الفصل الثامن

150 16 5
                                    

وقف مِن مكانه يَرفع هاتفه يتصل بالشرطي، بعدما أخد كُل ما يُثبت أعمال والده غير الشرعية، وَقف أمامه بعد ربع ساعة ظابط يُدعىٰ منصور: حضرتك بعد الوثائق دِ هيتم الحجز علىٰ كل أملاكه تقدر تاخد ما يلزمك وتخرج، أما بالنسبة للقتل فخلاص حضرتك قولت إن مراته قتلته وهي كمان ماتت فكدا القضية مقفولة.
كان يتجه إلىٰ غرفته وهو يتذكر وجه أمه في كُل لحظة، كيف كانت تضحك وتبتسم، واحتضانها له وهو في حالات حزنه، وتلك الإبتسامة التي ترتسم علىٰ وجهها عندما تراه، وكان يحدث نفسه وهو يبرر لها: أنتَ مغلطتش يا أدهم، أنتَ حبيت أمك وميرنا ميرنا بتاعت زمان ال الضحكة عمرها ما فارقت وشها وأبسط حاجة ترد ليها حقها إنك تبعدها عن حورات الحكومة، ومات جلال البنا وقتل فرحة ابنه قبل ما يموت.
فَتح باب غُرفته، اااااه مِن تلكَ الذكريات، مِن المشاهد العالقة في ذاكرته، ما زال يشم رائحة ميرنا في الغُرفة، وبكُل هدوء عكس حُزنه الشديد، لَملمَ كُل ما يحتاج إليه، وخرج مِن ذلكَ القصر مُقبل علىٰ حياة أخرىٰ، يرغب بترك العالم أجمع.

في قصر إيهاب باشا.
بعدما دلفوا جميعًا إلىٰ الداخل وقفت ميرنا ترفض أن تستريح، لتقول فوزية في غضب: نردين ممكن تقعدي تستريحي شوية والدكتور هيجي وهيطمنك عليها.
رفعت يدها تَمسح دموعها التي تتوقف علىٰ ما يبدو أن عينها لَم تَعد تتمكن مِن حبس تلكَ الدموع: ميرنا مِن انهاردة ميرنا وبس نردين دِ اتنست، فضلت أجري سنين علشان الإنتقام وفي الآخر ألاقي أختي في الحالة دِ.
اتجهت نحو المطبخ، وبعدما فتحت الثلاجة أخرجت بَعض حبات المانجا وبعد دقائق كانت تُمسك كوب عصير بيدها تتجه نحو ملك المُنكمشة علىٰ نفسها، مَدت يدها لتُعطيها الكوب: العصير ال بتحبيه، وحالًا سيف هيطلب أكل علشان تأكلي، لتنظر إلىٰ سيف اطلب سمك مشوي، وأكلات مشوية واطلب حلويات.
لتحاول ملك أن تتمالك نفسها لتمسك بالكوب، ولكن يدها المُرتجفة توقع كُل شيء، لتقول في نفسها: أنا ضعيفة أوي، الورقة مقدرش أمسكها، ميرنا مِن ساعة ما شافتني وهي بتبكي، أنا مؤذية أوي وجودي تاني في حياتها هيكسرها، ومش عارفة أكلم، أنا بقالي سنة مش بسمع صوتي، مِن كُتر ما كُنت بنادي علىٰ ناس تنقذني بقيت مش بعرف أكلم، لا أنا ال قررت متكلمش وأنا ال تعبت مِن كون مفيش حد يسمعني.
لَم تتمالك نفسها مجددًا وبكت بينما تقرب الكوب مِن فم ملك لتشرب: اشربي، متعيطيش خالص، أنا هكون إيدك، أي حاجة أنا هعملهالك، عمري ما هبعد عنك تاني، فرحانة إني لقيتك وإنك قدامي وإني بعد الوقت دَ كله عملتلك عصير، أنا بحبك جدًا، حياتي كانت وحشة وهتكمل فرحتي لما أشوف مالك، مالك فاكرة مالك الصغنن ال كُنا بنضربه ونرخم عليه بقي أطول مننا وكمان بقي دكتور وبقي حلو أوي، نسخة مِن بابا عارفة أنا كنت عارفة مكانه وبروح أستخبي علشان ألمحه.
ثم ابتسمت وهي تنظر إلىٰ كوب العصير الفارغ، ومالت برأسها نحو ملك تطبع قبلة علىٰ جبينها: الحلوة شربت عصير وحالًا الدكتور عبدالله هيجي يكشف عليكِ، وأنا هشوف السفرة أظبطها وبعدها هطلع أجهز الحمام وأوضة ليكِ، وهدوم.
كانت فوزية تجلس مُشتتة جدًا، تود لو لَم تتمكن ميرنا مِن إيجاد ملك، فهي لا تفكر بنفسها حتىٰ.

القدم المشوهة. (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن