٦/دعوَة.

25 5 15
                                    

...

" تريدُ ان تدعُوها لأنها صديقة جيّدة، في حال انكَ لم تُقابلها سِوى منذُ بضعةِ ايامٍ؟ "

بنبرةٍ ساخِرة تولت ميار الحديث إلى تشانيول، و الذي أحس بالإرتباك كما لو أنهُ يُستجوبُ الآن، إلا أنهُ لم يردع رأسه عن الإيماء.

جايول أيضاً كانت تكتفُ ذراعيها بصمت غريب إستهجنهُ تشانيول، فقد كانتْ هادئةً و شارِدة بشكِل مُثير للريبة.

نهضت بعدَ سويعات لتنقُر صدر والدها الذي حملها حالما أتتهُ بخطواتها اللطيفة، فقالت بنبرة طفُولية مُنزعجة.
" إسمع يا أبي، لن اسمحَ لكَ بإحضار بديلة لأُمي إطلاقاً "

تشانيول حدق بها مُندهشاً، تبدو واثقتاً تمام الثقة و هي تَستبقُ الأحداث بخيالها الواسع، فهل لِتوها شككت بكونه يريدُ الزواج مرة أُخرى؟

زجرها بنظرة مُمتعضة لكنها لم تُفلح بإبعاد الشكُوك التي تساورها، فها هي ذا لازالت تكتفُ ذراعيها بغضبٍ طفولي عارم.

غضبٍ كغضب الهرار يؤلم و يخدِش!

" بديلة؟ هذه أسخفُ نُكتة سمعتها في حياتي"
لاكَّ تشانيول حديثهُ المُستاء بحنق ولازال يزجرُ إبنته بتحديقات لائِمة، كيف تجرؤُ على ان تشُك به بهذه الطريقة المُريعة.

...

تمَ دفعُ رِوي من قبلِ جايول ذات النظرات المُحززة، هي خالت روي مُقبلةً علي الجلوس بجانب والدها لذا تصرفت بشراسة و كما يُملي عليها عقلهُا الساخِط.

و ميار التي كانت توكأ رأسها على ذراعها هأهأت بنبرة شبه مسموعة بينما تراقبُ بتمعِن تِلك الصغيرة الشرسة كيف تغيرُ على والدها غير المُكترث و الغارق في غفوتِه.

تأملت ميار جايول بتركيز قبل أن تقضم قطع الشبس بينما تتمتمُ بخفوت.
" يا الهي هذا حماسي اكثر من الدرامات حتى."

جلست جايول بجانب والدها و أصدرت صوتاً مُزعِجاً مُعربتاً عن إنزعاجها مُجدداً و مُجدداً لكن بصخب!

يتملكُها الإستياء فهي كانت مُطمأنة بتوقُعِها أن روي سترفضُ قطيعاً كونها لا تعرفُ والدها جيداً بعد، و لكن ماذا؟ فقد قبِلت رِغماً عن جُل هذه الأسباب  الحالية و القادِمة.

لذا حزرت عينيها بينما تستديرُ لروي التي جلست بجانب ميار بصمت، مُحدثتاً إياها بإنزعاج ملحوظ.
" اسمُكِ روي ايتُها العمة؟، لكنه إسم ذكوري و بشع "
صكت أضراسها بتشددُ حالما نطقت لفظ 'العمة'، و كانها فقط تود إرسال رسالة ك'انتِ تبدين بمنظورب كأخت لأبي.. أخت لأبي'.

روي جعدت حاجبيها للوهلة بإنزعاج قبل أن تزفُر بتريس قائلتاً لذاتها- بلا بأس إنها طفلة! -
" أحبُ إسمي رُغم ذلِك "

" عمة روي، بالرُغم من أنكِ إلتقيت والدي منذُ بضعةِ أيام فقط و لكنك قبلتِ مُباشرتاً مرافقتهُ لهذه الرِحلة، تعلمين.. كيف ضمنتِ أنه لا يودُ إستغلالكِ بطريقة شنيعة أو شيئاً من هذا القبيل؟ "

و ها هي ذا جايول تعاودُ اللعب بينما تتصنعُ البراءة في قولها، دُبر هذه الإبتسامة التي تُبديها شيطانٌ بحد ذاتِه.

للحق روي بدت مذهولتاً من حديث الصُغرى، أوليست تِلك طفلة بعد كُل شيء؟

إقتربت جايول من روي للعديد من الإنشات قبل أن تهمس ببُطء كي تزيد من رُعب الموقف-من وجهة نظرها-.
" أوتعلمين؟ ، والدي أعزبٌ للكثير من السنوات لذا أنا لا أعتقدُ أنهُ من الجيد لكِ مُرافقتُه في هذه الرِحلة "

جحظت عينا روي بصدمة بينما تعاينُ الأُخري التي إبتعدت ببُطء و بإبتسامة دبِقة صوب كُنف والدها الذي تيقظَ لتوه، توجهت نحوه بوُد و وداعة.. ليس و كأنها ذاتُها من تقول تِلك التُرهاتِ الفاسِدة و التي تفُوقُ سِنها بالكثِير.

...
منطِقة واسعة مُحاطة بالأشجار و القِلاع العريقةِ الطراز، يتسلسلُ إليها عدةُ أفرُع من المياه كأنهار تتخللُها من الجانبين.

ميار توقفت تمطقُ ذراعيها بتعب بينما تصرُخ بحماس عكس الكسولين خلفها.

و بينما تشانيول كان يُساعِد روي بحمل أغراضِها جادلته إبنتُه بصُراخ يُصمي، حتى أنها ركلت قدميه بعُنف-أو تخالُه عُنفاً - فقد وصل تشانيول كنقرةٍ صغيرة.

روي لم تأخُذ الكثير من الوقت حتى أدركت أن الصغيرة تِلك لا تشعرُ نحوها بالأُلفة، و كان جلياً كم أنها مُتملكة بإمساك قدمي والدها الطويلتين بينما تفحُ نظراتٍ سامة و تُوجهها لها.

صغيرة مُشاكسة و شرِسة.

ميار طالعتهم من بعيد بينما تشكُل يديها علي هيأة آلة تصوير، تمتمت بعدما أسفرت عن  تنهيدة فخُورة.
" يا الهي كم انها عائلة لطيفة، همم"
نبزتُها بدت كعجوز هرِمة تراقبُ أحفادها بفخر.

وبخ تشانيول جايول بحنق و حرج بينما ينقلُ أغراض روي بنُبل مع أغراضهم، و قبل أن يُغادر رفقة صغيرته الوقحة أشار لروي بإتباع  أُخته.

...

أجيرُ الدُمىWhere stories live. Discover now