«شيء ما عالق في الشجرة بعد ما مرت زوبعة، و يا إلهي إن زوبعة أخرى قادمة»
كنت أغمض عيني، أفتش دواخلي عسى أن أجد ما يرشدني لضالتي، في خضم تفتيشي توقف كل شيء من حولي عدا تلك الكلمات التي صارت على حين غرة مني شريطا يمر أمامي، تلك الكلمات كانت نصوصي التي كتبتها، نعم إني أستشعر فيها جُبنا وتكرارا، ما عسى أن تكون هذه الكلمات؟ لما تبدوا لي متشابهات بشكل مقرف؟ لما جميعها أسئلة؟ لما أنا أسأل في هذه اللحظة أساسا؟ آه نعم أظن أنني أصر على البقاء في ذات البقعة، ذات البؤس لا أنوي أن أغادره أنا و كما يبدو أحب إلقاء الأسئلة التي يكمن في إجاباتها خلاصي دون أن أكلف نفسي عناء البحث في جواب ما، أنا الضعيف اللذي يخشى الخلاص، ويخاف أن يستوعب فكرة أنه وحيد وشاء أم أبى ستكمل الحياة موكبها وأن كل توسلاته لن تجدي نفعا، أفكّرتُ يوما أن أبعث نفسي على الأجوبة عوضا عن رثاء ذاتي بأسئلة لا طائل منها؟ أو هل حاولت يوما أن اجتث ذاتي من مستنقع البؤس؟
هذا المثير للشفقة يبحث عن من يحبه، وهو ذاته لم يستطع قطعا حب ذاته ولو مرة واحدة، هذا الإنسان ينتظر من يخرجه من دائرة بؤسٍ قد كان هو من رسمها بوهمه.
هذا الإكتئاب اللعين يسرق مني آخر ما تبقى لي مما أسعد ذاتي به، حتى إعداد كوب من الشاي لم يعد يسعدني، يهدئني ولا حتى يعني لي شيئًا، و كل هذه الكتب المكدسة التي لم أعد أطيق قرائتها تثير حنقي، و البحر آه ذلك البحر ذهبت له مرارا هذا الشهر وما عاد يواسيني، ما أصاب العالم حتى ينطفئ في ناظِريّ؟ ألم أعتاد ظلال الذي ذكرته آنفا؟ ألم تكن سنيني الأربع تلك بكافية؟ إلى متى؟

أنت تقرأ
نَسيــمُ قَرنٍ وَ زَوبَعة.
Short Storyكان صَمتي عباءةً تستر صرخات الجزع اللّاتي دُفِنّ مع ذاتي. و هنا أنفضُ رمادها عن قِماش عبائتي. «خَواطِر وَنُصوص» بَدَأتْ: أكتـوبَـر ألفَيـنْ وَتِسعَةَ عَشَـر . تَمّت: سبتمبر ألفَيـنْ وَواحد وَعِشرون. جَميعُ الحُقـوق محفُوظَـة، لا يُباح الإقتباس من...