23

20.4K 695 338
                                    

هذا وعدي:

سوف أمنحك –أيًا ما كان– المتبقي مني كله

إذا وعدتَ

بمساعدتي في لملمة الأشلاء.


-ألفا هولدن-

•¤•¤•¤•

أن تبلغ عنان اليأس والضَنْك لا يكن عادةً بالشيء الهين؛ ذلك يحتاج تراكمات سنين من الحرمان.. وستزداد بؤسًا إذا لّازمك ذلك الشيء المقيت فيما بقيَّ من حياتك.. الجوع للحب، العوّز لدفيء البيت ولأُنس، الأهل.. الحاجة لأن تكون مرئ، مرغوب!!.. هذا ما يدفعك للتشبث كالغريق إذا أشبع أحدهم كل ذلك داخلك، يجعلك ترغب في ضمان وجوده، فامتلاكه -ابتلاعه لو امكنك- فقط كيلا تعود لمرارة الجوع من جديد!!

ومَن أدمن الشبع مِن بعد جوع،

كان أشرس مِن أشرس جائع!!

وكذلك كان هو!!

بالنسبة له.. لم يكن أدهم فقط الصديق الوحيد، أو الأخ القريب، كان يساوي الحياة، بل يساوي ضمان الحياة!!.. لذلك، القبول بالمساومة على فقده أو حتى المشاركة فيه كان أمرًا مستبعدًا تمامًا.. خط أحمر مُدمغ بدماء كل مَن يفكر في التفرقة بينهما أو حتى يهدد بذلك!!.. أدهم من العائلة..

بل أدهم هو العائلة..

هو مَن عرّفهُ ذلك المفهوم الذي لم يعرفه قبله.. هو لم يدخلها إلا من أجله، لم يكن يعنيه سُلطة أو مال، فقط العائلة ما كانت تعنيه.. الحاجة للانتماء والشعور بأنه جزء من كُل..

لقد اغراه بذلك، استدرجه من حيث فقده.. ومن أجله فقط، أقبل على ارتكاب الفظائع بصدر رحب.. فدائما كان الدافع موجود..

من أجل العائلة!!

لكن.. في قرارة نفسه، العائلة ذاتها -المنظمة وكل ذلك العالم المظلم- لم تكن يعنيه في شيء، ما كان يعنيه هو أدهم.. ومن أجله انضم لتلك المنظمة كي يوافق خطاه ويحظى بقربه.. أقبل على طريق القتل والدماء.. في سبيل شيئا واحد، العائلة، ويا له من مفهوم كان جائعًا له.. كان جائعًا للمعنى الضمني له من كل ما فقده عبر حياته؛ الأمان والانتماء.. العائلة تعني أن الواحد للجميع، والجميع للواحد.. ما من شيء يسمى استقلال، أو فردية..

كلنا واحد

ومن أجل العائلة!!

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن