-17-

16K 730 212
                                    


*تنويه:

الافكار التي تم عرضها في هذا الفصل وما سبقه من فصول لا تعكس توجه وأفكار الكاتبة بأي شكل .. وليس غرضها اللعب بالعقول وإثارة التوجهات .. وليست مسؤولة عن توابعها أو مَن يتبناه ..

وشكرًا..

_____________________________________

في لحظة نادرة من الثقة

تخلت عن جدرانها المنيعة

نظرت في عُمق روحه

رأت ما كانت تحاول أن تتجاهله طويلًا

ودون أن تعرف ما يحمله لها المستقبل

استسلمت واستعدت لسقوط حر

ببطء مدت ذراعيها وبين يديها قلبها المحطم:

"ها هو.. كله لك"

-سيندي شيري-
•¤•¤•¤•

شاهدها وهي تجتر ما بمعدتها للمرة الثانية في اليوم، لكن هذه المرة في المحيط .. منذ أن أخبرها بما حدث، لم تتحمل التكملة وأصوات توعكها التي يتخللها شهقات بكاء حادة صارت كل ما يسمعه .. بدت في حالة مريعة خاصة وهي تمسك بدعامات السياج الحديدية، وتطيح بنصفها للخارج بعدم اتزان .. فلم يكن منه سوى أن يدعم جسدها بخفه حتى انتهت، وكمادة جيلاتين تساقط جسدها ليفترش الأرضية ولم يتبق منها سوى دموع تهطل بصمت..

كانت شاردة تمامًا في نقطة وهمية حينما قاطعها بيده التي مُدت لها بمنشفه وزجاجة ماء صغيرة .. بآلية شديدة أخذتهما منه، وقد فقدت ملامحها أي تعبير .. نظفت فمها بعدم اهتمام لتبقى على هذا الحال بضع دقائق، حتى سمعت صوته يخاطبها:

- تقرفتِ؟؟

التفتت له ببطيء، نبرة الاستنكار والتهكم استفزتها، ملامحه حالكة أكثر من ذي قبل، وعينه كانت تلمع على غير العادة .. وللحظة خُيّل لها أنها تلمع بالحسرة!! .. أضاف بالنبرة المتهكمة ذاتها وهو يجعد فمه ببسمة عصبية:

- لأيام بعدها، لم أفعل شيء سوى التقيؤ .. صوت صراخاته، بكاؤه بالغرفة كل ليلة، ودماءه التي صبغت الفناء، كل هذا لم يفارقني ابدًا لفترة .. أما نظرة عينه الأخيرة، فرافقتني مدى الحياة!!

انحسرت انفاسها فبدت كمن يعاني أزمة قلبية .. ملامحها تقتتل ألمًا .. وهو مازال يبتسم لها تلك الابتسامة المستفزة .. قذفته بزجاجة الماء دون أن تشعر، لم تحرم نفسها من هذا وكل جسدها أصبح ينتفض غضبًا وجنونًا:

- واللعنة توقف عن الابتسام!! .. تبا لتلك الابتسامة .. لا شيء لطيف فيما قلت!!

ثم أضافت بصوتٍ يتلاشى وهي تخبئ وجهها وتجهش ببكاء غريب على مسامعه:

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن