الفصل الخامس عشر.

146 10 2
                                    

كان مالك يَتسطح علىٰ الفراش، بجانبه هالة وأية، وكانت هالة تبكي لأنه رفض اخبارها أمس عَن حالته، وَقفت ملكَ في الإستقبال، وحالة مِن الذعر تتملكها، تَخاف أن يخطفها أحدهم، ولكنها كانت مُتماسكة بشدة، وسألت الموظفة الموجودة عَن غرفة دكتور مالك المريوطي، أدلتها الموظفة علىٰ الغرفة، تتجه نحو شيء مجهول، لا تعلم كَيف ملامحه، وكيف ستكون رد فعله حينما يلمحها أمامه، دَقت الباب فقالت أية بصوتها الناعم "تفضل بالدخول"
دلفت وهُنا ملئت الدموع عَين أيه، وكانت هالة تنظر لها بتمعن، بينما مالك فكانت عيونه حمراء، كان يُحاول يستوعب أنها أمامه، حاول أن يقول ولكنها أمسكته، عَندما لمست يده وكتفه كي يبقي مستطحًا، شَعر أن الأرض تدور به، سنين كان كالمهاجر واليوم يشعر أن وطنه عاد له، بكا بشدة وااحتضنها وبادلته هي العناق، كانت دموعهم لا تجف، كان يلهث ويتعلق بها وكأنها طوق نجأة، ويتحدث بصوت متقطع: خليكي معايا أنا كنت ميت من غيركم عايز أشوف ميرنا، أخيرًا يا ملك.
مَسحت دموعه وقالت بنبرة حازمة: ساعة وهتكون ميرنا هنا.
أغمض جفونه وقال في صوت مهزوز: ولو مرجعتوش.
أمسكت كفه بين كفيها الصغيرين: لا احنا هنرجع مصدقت لقيتك.
وبالفعل استقلت سيارتها، كانت تعلم بمكان تواجدهم، فسبق وسألت فوزية وهي في طريقها نحو المستشفي.

