرعب"
أسمع أصوات صراخ وعواء من حولي، وجميع الأنظار كانت موجهةً ليّ. أستطيع سماع همساتهم وصوت قلوبهم التي تنبض بخوف. نظرت لأسفلي لألمح ملامح مألوفة لدي. أقتربت وأنا أمسك رأسه وأضعه على فخذي. شعرت بدموعي التي سالت، رغم أني لا أشعر بشيء، كل ما أشعر به هو الفراغ.
نعم، كل مابقي منه هو رأسه.
"لاااا"
سمعت صوتًا مألوفًا يعوي، وكل ما كانت تراه هو ذلك الرأس على فخذي، والذي كان رفيقها يومًا. لم أرد أن تراه، لم أرد أن تزيد معاناتي برؤية معاناتها.
أتت إمرأتين تمسكانها عن الجري نحوي، بينما كانت ذئبتها تعوي بقوة كبيرة. "يا إلهي، ذئبتها تحتضر" همست إحداهما.
نظرت نحوها ودموعي لم تتوقف، لم أستطع التوجه نحوها كأول شئ أفعله عادةً كلما حزنت. لم أستطع سوى النظر إليها وهي تخسر نصف روحها.
"أنظروا إليه كيف ينظر ببرود نحوها"
"هل هو ذئب حتى؟ كيف يعقل أن تكون عيناه حمراء؟"
"هل هو حقًّا طفلٌ؟"
"جموده هذا يرعبني"
"لا أصدق أن طفلا قام بذبح جميع القادة"
"سمعت أنه بلغ عامه العاشر لتوه"
"مخيف"
"هو ليس ذئبًا، إنه وحش"
"بل شيطان"
"عليه أن يموت مع آخر أقربائه"
"اذهب من هنا! دعنا نعيش بسلام"
"أجل عليك أن تغادر"
"قتلت الألفا خاصتنا"
"ليس لديك الحق لأن تكون ذئبًا"
"وحشٌ فضيع"
"غادر"
"غادر"
"غادر"
صريت على أسناني بقوة، هم لا يملكون أي حق لقول ذلك أستمروا بالصراخ علي بقوة، لم يستطيعوا مهاجمتي، فاكتفوا بالصراخ.
كانوا يصرخون بقوة وأنا نظرت نحوها، كانت تضعف وذئبتها قد بدأت تختفي. لم أعد أراها جيّدًا.
شعرت بالثقل في صدري يزداد ولم يكن صراخهم العالي يساعد. "إخرسوا" وجدت نفسي أصرخ بقوة وقد طفح الكيل مني.
لكن هناك ما فاجئني، وفاجأ من حولي. جميعهم خرسوا ولم يستطيعوا التحدث. وأعينهم عكست أفكارهم، كلها كانت متفاجأه وبعضها مستنكرة. لكن هناك حقيقة واحدة، كانت خائفة مني.
لم يكن سكوتهم بسبب صوتي. لا، لم يكن مطلقًا.
بل ما أستخدمته عليهم، تلك النبرة التي خرجت مني دون أن أشعر.
نبرة الألفا.
أنت تقرأ
CHIMERA | كايميرا
Loup-garouكايميرا؛ اسم من الأساطير اليونانية القديمة. وهو أيضًا اسم إله الحرب والدمار في الكتب الإغريقية . الكايميرا مخلوقٌ هجين مخيف الشكل، وأختلف الجميع في وصفه. هناك من قال انه هجين من تنين، وأسد، وعجل. ومن قال انه هجين أفعى، وصقر، ونمر. لا أحد يعلم شك...
