لا يشعر المرء بالحياة أبدًا
مثل شعوره بها لما يكون على حافة الموت
وانا متيقن بأن الإنسان لا يستسلم للموت
إذا لم يعد شئ للحياة في هذا العالم
-غيوم مسيو-
•¤•¤•¤•
صمت مميت أحرق الأجواء بينهما .. لم يعد هناك ما يُقال .. الحقيقة العارية، نعم إنها كذلك .. صدق أو لا تصدق، ها أنت هنا، في عمق النهاية .. لاذعة، مريرة، ومميتة للطرفين على حد السواء .. كلانا خاسر، كلانا جريح حربٍ مظلمة، وطويلة .. لا فائز هنا سوى الكراهية العاهرة!!
تخلل صوت الممزق ليشق ذلك الصمت، ويقول:
- ماذا تريدين فريدة الآن وسأفعله لكِ!!
خرجت من قوقعة شرودها وهي تحتضن جسدها وتكافح للسيطرة على الإهتزازات التي تجتاحه كزلزال يعنفه .. ملامحها كانت كتلة قاتلة من الآلم وهي تجيبه:
- أريدك أن تذوق مما أذقتني إياه، لكني لم أعرف لذلك طريق!!
من فوره كان يجثو لدى قدميها راكعًا أمامها بخنوع وتذلل .. شد يدها بقوه وهو ينظر بصميم عينها وكأنه يتوسل روحها:
- حياتي بأكملها طوع يديكِ فريدة علَّكِ ترضين!!
حبست أنفاسها للحظة، آخر ما تتوقعه هو ما تراه أمامها الآن!! .. (أدهم الشاذلي) راكعًا أمامها يرجو عفوها؟! .. إنها القيامة!! .. تساءلت في حال نفسها، أليس هذا ما تمنته طويًلا، أن يغسل قدميها بدموع الندم .. وعندها، روادها مشهد لم يبرح عقلها ليلة ليسلبها لذة نومها.
ركعوها أمامه يومًا، عاجزة، مكلومة، ومُهانة حد الموت .. يرفع قدمه ليدهس رأسها بتجبر، وكلماته مازالت تتردد بأُذُنها .. "مكانك هنا .. عند قدمي إذا نسيتي ايتها العاهرة .. ستتعلمين، بطريقة أو بأخرى ستتعلمين الخضوع لسيدك ومالكك الوحيد!! .. وإلا لن ينقذك الموت حتى من بين يدي!! .. سأكسرك بطريقة تجعل والدك يخرج من قبره ليتوسل لكِ الرحمة!!"
كلماته تلك عتمت على ما قاله الآن، ودثرته هباءً .. إنتزعت يدها بجفاء من يده لتتخطاها مبتعده بخطىَ مترنة .. قلبها تتقاذف نبضات، وكأنه يشن على عليها حربًا شرسة، ولكن ماذا يفعل هذا أمام ظلام روحها الجلي بجسارة الآن؟؟ .. نظرت له من خلف كتفها لتجده مازال على موضعه .. يوليها ظهره بصدمه شلت حركته، كتفيه متهدلان بهزيمة أصابت عمق الوريد .. يحتضر هو، وليتك تعلم عن احتضار العاشق!! .. تناثرت حروفها بقساوة تنافي تعابيرها المقتتله، وكأن الأمر يفوق قدرتها:
- ليست كافية!! .. حياتك ليست كافية أدهم!! .. لا أريد موتك .. أريد أن أكسر روحك بطريقة لا تعرف الشفاء بعدها!!
رمقها من موضعه، ويالها من نظرة تفوق كل معاني الألم والضياع .. إنها النهاية أدهم، حيث لا عودة بعد اليوم .. حاربت طويلًا، هُزمت وأنتصر، قتلت وأصابتك رصاصات الأعداء .. ولكن تلك، تلك القاضية .. تلك القريبة البعيدة .. تلك القريبة حد التغلغل في دماؤك .. تلك البعيد كبعد النجم القطبي في علياء سماءه المظلمة .. إنها النهاية، ولا شئ بعدها!!
نهض بتكاسل وعدم إتزان، وكأن ما يفصله عن الموت هو دقائق .. لم يقترب منها، وكأنما يفصلهما حاجز شفاف لا يرى .. بحسرة قاتله تملؤ صدره وتسمم روحه غمغم لها:
- ما أدراكِ أن روحي لم تُكسر بعد .. ليتكِ قتلتيني عما أشعر بها الآن!!
قطعت المسافة بينهما لتقف مقابله وتحدثه كتفًا إلى كتف .. وجههما يتقابلان، أنفاسهم تختلط وتنضح المشاعر المضطربة لكلًا منهما، تبتسم بوجهه بقهر يمتزج بالعزم ورغبة الانتقام:
- لا أدهم .. أنت لم تعرف معنى إنكسار الروح بعد .. لكن صدقني ستعرفه عما قريب حينما....
توقفت الكلمات على لسانها، حينما اخترق دون إنذار نافذه الغرفة دائرة حمراء ذات شعاع ممتد، لتتسلط على منتصف جبهتها .. وفي لمح البصر إنطفأت بعينها الأضواء!!
عندما فتحتها كانت ممده أرضًا .. أنفاسها تتباطئ وتخبو، ليس ألمًا، ولكن لما تسمعه من تباطؤ ذلك الذي يجثو بكامل جسده عليها .. عقلها في حالة إنكار وذهول، لم يجاري بعد سرعة ما حدث .. ماذا حدث؟؟
تنفست فقط حينما رفع رأسه لها .. يتفحص وجهها ويمسح جسدها ليطمئن قلبه أنها بخير .. نظرها وكأنما يراها لأول مرة .. إنها جميلة، صافية كساعات الصباح الأولى .. ناعمة كشرنقة من النعيم، كالملاك هي بثوبها الأبيض هذا رغم تلك الدماء التي تلطخ وتنجس طهارتها .. عينيها الذهبية مازالت تلمع كما اعتداد أن يرها، ولكن هذه المرة بدموع تبدو كالدماء المحتقنة، تكشف بجلاء مدى الظلام الذي إبتلع روحها .. روحهها المشوهه .. روحهها التي شوهها بيده!!
تزاحمت الغصص بحلقه لتعيق من تحدثه، ومع ذلك تحدث ليقاوم ذلك الإحتراق الذي يلتهم صدره ويسحب الدماء من جسده ليسلبه وعيه:
- كنت أعلم، حياتي هي الثمن الوحيد الذي يمكن أن يكفر عن خطيئتي بحق .. فقط كوني بخير، حبيبتي!!
● ● ●
ستووووووبقبل أي انهيارات أو مهاجمات!!!!
طبعا طبعا دي مش النهاية ﻷني لن افصح ابدا عن نهاية رواية مازالت في بدايتها فاحترسوا!!!!!!!!
ده مجرد اقتباس فقط من النهاية بما اني قد انتهيت من إعدادها أخيرا💪
والآن انطلقوا في التوقعات وابهروني!!!!!!
فيه سؤال عن احداث البارت السابق تردد على لسان البعض .. ليه فريدة بتربط نفسها؟؟
فريدة مش بتربط نفسها يا جماعة هي بتربط حزام طبي كحماية لمعصم ايديها من التشنجات العنيفة اللي بتحصلها أثناء نومها عشان ايديها ما تتكسرش
لو فيه اي اسئله اخرى انا متاحة معاكم الآن للاجابة عن كافة التساؤلات ان شاء الله واسفة عن التأخير او انشغالي عنكم
بفكركم مرة تانية بالفيديو الرائع اللي بيجسد احداث الرواية في عدده مقاطع وكلمات كالسحر 👆
القاكم يوم السبت القادم الساعة 11 م في المدونة ان شاء الله
ويم الاحد في الواتباد بنفس الميعاد
تابعوا صفحة المدونة ليصلكم كل جديد لانها اسهل طريقة للوصول للمدونة .. أسمها (رواية وحكاية) وده اللينك بتاعها https://m.facebook.com/rwhblogg/
ودي صورتها
بااااايا يا احلي اصدقاء❤❤
أنت تقرأ
After Burn بعد الاحتراق
Romance⚠️محتوى الرواية NC-18: غير مسموح لمَن هو بعمر 18 أو أقل من ذلك! حاصلة على المركز الأول 1️⃣ في تصنيف #علاج #نفسية ____________________ ماذا بعد الحرب؟؟ بعد الدمار؟؟ بعد الحريق؟؟ ماذا بعد النهاية؟؟ أحيانًا تكون النهاية في حد ذاته...