Chap 26 ter

6.5K 386 81
                                    


~ لقاء غير متوقع في البازار ~


٭

تزاحم الناس لدرجة الاحتكاك ببعضهم ، و تحتم السير بجوانبهم للمرور من خلال الفجوات الضيقة . انتظمت الاكشاك على الجوانب ، ملونة و مزدحمة . حملَ الهواء رائحة الطعام ، و الزهور الطازجة ، و خليط من الروائح العطرية الممزوجة بنسيم البحر المالح . اصوات الحشود المتزايدة اصبحت عبارة عن ضجيج يؤذي السمع ، مع الصرخات و خطوات المشي ، و حفيف الفساتين الناعمة .

شاهدت شيريل المشهد النابض بالحيوية بعيون تبرق دهشة و اعجاباً . توقعت ان يكون اقل ازدحاماً ، اقل ضجيجاً و نشاطاً ، لكن من هي لتتوقع و تتخيل شكل و حالة بازار سنوي و هي لم تزور واحداً قبلاً ؟ .. شعرت بسخافتها .

" دوقة ! تعالي و انظري لهذا ! " . لفتت ايلا نظرها بحماس شديد .

رأت شيريل رجلاً يقوم بنحت الخشب على هيئة اشكال جميلة و مختلفة ، وقف مجموعة من الناس يراقبون عمله بـ-إعجاب شديد ، و آخرين يطلبون صنع تحف خشبية لهم . اقتربت شيريل مع ايلا ، تضيء وجوههم حماساً . وقفن بجانب رجل نحيف الجسد اعطهن نظرة سريعة ثم اعاد نظره الى النجار الشغوف بعمله .

امسك النجار بقطعة خشب مربعة ثم اخذ ادوات النِجارة و بدأ تشكيل الخشب بدقة . تطاير الخشب و نِشارته على الطاولة و اسفل العامل . بعد وقتٍ قصير عرض تحفته الفنية ، و التي لم تكن سوى إمرأة ترتدي فستاناً قام بتلوينه بالوان براقة ، و شعر مجعد لوّنه بالاسود ، و عيون زرقاء لامعة . لم تنتبه شيريل لفمها المفتوح الا بعد مرور الهواء فيه مما جعله يجف ، تداركت نفسها و اغلقته ، و مع ذلك لازال احساس الانبهار موجودا في عينيها .

" جميل للغاية ! " . سمعت ايلا تتمتم لاهثة .

كانت ايلا مثلها تماماً ، منبهرة للغاية بالعمل الفنية المُبدَع .

" اريد شراء هذه ، ايها السيد ! " . صرخت ايلا بحماس .

رمشت شيريل عليها . ثم سألت : " سـ-تشترينه ؟ " .

اجابت ايلا اثناء إخرج النقود من حقيبتها الجلدية : " اجل ! " . ابتسمت ايلا بغبطة و هي ترى السيدة الخشبية .
" كم ثمنها ؟ " . وجهت السؤال الى النجار .

" قطعة فضية ! " رد النجار مبتسماً .

راقبت شيريل ايلا و هي تمسك بالدمية الخشبية بلهفة و اعجاب ، لا يسع شيريل الا الابتسام بـ-لطف .

في النهاية ايلا مثل الاطفال تماماً ! .

وجدت هذه الميزة محببة للغاية ، اشعرتها ان اختها الصغيرة تتسوق معها ، اعجبت الفكرة شيريل .

𝚄𝚗𝚍𝚎𝚛 𝚋𝚕𝚞𝚎 𝚜𝚔𝚢 // تحت سماءٍ زرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن