٤-مُشاحنة

35 5 5
                                    

...

" مُجدداً يا ابي دُمى؟ يكاد حتي تبولي يتحول لدُمي يا للهول!"

تذمرت جايول بإنزعاج دافعتاً عن مرمى بصرِها الدمية فور إظهار تشانيول إياها.

قلب عينيه بضجر قبل أن يُردد ببطء.
" جايول الأخلاق."

إستدارت إليه كـ'بربك' الا ان عينيه الحازمة أفلحت بإخافتها قليلاً، مما جعلها تتنهدُ هاتفتاً بملل كالروبوت.
" كان لفظُ 'تبولي' غير أخلاقي، لذا أعتذر و أعد بأن لا أُكرره مُجدداً "

" مُمتاز و الآن "
أشار للدُمية السجينةِ بين يديه بعينيه.

زفرت جايول بصراخ طفولي لطيف.
" بربك يا أبي"

بحثت عن المُزاح في عينيه لكنها لم تجد سوي الجدية فيهما، فأخذت الدمية بغضب و لرُبما لفظُ إقتلعت كان أجدر وصفاً لِما فعلتْ.

" ابي رجاءً توقف عن إهدائي الدُمى كُلما تفوقت، هذا مُمل"
لفظت حديثها بضجر، مما جعل الآخر يجلس بجانبها في الأريكة بعد ان كان يفترش الأرضية الرخامية اللامعة.

" لكنني أجيرُ دُمى"
نبس خديثه كشخصٍ مُبتلى، الا انها سارعت بصد حديثه الدبق.
" لنُوضح الأمور يا أبي رُغم أنك تُدركها جيداً،
لن أقول و اللعنة كي لا تبدأ بجولة حديثك الغير مُفيدة حقاً عن الأخلاق و لكن تخيل أنني بدأت الجملة بها... أنتَ و اللعنة تعمل أجيراً للدُمي لمُجرد التسلية، و تغييراً للروتين، تملكُ سلسلةَ عقارات ضخمة و أموالاً طائلة تجنيها من تلك المُنتجعات التي ترفضُ قطعياً أن نزورها حتى "
أنهت حديثها بتهكُم و إحباط.

قلب عينيه بضجر واضِح قبل أن يغمغم بتحاذق.
" لقد قُلتها "

" ماذا؟ "

" لقد قُلتِ لفظاً بذيء مُجدداً يا جايول "

إعتصرت أطراف فُستانها الوردي كمحاولة لإخماد نيران غضبها التي تكاد تبتلع والدها و جمله المُزرية تِلك، بحق الإله لما هو بخيلٌ لهذا الحد.

إعتدل مُلزماً منكبيه بمعطفه متوسطِ الطول و القيمة، أثناء نظراتِ إبنته المزدرية نحوه بينما تكتفُ ذراعيها بغضب طفولي بادٍ.

هندمّ معطفه قبل أن يركع أمامها قائلاً بهدوء.
" لأن هذه مرتكِ الأولى بطلبٍ مُرفه كهذا جايول، أنا سأُلبي، تعلمين كم أنكِ ثمينة لديّ صغيرتِي كما أن الغضب لا يليقُ بكِ"

راقب بتمعُن معالمها التي آلت للسرور  حتى حينما قفزت مُعانقتاً إياه بقوه بينما تصرخ بحماس.
" أُحبك أبي، أُحبك، أُحبك، أُحبك"

إبتسم بوُسع لرؤية معالمها المُبتهجة، و للوهلة هو أسهب بتمعُن إبتسامتها الطفولية المرِحة حتى قاطعت إسهابه بصُراخها المُفجع المُعتاد.
" أنت أفضل أبٍ في العالم، أحبك"

أضاف قائِلاً" بعد العمل " مما  جعل عينيها تجحظان بصدمة و سرعانما نالها الإحباط و تأهبت لرشقهِ بتذمرات ناقمة لكنه كان الأسرع بمغادرتِه.

...
..

"مُبارك هل هو فتاةٌ أم فتى؟ "
حالما خرج من الحمام قابله  كلاين بكلماته الساخِرة بينما يتراقص حوله بإنزعاج واضح.

إبتسم بينما يصد المدخل ببنيته الضخمة مُجيباً بذات السُخرية.
" فتى يا عزيزي لذا لابُد أنك مسرور، أنا أيضاً مسرورة للحق لإستجابة الربّ لدعواتك القانتة "

إحتقن وجه كلاين بحمرة واضحة قبل أن يصرُخ بإنفعال.
" بربك بارك تشانيول أغرب عن وجهي، أودُ الدخول."

و في محاولات كلاين البائسة التي تتمحور حول إبعاد تشانيول عن باب الحمام هو تنبه أخيراً للحال.

تراجع للخلف قليلاً و تشانيول ضيق عينيه بعدم إرتياح، رفع أحد قدميه بتهديد بينما يقول بنبرة وقحة هازئة.
" أمامك خياران، إما أن تغرب عن وجهي أو أن أنهي مستقبلك كرجل.. أرى أنك لا تحتاجه على كل حال أيها البائس لكنني لا أفضل العُنف كما تعرفني"

لوسيعاتٍ بخسة فضل تشانيول التصنم لإستيعاب ما قاله كلاين للتو، هل بالصدفة؟

" يا إلهي تعلم أنني سأنهي مُستقبلك قبل أن تفعل أنت،
لكن من حسن حظك أن لا أوذي السيدات فذلك ليس أسلوبي كما تعرفني "
أجاب تشانيول كلاين بذات أسلوبه الهازئ و فضل إضافة بعض الإهانة، لكن ذلك لم يفلح مع كلاين كما توقع فقد قلب عينيه بضجر.

تنهد قبل أن يربت على كتفي تشانيول قائلاً.
"لم أكن أفضل اللجوء لهذا الحل و لكنك أجبرتني، يسعدني التبول أمامك يا رفيقي كما انك ستكون متواجداً في حال إحتجتُ لمزيد من ورق الحمـ.."

و قبل أن ينهي كلاين حديثه وجد ذاته يعانق بلاط الحمام بجانب سماعه لصوت الباب يغلقُ بصخب فنهض بينما ينفض الغبار عن ثيابه مُبتسماً بإشراق.
" عزيزي تشانيول لازال يملك فوبيا التقزز "

في الجانب الآخر صرخ تشانيول بتقرف.
" كم أكره عُهرك يا كلاي-قرف "

إستدار بملامح ساخطة و حسناً لم يكن إستدارته أمراً جيداً بعد رؤيته لكم من الزبائن توقفوا محدقين بهم بذهول و تقزز جليّ.

حتى أن بعضهُم إصطحب إبنه هاماً بالمُغادرة بينما يرمقُونه بإستحقار.

خلخل يديه بين خصلاته المبعثرة بإهمال كحال أعصابه بينما يتمتمُ بإرهاق.
" رائع، هذا ما كان ينقصُني حقاً"

أجيرُ الدُمىWhere stories live. Discover now