الچُوكَر و العِنكَپُوت

عَاصِفَّةْ النِهَايَةْ

.

.

.

(٢٦)

.

مر يومين وهو ينام ويأكل بين الشوارع

في كل مرة يقترب أكثر للمنزل

فلا أحد سيقف ليوصله مجاناً وهو لم يعد يثق بأحد حتى الشرطة

الأشخاص الذي أعتقد أن حلمه هو أن يصبح أحدهم

خاب أمله بهم.. عندما عرف أن الشخص الذي ينقل الأعضاء البشرية هم تعاون من الشرطة

حتى لا يشك أحد بهم

جونغكوك الصغير أصبح يخاف من الآخرين

يجلس بين الزقاق ببطانية تاي التي يلفها حوله

هو أقترب من حيهم السكني

سينام وغدا سيصل المنزل.. مجرد تفكيره يجعله سعيد

هو أغمض عينه.. فالنوم بالعراء لم يعد بالصعوبة التي سيواجهها بعد ما مر به

...

يلهث من جريه ولكنه يستند على ركبتيه أمام سور منزله المرتفع

يدخل بتسلل كالعادة ويتسلق من الخلف صعوداً لغرفته

يخلع جميع الملابس التي لازمته لهذه الأشهر

يدخل أسفل المياه الحارة تغسل جسمه النحيف

شهق بفرحة لعودة هذا الشعور للماء.. فلا يعد ذلك الغسيل البارد أستحماماً

هو يضع الصابون والمعطرات وكل تفكيره أن أمه لا يجب أن تعرف

لا يجب أن تخاف.. لا يجب أن تتألم

يرتدي ملابسه الجديدة بينما يخفي القديمة

هو رغب بشدة النزول لرؤية والديه ولكنه نظر للسرير

وبدون وعي ذهبت قداماه له يصعد ويتحسس تلك النعومة التي أفتقدها

ما أن وضع رأسه على الوسادة هو نام دون الشعور بالزمن

...

شعر جونغكوك بالأنزعاج من القُبل والأحضان ليفتح عينه يحاول رؤية ما حوله

ليجد والدته تبكي ولأول مرة بصوت مرتفع كالطفل تماماً وتحتضن جسد طفلها