-2-

31.7K 1.3K 227
                                    

لا فائدة من إغلاق النافذة..

والمشهد مازال يدور أمام عينك!!

•¤•¤•¤•

(ضع بصمتك هنا وتفاعل ⭐)

بعد أسبوعان .. الساعة الرابعة فجرًا

كأمواج بحرًا هائجة كانت تصارع هي فراشها .. تصطدم يسرى ويمنى في محاولة منها لصد تلك الهاجمات النابية التي تنهش روحها وتتغذى عليها .. لم يمنع الحزام الطبي الذي تلفه حول يديها ذلك الإلتواء الذي ينحني على نحوه معصميها، وأصبح من الواضح انه لن يصمد كثيرًا، وسينثني أمام التشنجات العاتية التي تجتاح جسدها الضعيف!!

داخل خبايا عقلها اللاواعي، معصميها كانا موثقان كلًا على حدا، كالعادة .. تجذب قيدها بعنف محاولة الفكاك من اﻷسر، تثني وتثني معصميها على إستدارة خطرة تجعلها على بعد خطوة من كسر مضاعف بالمعصم لولا الحزام الحديدي الطبي الذي تلفه حول المنطقة.

حرارة حارقة تشعل جسدها، ضربات من نيران تنهال عليها .. القيد يشتد غلظه على يديها لتشتد هي في جذبه بإلتواء معصميها كرد فعل عكسي لتجنب الألم .. يزداد إصطكاك اسنانها ليغطي على صرخات تخرج من قاع روحها، لا يُسمع لها صدى لإصطدامها بالواقي المطاطي الذي تبتلعه بين اسنانها حتى لا تطحنها.

عرق غزير يناسب منها من بين تقلباتها العنيفة على الفراش .. عينيه الحالكة تقترب وتقترب منها .. هي على بعد خطوة من رؤية سجانها الذي يزورها كل ليلة ليشعل الفراش بها .. عينيه فقط، لا ترى سوى عينيه المميته .. أزيز أسنانها ازداد لما أشتد بها الألم، وكأن نظراته تحرقها .. لا تريد رؤيته، تريد أن تنسحب من هذا الكابوس .. يكفي فريدة، هذا حلم، انتِ تحلمين، استيقظي ارجوك .. استيقظى الآن!!

شعرت فريدة بشئ ثقيل يتوسد صدرها ويعيق تنفسها، ليوقف نوبة تشنجها، يعقبه بلل دافئ يمسح العرق عن وجهها .. غابت عنها تلك الأعين ليتشتت حلمها، وتدخل في مرحلة بين اليقظة والحلم .. رفعت ذراعها تحاول إزاحة هذا الشئ عنها، لتغرق يديها في فراءه الأملس، فأدركت أنه كلبها (بلوتو) يحاول إفاقتها بعد أن صُرع من مما يحدث لها.

شهيق منهك لقصبتها الهوائية يضيع بين ضغطها الضاري على أسنانها المتلاحمه بإصطدام .. حدقتيها متسعة في عمق الظلام تفتش عن مُعذبها بهلع .. دقائق مضت، حتى إستقرت أعنيها على هذا الكائن اللطيف الذي لم يتوقف عن لعقها وتفقدها بقلق، قلمَّا تجده في البشر، حتى أدركت واقعها لتعتدل وتبصق الواقي من بين اسنانها، ومن بعدها إرتخي جسدها المنهك على الفراش.

أرادت أن تربت عليه لتطمئنه، فأنتبهت للأحذمة الطبية التي تحتل يديها، لتَحِلها عنها وتُلقيها بغير إهتمام ، ثم أخذت تدلك معصمها الأيمن الذي تأذى جراء إنبعاج الحزم الحديدي به .. هل وصل بها الأمر إلى العنف، حد ثنيّ حزام حديدي؟! .. حسنًا، هذا أفضل بكثير من كسر معصمها!!

After Burn بعد الاحتراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن