الجزء الثامن

574 18 0
                                    

شعرت أنها اوشكت أن تموت خوفا فبقدر ما اصبحوا متفاهمين الايام السابقة إلا أن هذا لا ينفى كونه له وجه مرعب رسمته له فى خيالها منذ أن حلمت باعينه فى جسم غريفين
صعد اول سلمتين ثم التف للحضور الذى يراقبون الموقف عن كثب وتكلم باليونانية

- أعتذر فلقد ألغي الحفل لتوتر سيدة القصر

كيف يسميها بسيدة القصر فهى لا تريد هذا القصر الملعون
ثم اقترب من أذنيها وتكلم بالعربية بتوعد جعلها تنتفض وتهدء بعدما كانت تحرك أرجلها باعتراض لربما لاحساسها أنه لا يجب أن تزيد من عقابها
- اظن توفري دموعك لوقتها

وتنفس بغضب كالتنين وصعد بها فى لحظات
فتح باب حجرته التى تقيم بها وتوجه لسريرها و القاها عليه.

لتتؤه من الالم ونظرت له وهو يغلق باب الحجرة ثم يلتفت لها وهو ينفث نيران حقا كتنين لربما غريفين سيكون أرحم منه الان.

-ممكن افهم ايه اللى عملتيه تحت دا

وقفت رغم الألم التى تعانى منها وتكلمت معه بغضب يتنافى مع خوفها.

- انت ازاى تقول لڤيكتور انى ....انت قلت له ايه انا عايزه افهم

رفع إحدى حاجبيه وسأل بطريقة محذرة وهو يقترب منها لتعود للخلف ولكنها كادت أن تتعثر

- لا هو السؤال الأهم انتى ايه اللى بينك وبين ڤيكتور

- وانت مالك اصلا......وازاى تتكلم عنى بطريقه مش كويسه

- يعنى هو فارق معاكى انا قلت له ايه ومش فارق هو قالى ايه.

وقفت للحظات لتتذكر أن ڤيكتور كلم اريس بالاسبانية فى البداية فرد عليه اريس بالمثل
لتهدء قليلا وتسأل بوضوح ولكنها مازالت عابسة و منفعلة:
- لا فارق هو قالك ايه

- قالى انك كنتي رفيقته...

فتحت أعينها ووضعت يدها على فمها
وتكلمت من وسط بكاءها
- وانت بقى فهمت بكلمة رفيقته دى ايه علشان ترد عليه رد يخليه يجى يقولى بما معناه انى مش محترمه.

- قلت له انك رفيقتى دلوقتى

لتغضب مجددا وتتكلم بصوت مرتفع يشوبه بكاء هستيرى فهى فى نهاية الامر مصرية ويهمها شرفها
لوليا.انا مش رفيقته ولا رفيقتك و بالنسبة ليه كل الحكايه أنه خلانى اشوف أماكن فى اليونان عمرى ما شفتها لا اكتر ولا اقل.
أما أنت فانا مش هستنى ولا دقيقه هنا تانى

جلس أمامها وتكلم بثقه يشوبه بعد الهدوء
- ازاى بقى
- زى الناس همشى من هنا
- ومين هيسمحلك
لترفع صوتها
- لا اسمها مين اللى هيمنعنى

ثم همت أن تغادر ولكن لسوء حظها فقدمها أصبحت تؤلمها بشدة فتحركت بتعثر ليقف مجددا ويعترض طريقها وهو يضع يده فى جيب بنطاله وتكلم بثقه

- انا اللى همنعك

لتتكلم بهستريه
- تمنعنى ليه فاكر نفسك ايه وبأى حق انا همشى من هنا ....

وحاولت أن تتحرك من أمامه لتعبر منه ولكنه تحرك ليقف أمامها وامتلئت عيناه بنظرة تسلية
- وسع من طريقي

هز رأسه بالنفى دون أن يتكلم
- أنت عايز ايه منى يا اريس
- تهدى علشان نتكلم
- انا مش ههدى عايزه امشى

ليهز رأسه ببرود وكأنه يخبرها أنه لا يهم كونها لا تستمع إليه ثم يخرج يده من جيب بنطاله بمفاتيح.

لم تفهم فى بادئ الأمر إلا عندما التف وغادر بهدوء واغلق الباب خلفه فهمت ماذا يفعل بتلك المفاتيح عندما سمعت صوت أحدهم فى قفل الباب الخارجى ليغلق عليها.

اى احمق هذا فتحت فاها وكأنها غير مدركه أو غير مصدقه لما يحدث ثم ألقت بنفسها على هذا السرير الوثير وبكت بشده.

لقد تحقق كابوسها وهذا الغريفين شديد الوسامة يحتجزها فى هذا القصر الملعون لقد كان رائعا لعدة أيام إذن فماذا حدث ليفعل بها هذا ولما يريد احتجازها أنها تريد أن تهرب من هذا القصر الملعون ولكن كيف وهى مجبرة اليد وتتحرك بتعثر بسبب قدمها.

بعد عدة ساعات كانت مازالت بفستانها تجلس على هذا الفراش و لم تأتى چولي لتساعدها كى تغير ملابسها هل يعاقبها ،بجانب أنها حقا جائعة جدا كم هو قاسي حقا.

حاولت أن تقف لقد كانت الساعة فى حدود الثانية عشر بعد منتصف الليل من المؤكد أنه نام وان أيضا چولى نامت قررت أن تجلس فى الشرفة قليلا.

فعلى الرغم من ذلك الدوار الناتج عن ما احتسته إلا أنها تقاوم وبشدة رغبتها فى النوم فمن المؤكد لن تنام بهذا الفستان كادت أن تتعثر فى طريقها ولكنها استندت على إحدى الانتيكات التى تتوسط الحجرة التى ومن المؤكد تخص المالك الاسبق لقد كان تمثال بشكل عمود غير كامل منحوط عليه وجه رجل ويبدو أنه المالك الأصلي لهذا القصر عادت للخلف خطوه لتنظر لهذا العمود بتمعن فلاول مره تنتبه له أنه حقا تحفه فنية....

هزت رأسها بتعجب ووصلت اخيرا للشرفة لتدخل لهذا العالم التى تطل عليها شرفتها فالمشهد حقا رائع جلست بأريحية على تلك الارجيحة التى فى جانب هذا الشرفة الشاسعة المساحة ومدت أقدامها للامام بعد أن فكت سيور هذا الحذاء اللعين ذو الكعب المرتفع والقته بعيدا.

لاتعلم لما لم تخلعه حتى الآن ابتسمت وهى تشعر بهذا الدوار مجدداً ثم تمددت على تلك الارجيحة لتبقى أعينها ناظره للسماء ومدت يدها التى بدون جبيرة لجانب الارجيحة لتحرك نفسها فتبتسم وتغمض عيناها ومازال عقلها يفكر فى كيفية النجاة من هذا الغريفين الوسيم وعند وصولها بافكارها لكونه وسيم ابتسمت وتنهدت ثم فتحت أعينها مجدداً عندما توصلت لانه لربما يجب عليها أن تخدعه لتهرب منه....
تتبع

مالك القصر Where stories live. Discover now