الفصل الرابع.

234 18 7
                                    

جَلس علىٰ الكرسي الجلدي، ولكن لَم يَكن لديه عَلم أن جلال يَعلم هويته، وأن لقبوله هدف خبيث يليق بشيطان جلال البنا، لَم يَكن جلال بالشخص الأحمق الغافل، بَل هو صَقر بعيون حادة، كانت أصوات عالية تصل مِن الخارج،
د/حاتم: مهو أنتِ دكتورة ملكيش أهل، ومتعرفيش إسم أهلك ايه، دَ حتي اسمك ممكن يكون غلط، وجاية تهدديني بأني لو مبعدتش عنك.
لتردف بقوة وهي تضع إصبعها أمام وجه: طب جرب يا حاتم قرب مني، أو حتىٰ تعال خبط علىٰ باب بيتي في نص الليل.
ليرفع يده ولكن كانت يد مالك أسرع ليمسك يدها يُخفي جسدها الصغير خلفه، صافعًا حاتم بقوة، ونزف أنفه أثر ضربة مالك القوية: أول معاملة بيني وبينك يا دكتور حاتم، قدرت تثبتلي إن معظم ال هنا أشباه رجال، فكُل دول واقفين يتفرجوا وأنتَ بتستغل موظفة موجودة.
لينظر له بأعين مليئة بالشر: أنتَ متعرفش أنا مين.
ليبتسم بإستفزاز: حاتم مدير المستشفي، الشكل راجل والتصرفات لا توحي بإن فيك ذرة رجولة.
ليشير حاتم بإصبعه في الهواء: أنا هوريك أنتَ وهيا.
وبدون أن يتكلم سحبها خلفه، وأغلق باب المكتب: ممكن تبطلي عياط، ولو في حد مِن أهلك كلميه يجي ياخدك.
لتردف بين أنين بكائها: أنا مليش أهل، ولا حتي أعرف اسم أهلي ايه، اسمي بس ال أعرفه.
اتسعت عيناه، كيف لذلك الأحمق أن يستغل عدم وجود أحد يحميها، ألهذا الحد أصبحت النخوة معدومة، ألم يعد هُناك رجال تحمي ضَعف النساء الجواهر، أيعنف رجل امرأة، لا يستحق أن يُقال عَنه رجل، لا يَوجد امرأة تستحق أن تبكي، هُن خُلقن لإبتسامة: طيب متقلقيش خالص أنا هساعدك، تقدري تعيشي في سَكن جمب بيتي، العمارة ال أنا فيها بتاعتي يعني كانت مشروع شقق للإيجار، وسايب الشقة ال قبلنا، تقدري تعيشي فيها لحد ما أمورك تظبط.
فتح فمها، لينظر لها مُطلقًا ضحكة صاخبة: الحشرات هتدخل لو فضلتي متنحة كدا.
لترمش بتتابع: بقولك إيه اضربني.
لتحتل الصدمة ملامحه: أضربك!
لتردف بإصرار: لو أنتَ حقيقي، وبتكلم جد اضربني.
لتصرخ وجعًا، مِن تلك اليَد الثقيلة التي وَقعت علىٰ كتفها لتشعر أنه خُلع: ااااااه معندكش أخوات بنات يا مفتري.
لتنكمش ملامح وجه، ليتذكر أنه كان مُدلل أخته الكبرىٰ، وكانت ميرنا تراه ابنها وليس أخوها رغم أنها كانت أكبر منه ب ٧ سنوات فقط، كَم كان يعشق وجودهم حوله، كانوا يمرحون، يملأون البيت بالبهجة، كانوا إدمان له، واليوم لا يعلم أين ميرنا، ولا يعلم أين اختفت ملك في ذلك اليوم اللعين، أفاق مِن شروده علىٰ صوتها الأنثوي الرقيق الذي بدا متوترًا: أسفه لو فكرت بحاجة مؤذية.
ليبتسم بجانبية: في حاجات بتفضل معانا للأبد، مش بتروح مِن تفكيرنا، المهم تقدري تقعدي هنا لحد ما أخلص شغلي وأخدك معايا، لأن الواضح إن حاتم ناوي علىٰ شر.
كانت تفرك أصابعها، وملامحها تبدو قلقة: أنا أسفه لأني دبستك معايا في مشكلتي مع حاتم.
ليغمز لها قائلًا وهو يعقد ذراعه تحد صدره: يا حلاوة التدبيسة القمر ال أنا ادبستها، ولا العسل ال في عنيها، ولا الشعر ال خد قلبي.
لتحمر خجلًا، ودون أن تردف جلست علىٰ الأريكة ليقول بنبرة مُنتصرة: أيوا كدا عرفت أخليكي تسمعي الكلام وتسكتي.
رمقته بغضب طفولي جعلها تبدو جميلة أكثر مِن اللازم في نظره.
تابع عمله وكان يعمل علىٰ تنظيم جدول عملياته، كأول يوم له.

القدم المشوهة. (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن