كان جلال يَغط في نوم عميق، ولكن نِضال لم يكن كذلك، كان في صالة الرياضة الموجودة في قصر البنا يتمرن بشدة، يصب غضبه في كيس الملاكمة وأوقفه صوت الرسالة، اتجه نحو هاتفه ورفعه يقرأ ليشتم ببذائة ويصيح في نفسه: الله يلعن صاحب أو زفت صاحبة أم القدم المشوهة دِ، الواحد مِن غير حاجة مُشتت ومش عارف يمسك أي زفت علىٰ البنا ويجيلي مصيبة أكبر، هروح أصحيه أنا ولا ايه.
مرر يده علىٰ وجهه متجهًا إلىٰ تلك الغرفة التي تَخص جلال البنا يَدق عليها، ليأتيه صوته المبحوح أثر النوم: مين.
ليرد والتوتر واضح مِن نبرته: في حاجة مهمة يا جلال بيه، ولازم تعرف بيها.
رد وهو ناعس: تمام شوية وجاي استني تحت.
نزل وجلس علىٰ الأريكة ممسك جهاز التحكم يشغل بعض قنوات التلفزيون الإخبارية، وفي مكان أخر كانت تتابع كُل حركة وكل تفصيلة في وجهه بإهتمام وحزن بالغ، كان مَشهد النار شديد، وبدأت النار تأكل الجدران، وكان صوت الصحفية مسموع، فهرول جلال عَندما سمع" اعزائي المشاهدين، حدث اليوم حريق في فندق البنا" ليقف أمام الشاشة ينظر وعيناه حقًا امتلأت بالدموع، وتتطاير الشر مِن عينه التي أصبحت حمراء كالدم ليردف بغضب وهو يمسك نضال مِن ياقة قميصه صافعًا إياه كَف قوي فقد نزف أسفل شفته: أنتَ يا حيوان قاعد مرتاح، ومشروع ابني بيتحرق، أنتَ ازاى بارد كدا، اتصرف، عايز ال عمل كدا قدام عنيا خلاص ساعة، وإلا هحرقكَ زي ما مشروع ابني اتحرق.
ليقطع حواره صوت رسالة يفتح هاتفه ليجد رسالة " حقيقي يا جلال البنا، رؤيتك بالحالة دي فرحت قلبي، وحلوة عنيك وهي فيها دموع، أما ابنك فهو مستحيل يرجعلك، أنتَ حرقت عيلة كاملة بالنار دِ وجه وقت إن النار نفسها تحرقك، لو عايز تعرف مين معاك أنا المميز بالقدم المشوهة"
أمسك عنق نضال: ساعة واحدة، وجهز الرجالة كلهم يستعدوا لبتاع القدم المشوهة ال جاي بكره، ومتورنيش وشك غير لما تعرف مين دَ، وأنا رايح أبلغ.
كانت حركة جلال مهزوزة، ويداه ترجف، كان ذلك الفندق الأمل الوحيد لعودته ابنه، ولكن ماذا الأن، يتوعد بالكثير لذلك العدو المجهول.
وقف نضال شارد مدة طويلة وظهرت ابتسامة في وجهه قائلًا لنفسه: مِن سنين بحاول أمسك عليه حاجة، ويجي ال قدمه مشوهة في ثانية كدا يخلي جلال البنا ينزل دموع، دلوقتي عرفت مش أنا لوحدي ال بتراقب، صاحب الرجل دِ، هو ال عامل كل دا وأنا وجلال وكل شخص هنا متراقب، بس مين ال جلال حرقه و ليه؟؟ أسئلة تدور في عقله لا إجابات لها، ولكنه لن يظل يبتسم كالأبله، واتجه إلىٰ غرفته يغير ملابسه ليرتدي ملابس كاجول مع حذاء رياضي، مُتجهًا إلىٰ سيارته، مُتغافلًا عن الشجار القائم بين جلال وزوجته.
بعد ساعات، وبالتحديد الساعة ٦ صباحًا.
في مكان مَا بالتحديد المطار، كانت نردين تقف أمام المطار بسيارتها، ليتقدم مِنها شاب، بعيون رمادية فاتنة، ولحية قصيرة، وشعر بني مصفف ببراعة، وملامح تجعل كُل فتاة تراه تُفتن به، ليقترب منها وهي تَقف غير منتبه لوجوده، ليتحضنها مِن الخلف، يلف يداه حول خصرها، وبحركة منه لفها لتكون أمامه، لتنزل دمعة منها: أخيرًا يا أدهم.
لعق شفتيه ورفع رأسه للسماء: كان لازم أتأخر يا نردين، أنا راجع أشهد علىٰ جرايم ابويا، راجع أتجوز البنت ال أبويا دَمر حياتها، بحبك.
رفعت يده تربط علىٰ كتفه: أبوك لازم يتعاقب، وأنتَ عارف إن ال عمله مش هين.
ابتسم بجانبية: فعلًا أنا عارف إنه بيدمر ناس وبيتاجر في أسلحة، وسبب في قتل ناس كتير، بس خلاص خت قراري هبلغ الشرطة بكل حاجة أعرفها، بس دلوقتي بينا علىٰ المأذون.
اتجهت تجلس في كرسي السائق، مُتجهة إلىٰ مكتب المأذون وكان والدها ووالدتها وسيف بإنتظارها.
أنت تقرأ
القدم المشوهة. (مكتملة)
Mister / Thrillerالإنتقام أحيانًا لأقوياء، عندما يَكون الإنتقام لإنقاذ عائلات مِن التدمير كَما دُمرت عائلتها، ويناضل هو لإنتقام لأجل حُب طفولته وشبابه، لأجل كُل دقيقة عاش يفقدها فيها، وفي رحلة مِن الإنتقام والأسرار والغموض، معارك ما بين الهزيمة والنصر، هل سيفوز انتق...