ch || 24

1.1K 86 51
                                    

يقف بتردد أمام المدرسة التي سيدرس فيها من الآن فصاعدا بينما ترتجف شفتاه لتذكره محادثة الأربعة حول أول يوم مدرسي لأطفالهم و كيف شعر بالحرمان الفضيع ذلك اليوم ...

تقدم خطوتين بلهفة شديدة قبل أن يركض إلى الداخل بحماس شديد لأنه سيدرس أخيرا مع من هم بسنه ...

تقدم ليعرف نفسه على باقي الصف و يكتب لهم على السبورة "أدعى مايك روبنز ... في التاسعة ... أنا أبكم لكنني أستطيع التحدث بالكتابة .. تشرفت بلقائكم ... اعتنوا بي جيدا"

ابتسم بهدوء و جلس في المقعد الأخير لعدم توفر مقاعد أخرى ليعبس مستاءً بسبب قصر قامته لكنه تنهد مفكرا 'ما يدرسونه سهل جدا و أنا لا أهتم لفهم الدروس بل أريد الاستمتاع بكوني كباقي الأطفال حتى يأتي بابا من أجلي'

أخذ يتجول في الحديقة مع أحد الطلاب قبل أن يبتسم لرؤيته جمال الحديقة فقرفص أمام الأزهار يسميها حسب لونها و قد غزته السعادة رغم دخوله متأخرا بثلاث سنوات و نصف عن باقي الأطفال ...

...
........

يبتسمان بحنين ناظرين إلى ألبوم صور الفتى قبل اختطافه لتهمس لزوجها "ترى هل طفلي يأكل و ينام جيدا أم أنه انتقل من معذّب إلى آخر ... ضاعف جهودك جاك ... و ابحث بنفسك في المياتم فلا أحد سيضع طفلا مشوها و أبكما ضمن قائمة المعروضين للتبني"

تنهد بتعب و قرر البحث بنفسه ليستبعد ميتم مايك فقد فحصه بنفسه و ينشغل عنه مرة أخرى بالبحث و العمل بجد لإيجاد ابنه مع زيادة أمله في عناق طفله و لو لمرة ...

.....
.............

عاد من عمله مبتسما بسعادة فقد أحب وظيفته في إصلاح برامج الحواسيب و لأول مرة يستفيد من شيء علموه له ...

تلاشت ابتسامته حالما تذكر كيف كان كروس يجلده إن أخطأ في التشفيرات ليتنهد مشجعا نفسه ممسكا مال عمله الحزئي لليوم ...

دخل الغرفة و أخرج قماشة ملفوفة ليضع بها تلك الورقتين النقديتين و يربطها جيدا بعد أن عدد أمواله لتحتد نظراته بحزم مفكرا 'علي الاجتهاد كي ألتقي بابا'

دخل الأشقران ليجداه يخبئها فضحكا عليه و أخرج بيتر بعض الأوراق من حصالته كما فعلت شقيقته ليقدماها له قائلين بابتسامة "هذه كي نساعدك في إيجاد والدك"

شهق بسعادة و احتضنهما بقوة بينما يبكي متخيلا لقاءً يجمعه بوالده لكن ما قطع لحظتهم تلك هي أخت الممرضة جودي التي فتحت الباب و ركضت نحوه صارخة بحماس "هيا إنه دورك لتفي بوعدك و تساعدني في الدخول إلى تلك الجامعة"

أسيرا كنت مقيدا بسلاسل الخذلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن