19: أقدارهم. (الجزء الثاني)

972 76 23
                                    

كان يمشي بخطواتٍ مترددة، ضائعة، تبحث عن حل، وسيلة، أي شي فقط لينتهي هذا الجحيم الذي يعيشه.

أغمض عينيه قليلًا شاعرًا بالنسيم اللطيف يداعب خصلاته التي ازدادت طولًا مؤخرًا.

"العيش." تمتمت شفتيه.

أسوأ ماقد يحدث له وأكثر مايجب ان يتشبث به الآن. ان يحيى بجحيم هذا هو مصيره وقدره الذي سير له.

تنازعت أفكاره في حربٍ عاتية.

عليه أن يعيش.

العيش فقط؟

لا هذا ليس كاف، قتله. يجب عليه يقتله.

إنتقام ؟

لا سيكون ذلك عديم الجدوى. عليه ان ينشئ عالمًا مثاليًا، ولذلك التخلص منه ضرورة قصوى وشيء لابد منه.

ولكن ليس للإنتقام.

فقتله لن يكون كافيًا مطلقًا.

عليه الآن إتخاذ قرار رسم مصيره بيديه، ولن يدع عالة مثله تحدد قراراته.

لقد حدد مصيره وكتب قدره بيديه، ولن يسمح لأحد بإلهائه.

نظر أمامه بحزم، هذه الطبيعة المألوفة، والنتانة التي لايمكن تطهيرها.

" ... سيدي." الرائحة التي لايمكن طمسها.

نظره له ولرفاقه نظرةً خافتة قبل أن يعاود مشيه.

نطق الرجل بارتباك. "هناك... أمرٌ أريد استفـ..." قاطعه ببرود "ليس لدي الوقت لذلك. "

"انا آسف، أرجوك.. أريد فقط أن اناقش أمور المجموعة." نظره له بطرف عينه " اذًا؟"

أكمل وهو يتتبع خطواته بتوتر. "بـ بـما أنـ ك أنت الآلفا الآن..." خوفه كان واضحًا على صوته.

"و؟.." لم يلتفت له حتى.

بلع الرجل ببطء متمالكًا نفسه وأكمل بنفسٍ واحد  "عوائل الضحايا تطالب بتعويضات بما أنهم الحكام السابقين، وبسبب الأحداث الأخيرة هناك الكثير مما يخشونك وفضلوا مغادرتنا على ان يبقوا في ظل حكمك. لذا ارغب بمشاورتك فيما يجب علينا فعله."
قال بنفسٍ واحد محاولًا مجاراة خطواته الطويلة.

توقف لبرهة، أغمض عينيه لثانية محاولًا تدارك أعصابه، استدار وحدق في الرجل بصمت.

هذا موقف كان لابد أن يمر به عاجلًا أو آجلا، أهالي من يسمونهم الضحايا.

من تسببوا في تفريقه عن والديه، قتلهم من هم أعز إليه من ذاته. هاؤلاء هم الضحايا اليوم، وبطريقة ما أصبح هو شرير الحكاية. 

CHIMERA | كايميراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن