13:ضد الألفا.

3.5K 305 105
                                    

أدخل يده في الثلج أسفله، دفن يده أكثر باحثًا وهو يخفي توتره. سمع أصوات ضربات قلبه الضعيفة، فبعثر الثلج من حوله أكثر لكي يصِل إليه.

شعر بملمس يد صغيرة، فأدخل ذراعه ليسحب الجسد المدفون من داخل الثلج فورًا. تحسس وجنتيه التجمدة، وظهرت تعابير القلق على وجهه البارد في العادة. كان وجهه شاحب اللون، وشفاهه زرقاء ترجف من البرد، فتح عيناه المحمرة ونظر لوالده. "أ..أ..أبـ..بـ..بي.." لم يستطع التحدث من رجفته.

"لا بأس.." ردّ أباه بعدما حضن رأسه ابنه، شده بقوة وكأنه يؤكد وجوده بين ذراعيه. شعر وكأن قلبه توقف لثانية عندما دفن وولفيري أسفل الثلج.

أراد أن يصلح الموقف في اللحظة الأخيرة، لكنه لم يتمكن من إنقاذ نفسه، ودُفِن جسده عندما حاول إنقاذ أشخاص كثر.

هو لا يمكن أن يحتسب كبطل؛ ليس وهو المتسبب بالكارثة.

حضن ويلمر ابنه أكثر إليه ليتمكن من تدفئته. جسده كان باردًا جدًا، وأسنانه تصطك ببعضها من رجفتها.

"خذه لمنزلي." قال الألفا وهو يبعثر الثلج عن رأسه، بعدما ألقى نظرة على حالة وولفيري. لم يرُد ويلمر وأكتفى بحمل ابنه متجهًا لمنزل الألفا.

كان يمشي بهدوء، وكان الجميع يتجنبه ويبتعد عند مروره، كأن شخصًا مصاب بمرض خطر ومعدي مرّ بجانبهم، أو كقاتل مختل يحمل بيده سلاحًا يبحث عن ضحيته، في كل الأحوال، تجنبوه. لكنه لم يهتم بهم، كل إهتمامه كان في ابنه، وكيف سيعالجه.

عندما وصل أمام منزل، لا بل قصر الألفا، دفع الباب بقدمه، وتوجه فورًا لغرفة معينة، حافظًا كل تفاصيل القصر وغرفه، ومتجه عبر ممر يعرفه جيّدًا. أغلق أحد الخدم الباب من خلفه، معتادًا على تصرفاته الهمجية، وتبع خطواته من خلفه. "سيدي مضى وقت طويل، بماذا أخدمك؟"

"أشعل المدفأة، وأحضر العديد من الأغطية، وحضر بعض الحساء الساخن." أومئ الخادم، وألقى نظرة على الطفل بين يدي سيده، إرتفع حاجباه بتفاجئ طفيف، لكنه سرعان ما أستدار لينفذ ما طلب منه.

فتح الباب المزدوج لأحد الغرف، لتظهر غرفة ضخمة بمدفأة واسعة على زاويتها، وتحيطها الوسادات من مختلف الأحجام. أخذ ابنه لباب جانبي في ذات الغرفة، فتح ليظهر حوض مليئ بالماء الساخن يتصاعد منه البخار.

نزع ثيابه ببطء، وشعر برعشته عندما لمس الهواء جلده، نزع قميصه الداخلي ليظهر وشمه الأسود على صدره، عض على شفته بغضب حاول كبته، تذكر أول مرة يحصل فيها هو على وشم مشابه، كان عمره حينها مقارب لعمر ابنه الآن، وكله لسبب واحد، ولكن لا يستطيع الإفصاح.

الصبر، عليه أن يصبر قليلًا بعد. كل شيء سينتهي.

وضع ابنه في حوض الماء، أخذ الأمر دقائق قبل أن يبدأ جسده بالإسترخاء. ومرّ المزيد من الوقت لتعتدل حرارته.

CHIMERA | كايميراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن