اقتباااااااااااس مش فصلللللل!!

8.9K 371 84
                                    

هناك عقدة من الظلم تكمم معدتك
لكنك عاجزة عن وصفها في كلمات
حتى وإن استطعتِ، لا تعرفين كيف تجعلين الناس ينصتون!!
فالوحيد الذي يصغي، هو المسؤول عن عذابك..
الوحيد الذي يفهم، هو مَن أوصلك لهذه الحالة..
خَلَقَ المؤذي عالمًا تتلاشت فيه الأصوات، لذا، حتى وإن عثرت على صوتك
لن يسمعه أحد!!

-لانج لييف-
❈-❈-❈


هذه الليلة امتنع عن دواءه المسائي كي يظل صاحيًا في انتظارها، كان يعلم أنها تتعمد الاستطالة داخل الحمام قدر الإمكان لحين نومه، لكنه الليلة سيفسد خطتها..!!

راقب أدهم الاندهاش على محياها عندما ولجت من حمام الغرفة ووجدته لايزال يقظًا .. وكعادتها منذ أن شد عافيته وفارق غرفة الرعاية المركزة، اتخذت مقعدًا قصيًا حتى ولو لم يكن بالغرفة سواهما.. تبقى صامتة تمامًا لا يمكن لأحد الشعور بوجودها أو حتى ملاحظتها، وكأنها خفية، غير مرئية .. ربما هذا ما رغبته، ألا يلاحظها أحد وبالتالي لن تكون مُجبرة على محادثة أحد، فأقصى ما أمكنه الحصول عليه منها بعد محادثة طويلة من طرفه كان محض همهمة لعينة!! .. وما علمه أنها كذلك مع الجميع، حتى مريم، لم تخرج كلمة من فمها منذ ما فعله بالطبيب الغبي!، الحقيقة لم يكن نادمًا أو مباليًا بأي شكل، لكنها لم تكن بخير مع ذلك، علم هذا .. وعلم أيضًا أن هدوءها وصمتها بمثابة قنبلة موقوتة يحاول تلافي انفجارها، لكنها واللعنة لا تمنحه فرصة!!

حتى بعد أن أجبرها على النوم معه بنفس الجناح الطبي بسرير مقابل له وعدم العودة لتلك الشقة الغبية متحججًا بشأن تأمينها، لكنها في المقابل تظل تحجب نفسها عنه طوال الوقت وحتى النوم خلف ذلك الكتاب ذو الغلاف الممحو عنوانه دلالة على قِدَمُه الذي خمن أنه يرجع لسنوات دراستها الجامعية، وعندما أصابه الفضول في إحدى المرات وامسك بالكتاب ليتفحص محتواه، لم يجد سوى عنوان غبي بالداخل كاد يصيبه بذبحة صدرية .. فقط لم يفهم، ما الممتع في كتاب تاريخ علم النفس حتى تدفن رأسها داخله بالساعات ولأيام متواصلة تقلب صفحاته مرارًا وتكرارًا دون ملل؟!

حسنًا، تبًا لذلك، لقد اكتفى من هذا الهراء، سيخرج ما بداخلها حتى لو انتهى الأمر بمحاولتها قتله كالمعتاد!!

- ماذا قالت تلك اللعينة!!

بالكاد أنزلت فريدة الكتاب عن وجهها ليتبدى عليها ارهاق شديد، أرادت تجاهله بشدة ثم لعنت داخلها لأنه لا يسعها هذا بالوقت الحالي، فلن يزيده هذا إلا إصرارًا على مضايقتها .. هذا ما قرأته واضحًا بعينه التي يملأها التصميم، بينما يجلس باستقامة على الفراش بالنسبة لشخص مصاب برصاصة في صدره .. فقط لمّ لم يأخذ دواءه ويُخمد، ألا يتألم عليه اللعنة؟!

سحبت نفسًا عميق عبر انفها قبل أن تهز رأسها بإيماءة جاهلة لمَن يقصد .. تجهمت تعابير أدهم ليضيف بنزق من طريقتها التي باتت تستفزه:
- أقصد العاهرة سمر!!.. اعترضت طريقك منذ قليل وأوقفتك، ماذا قالت لكِ؟؟

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن