١٠-عفوية.

28 5 0
                                    


عضت شفتيها بينما تتأملُ الأُخرى أمامها بفخر و عينان مُولعتان بذاك الثوب.

كان ثوباً بسيطاً أسمر اللون، متوسط الطول و غير فاضح بأي شكل كان و بالطبع النُقطة الأخيرة لم تكن سوى من إصرار روي المستمر.

" هل أنت واثقة ميار؟، إنه مجرد عشاء زُملاء لا أود أن نُفسده بهذه التصرفات "

تسائلت روي بإحباط، فما بوسعها سوى تركُ زُمام الأمور بكف ميار كونها لم تتوقف عن قول أنه أخيها و هي أكثر من تعرفه و تدركُ جيداً كيف تتلاعب به.

ميار أغمضت عينيها لوهلات قبل أن تعاود فتحها بحماس ترجمته بنبرتها الصاخبة.
" يا الهي، أنا مُتحمسة أنظُر إليكِ كم تبدين فاتنة هاه؟
الشكرُ لمجهوداتي، كم أُحبني"

قلبت روي عينيها بضجر و تركت تلك المسرحية الهزلية تُستعرضُ للفراغ، هبطت للأسفل بيقين أن عليها مُساعدة تشانيول بإعداد السفرة.

حالما عثرت عليه مشغولاً يترتيب الطاولة توجهت إليه بإبتسامة صعُب عليها إخفائها، و بما أنه مشغول جداً عن مُلاحظتها كما هو بادٍ إقتنصت الفُرصة بتأمله عن قُرب.

لما فشلت كاميراتُ التصوير عن تجسيد هذه الوسامة كما هي؟

يبدو أوسم في الواقع، معالمه أكثر إشراقاً و إبتسامته جذابة للغاية.. و بشعره الفوضوي بطبيعته حتماً رؤيتُه غدت مُرهقة للقلوب.

خاصةً قلب روي الذي يخصه بالحُب من أصله.

الوقتُ مر سريعاً دون أن تُزيح عينيها عن طلته غير المُتكلفة و إبتسامته التي يُبديها دوماً عن غير عمد بثغره المُعتاد.

لكن ذلك النعيم لم يدُم طويلاً حالما قاطعه بنبرة مُتعجبة مُثخنة بالفرح.
" أوه روي؟ "

رطبت شفتيها بخجل فور إدراكها أنه علم بالفعل عن غرقها غير المُبرر في تأمُله، و بالطبع ذلك قد يكون وقحاً أو غريباً لذا بررت بإرتباك.

" كنتُ شاردة "

أومأ بحيرة مُستغرباً تلك الهالة الخجولة التي طغت عليها كُلياً، الا أنه سُرعانما أدرك أن السبب قُربه المُفرط فإبتعد بضع خُطوات مُبتسماً ببلاهة.

" سأساعدك في الترتيب "

أومأ بحماس بينما يمدُ بعض الأشواك و الملاعق، أشياء لن يصعُب حتى على طفل في الخامسة ترتيبُها.

عقدت جاجبيها بينما تسأل بريبة.
" فقط؟ "

أمال رأسه بإيجاب قبل أن يُضيف مُبرراً.
" الصحون ثقيلة عليكِ. كما أن الطعام قد يوسخُ ثوبكِ "

أجيرُ الدُمىWhere stories live. Discover now