*في الشقة المتواجد فيها أدهم وميرنا*
كانت تجلس وهي تتأمل الفراغ، لا بد أنها تتذكر شيئًا ما، نظرت له وقالت الدموع تتلألأ في عينها: ممكن تقولي السبب ال يخليني أقبل بالحب في حياتي.
نظر لها بصدمة لا يعلم لما تفكر بهذه الطريقة، كان بداخله فرحة خفية لأنها وأخيراً فتحت له قلبها: لأن مفيش حياة من غير الحب، عايزة ازاى تعيشي من غير حب، الحب دَا أساس لكُل حاجة في حياتنا، عارفة يا ميرنا احنا بنحب بعض بقالنا ١٣ سنة، بحبك مِن وأنتِ صغيرة، بس أنتِ ليه رافضة تعترفي بالحب دَا.
نظرت نحو مَلك الواقفة أمامها، فهم كانوا يجلسون في الحديقة أمام بيت أدهم القديم، والذي يبدو أنه تم تجديده وإعادة بناءه، قررت الإفصاح عَن مشاعرها، قالت وهي تبكي بصوت مسموع انخلع له قلب ملك وأدهم: علشان ملك ومالك، عايزني أقول لإخواتي بحب ابن الراجل ال حرق أهلنا، ال خلانا بعاد عن بعض ١٠ سنين، ولا بحب ابن الراجل ال بسببه أختي بتخاف من البشر وكأنهم أسود، الراجل ال خلاني أدي أخويا ال عنده ١٠ سنين لواحدة ماشية في الطريق وأنا معرفش هي كويسة ولا لا، ولا الراجل ال بسببه عشت أسوأ أيام حياتي.
رفعت قدمها وهي تتابع: ولا ال بسببه عندي عاهة مستديمة.
ثم تنفست وقالت بهدوء: عارفة إنك ملكش ذنب، ومختلف جدًا عَن أبوك، ولكن الحقيقة هو أني قدامي اختيارين يا أنت يا أخواتي، وأنا مؤكد هختار أخواتي.
تدخلت ملك وهي تردف بنبرة حادة: اختيارين ازاى يا ميرنا، أدهم كويس ونعرفه من زمان، أدهم كان صديقي زي ما كان صديقك، أنا نفسي عمري ما هقطع علاقتي بيه، أنتِ ليه مصرة تعيشي بعيد عن حب حياتك.
أمسكت حقيبتها، وكانت تتجه للخارج، وقفت لتقول: أنا مش مستعدة أني أحبك، ومش قادرة أكون ليك زوجة، وقت ما ألاقي نفسي هوفيك حقك هكون معاك العمر كله، دلوقتي لازم أشوف مالك وأخليه يشوفني، وبالمناسبة يا ملك، لازم اكلم نضال بخصوص فرحكم.
اتجهت للخارج وجدت سيارة ملك، التي تبعتها هي وأدهم، وردفت ملك في أذن أدهم دون أن تلاحظ ميرنا: هي بتعاند مفكرة إن احنا هنشوفها غلطانة، متسيبهاش، وأنا أوعدك انها هتنام في حضنك بليل.
تعلم ملك جيدًا أن ميرنا تخشىٰ تكوين علاقات، تخاف مِن أن تُجرح، وبصمت رهيب كانت ميرنا تقود وفي المقعد الخلفي تتحدث ملك مع أدهم، بداخلها خوف طفيف منه ولكنها تتجاوز خوفها لأجل أن تُثبت لميرنا أن لا علاقة لأدهم بما فعله جلال سابقًا.
تنهدت ميرنا بصوت مسموع وهي تنظر نحو أدهم وملك بعدما أوقفت السيارة: اتفضلوا وصلنا، وأنتوا الإتنين انهوا الحورات ال عمالين تكلموا فيها، وياريت يا ملك متكلمهوش.
ابتسمت ملك بإستفزاز، وقالت وهي تخرج من السيارة، واستندت بيدها علىٰ نافذة باب السائق وأردفت وهي تميل بوجهها نحو ملامح ميرنا المتصلبة مكانها، بينما تفكر ميرنا متىٰ عادت ملك لجرائتها المُعتادة: بلاش تغيري مني، أنا أختك وأدهم أخويا.
نظرت لها شراز: وأنا هغير ليه يا أختي.
وفتحت الباب ودلفت خارج السيارة وهي تشير بإصبعها نحو أدهم: اشبعوا ببعض أساسًا مش فارق معايا.
وغادرت وهي تلعن أدهم وأختها، كانت تدبدب وهي تُسير من شدة غضبها، وقهقهة برقة وهي تضرب كفها بكف أدهم، وأمسكت هاتفها وأرسلت رسالة لأية "احنا طالعين، افضلي اكلمي مع أدهم والزقي فيه، علشان ميرنا لما بتغير بتعترف بمشاعرها، ومالك علفكرة كدَا 😂😉"
أرفقت رسالتها بإموجي يغمز، عضت أية علىٰ شفتها وهي تقرأ الرسالة، أهي حمقاء لدرجة أن الجميع يلاحظ حبها لمالك.
دلفت ميرنا للغرفة، نظرت بهدوء نحو مالك الذي يتأملها، وإلىٰ تلك السيدة التي كانت تستقل السيارة في تلكَ الليلة المشئومة، واحتضنتها وفوزية وإيهاب في آن واحد، وأردفت بنبرة حانية: صدقيني محدش فيهم زعلان منك، بالعكس أنتِ أنقذتيهم كلهم.
حافظت علىٰ هدوء ملامحها بينما الحُزن يعتصر قلبها، ودموعها تسحبها نحو القاع لتُغرقها، في ألم لا نهاية له.
كانت عين مالك تتفحصها بشدة، ويحمد الله في سره علىٰ أنه رزقها بعائلة تحبها، ويتيقن أن خلف القناع الهاديء فتاة تصرخ ألمًا، شتت تركيزه دلوف ملك ومعها أدهم الذي ميزه سريعًا، فكان دائمًا يفضض له.
قام مالك مِن مكانه وهو يستند علىٰ نضال تحت مراقبة الجميع، كانت ميرنا متسمرة مكانها ولا تتحرك، فقط بأعين ذابلة تتأمل مالك، وتحول نظرها لملك، وكأنها تستمتع برؤيتهم وتُشبع عينها مِن ملامحهم.
احتضنها مالك دون أن يتكلم، وبادلته العناق بشدة وهي تمسك في قميصه من الخلف، بينما مد يده الأخرىٰ ليجذب ملك نحوه ويعانقهم الإثنتين، وأردف بصوت أجش: أُحبكم يا بنوتاتي.
قهقه الفتيات في خفة.
وجلسوا ليتناولوا العشاء، جلست ميرنا وملك ومالك كان في المنتصف، وجلس أدهم بمقابل أية ليبدأوا في خطتهم الشرسة للإيقاع بالأخوات.
كان جورج وعثمان يقومون بتحضيرات في بيت أدهم
فقال جورج بغلظة: أنا زهقت هو أنا لازم أزين البيت كله، وبعدين هو ليه يعيش في فيلا دورين و١٥ أوضة، وكمان أحطله بلالين في حمام السباحة.
قهقه عثمان في خشونة: صاحبنا مينفعش نتخلي عنه.
قال وهو يمسك البلونة في غيظ: لا أنا واطي وهتخلي.
فرقعت البلون في يده وصرخ فزعًا، بينما نظر عثمان نحو هاتفه ليلمع اسم حبيبته علىٰ الشاشة، قال وهو يغمز ل جورج العاقد زراعيه في غضب: بعد إذنك يا رجولة هكلم حب عمري.
أغمض عينيه وقال في غضب: أنتوا تحبوا ويجي علىٰ دماغ أبويا.
😂😂😂باقي فصل واحد، ومش عارفة هكتب فيه أي والله🙂
البارت صغير بس مليان أحداث، ووقفت لحد كدا ومعرفتش أكمل.

لايك كومنت شير
💜😉💃قناة التليجرام اسمها هايدي عطية
اشتركوا فيها
ومتابعة فضلا فيس
وشيررررر للرواية

القدم المشوهة. (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن