١٢.

30 4 0
                                    

..

تشانيول لاحظّ تجمدُ يديها و نظراتها المشدوهة..

لقد إعترف لها للتو بحُبه و يعد الخاسِر في نزال الحُب،
لطالما كان كذلك على كُل حال..لطالما كان من يعترِفُ أولاً و من يتعرض لأذى الهجر أولاً..

بداخِله عميقاً أرادها حقاً أن تقبل به ،أحس أنها مُختلفة و تريدُه و لكن جزءٌ آخر مضمور بداخِله أخبرهُ أن يستفيق قبل أن يبدأ من جديد و ينتهي به الحال مِثل كُل مرة!

للمرة الأولى رأى روي تتقدمُ لتُعانقه بغتةً دون وعي..بات هو المصدوم من فعِلتها.

و رُغم طولها الذي ليس بمزحة لكنه لم يعني شيئاً أمام طُولِه ،و حتى عندما عانقتْه بدت شيئاً ضئيلاً يُحاول إحتوائه.

في تِلك السُويعات..
زوج عينان قناصتان من بعيد كانتا تُراقبان الوضع لم تكن في الحقيقة تخُص سوى  ميار التي هتفت ب" yes "
خافتة.

و حالما إنتهت من جولة الرقص الغريبة إستدرات بسعادة نحو الصغيرة التي شوشت الدمُوع ملامحها الطفولية الجميلة..و التي تُشبه تشانيول إلى حد كبير.

عينيها الواسعتين كعيني والدها قد إمتلئت بالدمُوع..

ميار إنحنت بسُرعة بينما تمسحُ دموع الصغيرة بعد أن بدأ بُكائها يشتدُ شيئاً فشيئاً و أردفت بجُملة خالتها مواسية.
" هيا عزيزتي جايول ألا تشعرين بالوحدة؟،
ألا تريدين إخوة؟؟ "

...

على طاولِة الطعام ،وسط جو مشحُون بالصمت و النظرات التي تُتبادل بين تشانيول و روي.

يُقاصدان طرفاً غير راضي بسيط القامة يكتفُ ذراعَيه.

كمم تشانيُول أطراف قميصه ذا اللون الأصفر ،مع بنطال حالك السواد..كان يبدُو عليه التوتُر حين أشار نحو روي و تحدث بتردُد.
" ما رأيُك بوالدة جديدة جايول؟ "

و سُرعانما أغمض عينيه لنظراتها الشرسة ،التي تخبرُه أنه تخطى شتى أنواع الحدُود!

كيف يجرؤ؟كيف يجرؤ على قولها بهذه السهُولة؟

نفت بعصيبة و ردت بنبرة طفولية صارخة مُثخنة بالإنزعاج.
" لا أريد "

روي عضت على شفتيها بصبر ،ها هي ذا تُرفضُ بهذا الأسلوب الوقح من طفلة لا تكادُ تتجاوز رُكبتيها!

طفلة ذات معالم تشبهُ والدها لحد كبير!.

لقد قَبِلتْ بها النُسخة الكبيرة و رفضتها الأصغر ،يالهُ من أمر مُخزٍ!

ميار سأمَتْ نَصب عينيها عن بُعد و إدعاء منحهم أوقات عائلية على إنفراد..بالنهاية هي أيضاً جُزء من هذه العائلة.

تدخلت و جلست بالمُنتصف حيث تعتقدُ بأنها تحد الأوضاع ،مع إبتسامة خالتها تخمدُ النيران و لكن فالواقع ما يحدُث عكس ما يخيل عقلها..

جايول لم تتوقف عن منح خالتها الخائنة نظرات مغدُورة و مُتلألأة ،كيف تصطفُ مع عدوتها اللدودة؟و كُلما تجاوز والدها الطاولة لمحو دموعها بمعالم مُتأسفة كانت تردعُه بسخط.

تمنحُه نظرات كأنه تاجر مُخدرات ،ممنوعات ،أعضاء بشرية شيءٌ من هذا القبِيل.

و لكن بالنهاية يبدُو عليها القبول لهذه الأُم الجديدة.

فوالدتُها الحقيقة بالكاد تتذكُر يوم مولدها أو شيء يخُصها  و روي التي أمامها تبدُو كأم مُراعية و مثالية..و بالتأكيد ستتذكرُ يوم مولدها و تنصبُ لأجلها خيمةً ليوم مولدٍ رائع!

بالرغم من أن روي تبدو هادئة للغاية في نظرها ،الا أنها ليست كذلك مع والدها *تشانيول* رغم أن ذلك لا يرُوق جايول بالواقع الا أن بإمكانها تقبُله في الوقت الراهِن.

" أبي أنا أقبل "
فجأةً إنبثقت هذه الجُملة من جايول و التي تسببت بدهشة الجميع.

لم يعي أحد على إبتسامة الشر التي نمت على شفاه جايول الطفولية اللطيفة..فالجميعُ إنشغلوا بتبادل النظرات المُرتابة و السعيدة.

لكي تتخلص جايول من زوجة أبيها المُستقبليه روي ،ستُعاملها كما تنصُ الروايات 'كخادمة وضيعة' ، حتى تسأم روي و تترُك والدها الحبيب.

و ها قد بدأت رحلةُ جايول الشاقة الجديدة!

أجيرُ الدُمىWhere stories live. Discover now