تنقر على الطاولة بانزعاج لرحيل أخيها و والدها إلى الخارج و عدم سماح الأكبر لهم برؤية الصغير سوى عند نومه فكانوا يوبخونه بينما هو يبتسم باستمتاع و يضحك عليهم ...
استيقظ الصغير من نومه بسبب الضجيج ليبتسم لعائلته و يلوح لهم فابتسموا ليصرخوا بسعادة "مايكي!!"
أخذ يبتسم مستمعا لثرثرتهم ثم أطفأ الهاتف معطيا إياه لوالده ليغطي نفسه بالبطانية محاولا اخفاء بكائه ... تنهد الأكبر بحزن و أبعد الغطاء عنه حزينا على حال طفله "هل آلمك كونك لا تستطيع الرد عليهم بني"
أومأ له بقوة و عاد لاعتصاره مفرغا كل ألمه ... لقد ضاق ذرعا من كونه لا يستطيع العيش كالجميع سواءً بسبب ماضيه أو الآثار التي خلفها ذلك الماضي ...
تنهد الأب بتعب و أخذ يحكي له القصص لينام بينما يتذكر حديث دانيال حول تلك المعاملة المهينة التي كان يعيشها ...
.....
..............يستلقي على السرير بينما يتألم بشدة من أثر العملية عليه ... لمح والده السعيد فحاول الإبتسام لينتبه الأكبر على ألمه و يعيد له القناع الذي يحوي المخدر فنام ...
مرت عليه تسعة أيام عاشها على المنومات حتى صار قادرا على التحرك ببعض الحرية .. نظر بابتسامة لوالده بينما يرفع الأكمام مشيرا له بأنه سليم و لم يعد مشوها بكل ذرة حماس يمتلكها ...
مسح الأكبر على شعره بحنان و أومأ له قائلا "أجل طفلي ... أنت ستصبح مثل باقي الأطفال ليس عليك أن تحتمل شيئا ليس ذنبك"
جامله بابتسامة بريئة بينما يتذكر كيف حصل عليها ... ارتجف لتذكره ذلك الجحيم فتنهد الأكبر قائلا "لقد جعلتهم يدفعون الثمن بني"
لم يتحرك الفتى قد انملة و اكتفى بالتحديق بدهشة في جسمه ليحتضن أباه بشدة و يبكي بينما يكتب له {لقد سخر مني الجميع بسبب جسدي و أطفال الميتم قالوا أنني ملعون ... كان تحمل كل ذلك و أنا أبكم أمرا مؤلما أبي}
....
...........يركض بسعادة نحو باب القصر راغبا بمفاجأة عائلته فطرق الباب بقوة كبيرة لسعادته ... فتحه كبير الخدم الذي ابتسم لشقاوته و أول ما رأى جده قفز في حضنه يعانقه بشدة بينما يضحك بصمت ...
بادله الأكبر العناق شاعرا بالأسف على حفيده الذي يعاني دون ذنب ثم أجلسه في حضنه قائلا بحنان "هل استعاد طفلي مايك جلده السابق"
أومأ الفتى بقوة و أراه ذراعيه ليرفعهما للأعلى سعيدا ثم يركض نحو غرفة أخويه ... وجد أخاه أليكس ذو السنتين يحبو نحوه قائلا بسعادة "أتي ... أتي أتي (أخي)"
أنت تقرأ
أسيرا كنت مقيدا بسلاسل الخذلان
Aksiأحيانا تتخذ الحياة مجرى مختلفا عما كنا نتوقعه لتنجرف بنا محطمة كل أمانينا و أحلامنا فتحيلها إلى حطام منكسر ... تحرم من كل حقوقك و تجد نفسك محاطا بالألم أينما تلتفت .... طفل بريء يتعرض لكل أنواع العذاب و الاذلال و يفترق عن عائلته لفترة تنسي الطرفين...