ضوضاء عالية، لا يمكنني سماع شيء واضح، أرى العديد من الوجوه غير المألوفة، جميعها تتكلم في وقت واحد ولا أستطيع التركيز، الكثير من الهمهمة والكلمات غير المفهومة. مالذي يحدث هنا ؟ أين أنا ؟
' وولفير !، تمالك نفسك' كان صوت أنثى غريب علي، لم أستطيع ملاحظة تفاصيل وجهها، فقط خصلات شقراء تلامس وجهي.
' أمسك أعصابك وولفيري، لا تجعلهم يستدرجونك ' صوت آخر غريب، لكن هذه المرة كان التشويش أكثر، ولم أرى وجهه.
' لا تتهور ' صوت حنون، همس. حسناً، مالحلوى التي تحدث هنا ؟
' نحن ننتظرك ' في لحظة واحدة، العديد من الأصوات نادتني بوقت واحد. لاأستطيع سماع شيء، فليشرح لي أحدهم مالذّي يحدث هنا؟؟
فجأة أصبح كل شيء مظلم الآن. الظلام أصبح يحاوطني من كل إتجاه، لا يمكنني الرؤية. ولم أعد أستطيع سماع شيء سوى صوت أنفاسي المتسارعة.
سمعت صوت خافت كما لو أنه قادم من مكان ما في آخر الأفق، أشبه بصوت صدى سلاسل بعيد، وقفت على قدمي ماشيًّا في الظلام متتبعاً مصدر الصوت. ولمحت ضوء باهت من نهاية ممرٍ طويل. علا صوت السلاسل كلما إقتربت، وازداد الضوء قوّةً ووضوحاً.
لكنني تفاجأت عندما وصلت، واكتشفت بأنها لم تكن مجرد سلاسل. بل أصفاد فضية نقية، والعديد منها، كانت من يضيء في هذا الظلام الدامس. جميعها كانت متصلة بكائن واحد، الأصفاد تحيط به من كل النواحي؛ كان رجلاً.
كان معلقاً من ذراعيه، والسلاسل تحيط بجسده، وشعره شديد السواد والطويل غطى ملامحه. كانت تنبعث من هالة مرعبة.
قبضت على يدي بخوف، بلعت بقوة مستدركاً نفسي. قوته كانت مهوّلة!
لاحظت زوايا شفتيه التي ارتفعت بابتسامة باردة، لتتحول إلى ضحكة خالية من الفكاهة. لتجعل هذه اللحظة أرعب لحظات حياتي!...
رفع رأسه مزيحاً خصلاته عن وجهه، لتظهر عيناه السوداء الكاحلة. وصدقوني، كانتا من أرعب ما رأيت. مظلمتان تمامًا، وكأن البياض فارقهما. ستجعلك تتمنى الموت عن رؤيتهما.
"أنت متأخر، أيها الطفل" قالها بصوت عميقٍ وداكن بينما يبتسم. شعرت بقلبي يخرج من صدري من شدّة خفقاته، لم تعد تقوى قدماي على حملي من ارتجافها، جثيت على الأرض وأنا أطالع وجهه. مخيــف.
إنه مخيـف.
عيناه كانتا تفترساني، ضحك مجدداً بصوت أعلى وهو يحدق بوجهي، منزلاً نظراته إلى جسدي، شعرت وكأنه كان يجردني من روحي بنظراته الباردة.
رجاءً!! فليخرجني أحدٌ من هنا!!!!!رفع كفيه ممسكاً بالسلاسل التي تتصل بأصفاده، ويقبض عليهم بقوة. كسر السلاسل المحيطة بيديه جميعها محرراً قبضتيه. ابتسم بخفة، قبل أن يصدى صوت تحطم جميع السلاسل والأصفاد التي تحيطه.
أنت تقرأ
CHIMERA | كايميرا
Hombres Loboكايميرا؛ اسم من الأساطير اليونانية القديمة. وهو أيضًا اسم إله الحرب والدمار في الكتب الإغريقية . الكايميرا مخلوقٌ هجين مخيف الشكل، وأختلف الجميع في وصفه. هناك من قال انه هجين من تنين، وأسد، وعجل. ومن قال انه هجين أفعى، وصقر، ونمر. لا أحد يعلم شك...