الفصل السادس

174 14 9
                                    

كانت نردين تعلم جيدًا أنه يريدها أن تَحمل لكي تؤجل انتقامها، ولكن هي لن تُعطي فرصة لأي عائق في سبيل انتقامها: ايوا عارفة إن دَ شرطك يا أدهم.
بينما كانوا يلعبون دَلف جلال ليطلب مِن أدهم اتباعه، وبالفعل اتبعه أدهم إلىٰ غرفة مكتبه التي تَبدو في غاية الروعة، غرفة كبيرة بمكتب في واجهة الباب، وعلىٰ يمين المكتب يوجد أريكة وأربع كراسي، جلس علىٰ الأريكة وجلس أدهم علىٰ الكرسي المقابل، ليردف جلال بكُل هدوء ولكن في تلكَ اللحظة كان يود لو مات أدهم وهو بطن أمه ولم يأتي إلىٰ الحياة: نردين وراها حاجة، وأنتَ عارف إيه هيا.
نظر له أدهم دون أن ينطق بحرف، ليردف جلال بعدما جن جنونه: قدامك حل واحد وهو إنك تقولي هي عايزة مني إيه وإلا هقتلها قدام عنيك.
زفر أدهم يحاول تهدأت نفسه، فهو لا يقدر علىٰ العيش ثانية واحدة بدونها، كُل ما يتمناه هو قربها، ويعلم جيدًا أنه إذا أفشىٰ سرها سيكون قد خان ثقتها ولكن لن يغامر بخسارتها، هَم واقفًا ليضع يده في جيبه: جاية تنتقم لأنك حرقت أهلها وكنت عايز تقتلهم.
اتسعت عيناه مِن الصدمة، يدور ألف سؤال في رأسه، يشعر أن كُل شيء حوله ينهار، وكأن الأرض تهتز تحت قدماه، اليوم وبعد سنوات قد ظهر ما كان يخشاه، ليردف بينما يتردد لسانه: قصدك ميرنا.
كان أدهم ينظر إلىٰ عينيه مباشرة: عرفت ازاى إنها ميرنا مش ملك.
ابتسم جلال لأن ملك معايا.
وفي تلك اللحظة كانت قد فتحت الباب علىٰ مصرعيه بينما تحمل مسدسًا: ملك معاك، قصدك إنك بقالك أكتر من ٧ سنين حابسها، وكمان صابها شلل.
لتُطلق رصاصة في الهواء، ليهرول نضال ومعه رجاء، كانت رجاء تُسرع في النزول، ونضال الذي حمل مسدسه ظنًا منه أن أحدهم تهجم علىٰ القصر، ولكن وقفا الإثنان بينما تلوح نردين نحوهم بالمسدس قائلة بصوتٍ كاد أن يهز أركان القصر: إياك حد منكم انتوا الأربعة ياخد خطوة، واقتربت مِن رجاء تُلف يدها حول عنقها وبيدها الأخري وضعت المسدس علىٰ رأسها: يا جلال حالًا لو ما اعترفتش بكُل شيء عملته هقتلها.
لترن صوت ضحكته في كُل مكان: وأنا غبي يا بنت المريوطي علشان أعترف وأنتِ تسجلي.
احمرت عيناها مِن شدة غضبها: يبقي هقتلها.
لتخرج رصاصة وتقع بعدها رجاء أرضًا.
بينما جلال نَفخ لي مسدسه وهو ينظر لها: أنا قتلتها بدالك، ليمسك أدهم يده وهو يكتفه بينما أعينه تحمر غضب حُزنًا وغضبًا، وكأنه تلقىٰ ضَربةً في قلبه فتوقف نبضه وبات ميتًا: أنا عمري ما هسامحك، مش كفاية ال عملته في عمى ومراته، وكمان جاي تقتل أمي أنا هبلغ الشرطة حالًا، وأنتَ هتتعدم، تزامنًا مَع كلمات أدهم كانت رُصاصة أطلقت مِن مجهول اخترقت جَسد جلال، ويبدو أن القاتل يكره جلال فَ لم يَكتفي برصاصة واحدة بَل ضرب أربع رصاصات حتىٰ وَقع أرضًا ومات ذلك الشيطان الذي يتجسد في شكل البشر.
ألقت نردين سلاحها، وكادت تخرج ليمسكها أدهم: نردين راحة فين أنا محتاجك.
لتنظر له وعيناها تفيض دمعًا: مِن انهاردة أنا ميرنا المريوطي ومفيش أي شيء هيربطني بيك، هسامحك بس لما ملك أختي ترجع لطبيعتها، وغير كدَ أنتَ ابن أكتر راجل قدر يَخلق خراب في حياتي، أنا أسفه خلصت انتقامي وجلال مات الله أعلم مين موته، وصح مقدرتش أعذبه ولكن قدرت إني ألاقي ملك.
ورفعت يدها تمسح دموعها، وكانت يد نضال الأقرب لها ليمسك بها ويحتويها لتخبره بين شهقات بكاءها: عارفة إنك بتحب ملك وأنا وأنتَ إن شاء الله هنرجعها زي الأول وأحسن، دلوقتي بس أنا عايشة علشان ملك.
*في أحد المدن المصرية وبالتحديد مدينة ٦ أكتوبر*
جَلست أيه علىٰ الاريكة الموضوعة أمام التلفاز بعدما فتحته علىٰ قناة تعرض أفلام رعب، وأطفأت النور لتُصبح الصالة مُعتمة الضوء الوحيد الموجود بها هي ضوء التلفاز، وجلست مربعة القدمين، ووضعت وسادة علىٰ قدمها تستند بيدها عليها، وبدأت بالإندماج مع الفيلم.
في قَصر إيهاب الباشا.
كان قد عاد إيهاب وفوزية إلىٰ القصر، وكان سيف بإنتظارهم ليسرد عليهم ما حدث في قصر جلال وانه فارف الحياة هو وزوجته، والقاتل مجهول كما أن نردين وأدهم يدور بينهم بعض الحوارت ويرفض تركها تغادر.
زفرت فوزية براحة كبيرة: الحمد الله إنه مات وإن نردين مكملتش انتقامها.
لينظر لها سيف وإيهاب بنظرة غريبة غير مستوعبين ما تفوهت به، لتقلب عيناها في ضجر: لو كانت نردين قتلته مكنش في حاجة هتتغير، ولا كانت هتهدىٰ والنار ال جواها تبرد، بالعكس هتكون شايفة نفسها قاتلة ومجرمة وكان أدهم هيرفض إنه يكون معاها رغم انهم بيحبوا بعض، ومتنسوش أدهم قالها أنا موافق تنتقي وتوصلي بابا للسجن لأنه غلط ولكن لو قتلتيه مش هقدر أسامحك.
نظر إيهاب أرضًا لا يعلم ما هو الصواب والخطأ، ولا يود أن يتنبأ بحالة نردين، هو يعلم جيدًا أنها ستعود إلىٰ نقطة الصفر مِن جديد، ستنهار مجددًا، وهي بحاجة إلىٰ حب واهتمام بدون شروط، وبالفعل كُل ما تحتاج له نردين هو نفس ما أحتاجه أنا وأنت عزيزي القاريء "إننا بحاجة إلىٰ مَن يهتم بأدق تفاصيلنا، ويُحبنا بكُل العيوب التي تملأنا، وأن يكون حُب بلا شروط، شَخص يُعطي لأنه يُحب لا لأنه يُريد المقابل، وإن وَهبتكَ الحياة ذلكَ الشخص فإياكَ أن تتخلىٰ عنه" هايدي عطية.
وجلسوا جميعًا كُل منهم يأكله قلبه علىٰ نردين جميعهم رأوا حالتها كيف كانت وما مرت به ليس ب هين.

