الفصل السادس عشر - ج1

17.7K 647 98
                                    

الأسئلة التي لم تطرحها أبدًا،

كانت أمورًا تخشى معرفتها..

كل ما أتى ومرّ،

فسرته بطريقتك..

هناك الكثير من الكلمات التي لم تقلها،

والتي تمنى آخرون لو قلتها يومًا..

على مدى الحياة،

سيعيش كلًا منا،

مُساء فهمه..!!

-لانج ليف-

•¤•¤•¤•


استدعت فريدة انتباهه حينما هسهست:
- دعني أحزر .. رفضت نزوّل الإجازة؟؟
أومأ بابتسامة باهتة وهو لا يستعجب كيف يمكنها استنباط ما حدث:
- ليس بالضبط..!!

فركت وجهها بقوة وفجأة أخبرته سريعّا بينما تنهض:
- أممم توقف هنا .. عفوًا .. سأذهب للمرحاض!!
أراد أن ينهض ورائها فخطواتها غير المتزنة أخبرته أن ما يخشاه يحدث بينما رأسها الصلب يأبى الاعتراف:
- هل أنتِ على ما يرام؟؟
- بلى..

بالكاد ألقت كلمتها قبل أن تختفي خلف الحمام الملحق بالمقصورة .. وقف بموضعه بوجهٍ كالح، رغم كل ما أسرّه لها -ولها فقط- لم يؤثر هذا بفكرتها عنه أبدًا .. لازالت تكرهه، وتمقت لمسته، تفضل المعاناة عن أي شيء من جهته .. وهذا فقط ما يمزقه ثلاثة أنصاف، نصف يعذرها ويخبره أن ما فعله يفوق تلّ من المبررات .. ونصف آخر ينظر بحسرة الآن للباب الموصد دائًما بوجهه رغم التوبة .. والأخير، يمِيّزُ تغيظًا ويسأل الآخران فقط عن فرصة للظهور، يعتبرها إهانة مجحفة، كونه فعل كل ما فعل ولم يكن كافيًا لتعلم أنه لا يُبيّت لها أي نوايا سوداء، فربما الطرق القديمة قد تفلح في إيصال المعلومة!!

زفر بملء جوفه ليفرج عن الحريق بصدره، ثم حرك رأسه بعيدًا عن موضعها، علّ يساعده هذا في تشتيت أفكاره المستعرة عنها .. أتركها أدهم، بحق خالقها فلتتركها، محتمل هذا هو كل ما تحتاجه منك!!

مسح رأسه ببطء وقد بدأ يهدئ، ليتحرك نحو نافذة كبيرة بإحدى جوانب المقصورة ويفتحها على أقصاها ليصدمه هواء البحر فينعش روحه بالسكينة .. أغمض جفنيه يستمتع باللحظة همسًا لنفسه:
- ربما هذا ما تحتاجه أدهم .. تحتاج أن تعرف طريقها وتقرره بنفسها .. دون وصاية من أحد .. لقد علمت الكثير، ولا بد أن هذا صدمها بطريقة ما وتحتاج لوقت كي تعالج تلك المعلومات وتتشكل أفكارها من جديد .. وإلى أن يحدث هذا، أتركها أدهم .. لا تفرض عليها مساعدتك بنفس الطريقة العقيمة التي دمرت كل شيء .. أتركها تختار هذه المرة .. أتركها .. ربما تختارك..!!

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن