٧-البديلة تتقدم

23 5 22
                                    

..

إنقضت ساعاتُ اليوم الأولى الأخيرة بسُرعة و سُرعانما خيم الظلام بأعشاشه الأرجاء، و علا صوتُ نعيق الضفادع التِي تجتاحُ الأرضية السُفلى للمُنتجع حيثُ الحديقة المورِقَة.

و تشانيُول لم يكُن ليُحضرهم لأحد مُنتجعاته من باب التفضُل و الكرم فقط بالطبع، بل لأن هذا المُنتجع يشهدُ إنخفاضاً هائلاً في الوافدين منذُ شاع خبرُ إحتوائه على الضفادِع.

و لذا وجد ذاته أمام صفقةٍ رابحة بذهابه إليه، من جهة يُرضي جشع إبنته، و من أِخرى يبحثُ حول السر خلف تكاثُر هذا الصنف البغيض من الضفادع و الذي يتعرضُ للزوار.

و الذي يؤدي بتدني بسيط في ثروته الضخمة.. عُذراً أعني الهائلة.

و في مقصُورة نائية قليلاً، حيثُ يعجُ صُراخ أُنثى ما.

" يا الهي هل تقولين أنهُ تحدث معكِ؟، يا الهي لا لا هل بدى كإمرأة مُطلقة؟ اللعنة عليه لا يُفيدُ بهكذا طبائع "

" ميار "
تمتمت الأُخرى بضيق.

أومأت المعنية بتفهم زائف ثُم جلست بينما تعضُ شفتيها بحماس.
" كيف ستعترفين لهُ هاه؟ هل أجهزُ لكِ الأجواء.. هل أُشعل إحدى المقصُورات ثُم أحبسكُم بداخلها و تتشبثين به هُناك ثُم تعترفين له مُدعيةً انكِ تودين البوح كون هذه أيامكم الأخيرة سوياً و.."

و قبل أن تُكمل صُراخها المُصمي و الفاضِح أحست بشيء ناعم يصدُ ثغرها عن الإكمال، فعقصت حاجبيها بعدم رضى بادٍ و دفعت تلك الوسادة بعيداً بينما ترمقُ من تجانبُها بخُبث بادي.

" تشانيول يكرهُ الطعام الحار سوف.. "

" ميار فضلاً "
إنتحبت روي بتعب و لكن، بغتةً شعرت بخديها يُسحبان من طرف أنامل تمتزجُ فيها الألوان الصارخة.
" الفراولة لذيذة لكنني لا أفضُلها على الهيأة الواقعية"

قلبت ميار عينيها بالأرجاء بتفكير مُصطنع قبل أن تُفرقع بينما تصرخ.
" وجدتها، لما لا يلحظُ وجودك الدائم حوله أو حتى مُراقبتكِ المُستميته له"

رفرفت روي أهدابها بأمل بينما تردفُ بتشوُق، عل هذه الصديقة الفاشلة و أخيراً عثرت لها على حل جيد لمعضلتِها.
" كُلي آذانٌ صاغِية"

" لأنك مُحترمة أكثر عن اللزُوم "

كانت ثواني تأملت بها خيراً من عقل كعقل ميار و لكن كان أكبر خطأ فادح إرتكبته طوال حياتها البائسة.

أجيرُ الدُمىWhere stories live. Discover now