وَقفت نردين أمام نضال تطالعه بأعين داعمة: أنا ميرنا اخت ملك حبيبتك، ملك جلال البنا قدر يأذيها، وفجأة تحولت نبرتها إلىٰ نبرة عالية وكانت تصرخ به، واقتربت منه ممسكة بيده تجذبه خلفه بينما تُردد: أنتَ متستحقش تكون في حياة ملك، أنتَ مقدرتش تحميها جلال كان مخبيها عنده في نفس البيت ال أنت موجود فيه وأنتَ متستحقش يتقال عليك راجل الراجل هو ال يحمي ال بيحبها مش أنتَ يا نضال.
في تلكَ اللحظة كان نضال يشعر أن جبلان ثقيلان وَقعوا علىٰ أكتافه، كلماتها تتردد في أُذنه، ووقف كالصخر الجامد لا يتحرك خلفها، يخاف كثيرًا مِن تلكَ اللحظة يخاف أن يرىٰ الدموع في عيناها، ويود لو أن يجلد نفسه فهي كانت قريبة منه وهو كان كالمغفل لم يتمكن من إيجادها.

علىٰ سطح مِنزل مالك كان يودع ثلاثة من أصدقاءه وهم المقربين كثيرًا منه ونزلوا درجات السلم إلىٰ أن وقفوا أمام باب بيته ونزلوا وحدهم، أما هو فاخد يتأمل باب بيت ضئيلة الحجم التي بمجرد أن تقف بجانبه تختفي وكأنه فيل عملاق، ابتسم علىٰ ما يدور في عقله ولأنه شبه نفسه بالفيل ولكن صوت صرخة رنت في أذنه جعله يهرع إلىٰ الباب مُتغاضي عَن سكان العمارة وعن أمه النامة، وبعد العديد من النداءات ودق الباب أكثر من مرة عاد خطوات قليلة للخلف وظل يركل الباب حتىٰ فتح لتتسع اعينه ويشتم ببذائة بينما تُطالعه أيه وهي مُتسعة العينين ليردف وهو يُشير لها: يا بنت الكلب أعصابي باظت بسببك.

هايدي عطية

هنتظر الكومنت القمر بتاع القمر ال هيشوف البارت، وهنتظر منكم تصويت، وياريت تقدروا إني مش بتأخر عليكم وكمان عايزة دعم وتشجيع وشير قمر.💜👀
قناة التليجرام اسمها: الكاتبة هايدي عطية
🥺😥ادعولي لحسن أنا بدأت دروس تالتة ومنفوخة جامد.

القدم المشوهة. (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن