Chap 9 ter

9.7K 725 50
                                    


◎ ══════ ❈ ══════ ◎

نزهة في العاصمة / 1

◎ ══════ ❈ ══════ ◎


عيون صفراء ثبتت عليها بحزم و حسم ، لم يكن في نيته التراجع او الرضوخ لنظراتها المُستعطِفة ، بشكل قاطع قرر انه لن يجازف ، هو ليس مجنون ليسمح بسهولة لِما طلبته ان يحدث .

طلبت رؤيته في وقت سابق ، اخبر ادغار الذي اوصل الرسالة انه مشغول الان و سـ-يراها عندما يتفرغ ، و ک-عادة خادمه الوفي لم يصر عليه فقد اعطى ايماءة مقتضبة تبعتها كلمة ' امرك ' ثم رحل بهدوء .

ما الذي تريده !؟ .

كان بلا شك شيء غريب يستحق الاستغراب ، فهي لم تسبق ان طلبت رؤيته او التحدث اليه اثناء عمله ، إذاً لابد ان الامر يستحق مقاطعة عمله و الذي لم يكن عملا مهماً للغاية كي يمتنع عن تلبية دعوة تأتي من طرفها لأول مرة ، في كل الاحوال كان يرغب في رؤيتها عند الانتهاء من كومة الاوراق المملة امامه .

لنرى ما تريده ! .

رمى الريشة بلا اهتمام فوق الاوراق ثم نهض ، للكرسي صرير اثناء ابتعاد جسد هيلوس القوي ، دفعه للخلف ثم خطى نحو الباب برتابة .

طرقات الباب خفيفة و هادئة . تم فتح الباب فوراً بواسطة الخادمة منحنية الرأس .

- تحياتي سيادتك ! . قالت الخادمتين تزامناً .

- مرحباً بك ، جلالة الدوق ! .

شيريل حيّته بـ-لباقة اثناء وقوفها . شعرها المنسدل تلألأ مع الضوء الذي يتخلل النافذة ، جسدها يكاد يلمع مثل الألماس . امام الضوء بدت مثل الزجاج الشفاف ، يكاد يجزم لو انه اقترب الان اكثر لرأى الدم يجري داخل جسدها .

هناك .. يوجد شيء ما ! .

نظر الى عينيها التي تنظر اليه بتطلع شديد ، و شفتيها التي تبتسم و كأنها تفكر في شيء خبيث . جلس يقابلها ، الخادمات سكبن الشاي الاسود و وضعنه و الكعك امامهما . هيلوس لم يرفع نظره عنها ، ادرك انها فعلت كل هذا فقط كي تكسب شيء ما منه .

' اسهل طريق لـ-قلب الرجل معدته ' .

كان الموقف مشابهاً تماما ، رغم ذلك لا يعتقد ابداً انها تريد قلبه .

- إذاً ما الامر الطارئ الذي دعوتني لأجله ؟ .

اخذ الكوب و قرّبه من فمه ، السائل الساخن دفئ فمه و حلقه ، ثم وضعه مرة اخرى . في انتظار الرد ، ضيق عينيه .

مترددة ! .

- في الواقع .. لدي طلب بسيط منك ، و ارجو ان تحققه لي ، جلالتك ! .

هل يمكن ان يبدو شخصاً ما بكل هذا اللطف عندما يطلب شيء ما بكل بجدية ؟ .

تعجب من ملامح وجهها اللطيف عندما بالفعل كانت تبدو جدية للغاية ، حتى في ذلك الوقت عند غرفتها قبل الزواج شعر بنفس هذا الشعور من الغبطة كلما نظر الى ملامح وجهها ، حينها رأى مدى برودها و هدوئها ، بدت بعيدة جداً و نائية بنفسها مظهرة بلا رحمة انها لا تثق بأحد و هو لم يكن استثناءاً . على كل حال ، تشاركوا الجسد و ربما الحياة ، لكن رغم ذلك لا يعتقد انه قد يعطيها قلبه ، و تمنى الآ تفهم معاملته الحسنة لها حباً رومانسياً او عاطفياً باي طريقة ممكنة ، و قد رأى ان امنيته تحققت و إنها لا تكُن له اي مشاعر من اي نوعٍ كان .

𝚄𝚗𝚍𝚎𝚛 𝚋𝚕𝚞𝚎 𝚜𝚔𝚢 // تحت سماءٍ زرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن