آحآديث جدتي

يتيمات في الحياة ( 7 )

( 7 ) (( فارســــﮯ احـــلامـــيــــﮯ القـــادم ))

أطرق عمر برأسهِ إلى الأرضِ وهو يخفي شدةَ تأثرهُ عنْ رحيق ، و ندمَ بشدةٍ على أنهُ سببَ حزنها عندما تحدثَ عنْ ماضياً يحزنها تذكرهُ..!
عزمَّ على بذلِ كلُّ شيئاً لمساعدتِها ، ولنْ يترددَّ للحظةٍ عنْ ماعزمَّ عليه..!
رفع رأسهُ و نظرَ إلى رحيق ثمَّ قال : تأكدي أنني سأقف معكِ ولنْ أتخلى عنكِ أبداً..!؟
تعجبتْ رحيق مِنْ كلامهِ وقالت : لماذا تُساعدني..؟
ما الغايةَ مِنْ مساعدتكَ إلي..؟
فهمَ ماقصدتهُ و أردفَ يقولَ : لا تظني فيني الظنونَ السيئةَ..!؟
فأنا قدْ أُعْجِبْتُ فيكِ ولا أستطيع التحكمَ بقلبي ولا نية لي سيئةً لكِ سوى الزواج منكِ ، كنتُ خجلاً عندما أحببتكِ ، ولهذا لَمْ أستطيع التحدثَ إلا عنْ موضوعِ دراستكِ..!
ولكني عندما رأيت نظرتْ الشكَ في عينيكِ ، لَمْ أستطيع أخفاء مايكنهُ قلبي لكِ..؟!
تفاجأت رحيق وأحمرَ وجهها خجلًا ، وأسرعت مغادرةٌ المطبخ ، و مِنْ ثمَّ إلى منزلِها تَتَعْثُّر في الطريقِ و أحياناً تقفُ تَسْتَعِيْدُ ماقالَ كلُّ دقيقةً..!؟
وصلتْ المنزلَ قبلُّ شقيقاتها ، وذهبتْ إلى المطبخِ تُعَدُّ الطعامَ قبلَ وصولِ شقيقاتها..!
لاحظوا شقيقاتها سرحانَ رحيق الغير طبيعي ،
وتساءلوا ما الذي حدثَ لها أثناءَ غيابهنَّ..؟!
أقتربتْ رونق مِنْ رحيق و وضعت يديها على أكتافِها ، أنتبهتْ رحيق إليها ونظرت في وجهِها تتساءلَ..؟ قالت رونق تعالي يا أختاه لنتحدثَ في غرفةٍ أومأتْ رحيق برأسِها موافقةَ ، وذهبت معَ شقيقتِها وهي شاردةَ الذهنَّ..!
عندما أقفلت رونق باب الغرفةَ سألت شقيقتها ماذا بها..؟
أربكها سؤال شقيقتها و بدأ عليها الارتباك والتوترَ ، قالت وهي تُنكرَ على شقيقتِها هذا السؤالَ : ماذا بكِ هل وصلَ فيكِ الأمر إلى الشكِ في شقيقتكِ الكبرى ..!
أجبت رونق مُعتذرةٌ لشقيقها : ما عاذَ الله
أنْ يدخلَ قلبي ذرةَ شكٌ فيكِ يا أختاه ، ولكنَّا استغربنا حالكِ وكثرةَ سرحانكِ المتكررَ فزادَ خوفنا عليكِ..!؟
أطرقت رحيق برأسِها إلى الأرضِ ثمَّ عزمتْ على مصارحةِ شقيقتها عنْ عمر..!
نظرتْ إلى رونق وقالت : سأخبركِ شيئاً حدثَ لي عِنْدَ المرأة العجوز التي أعمل عندها ، و قالت لشقيقها عنْ عمر وهي خجلةَ ، استمعت إليها رونق وعلامات التعجب تبدو على وجهِها..!
بَعْدَ أنتهاءِ رحيق مِنْ التَحْدُثِ ، أطالتْ النظر رونق في وجهِ شقيقتِها وقالت : هل تظنين أنهُ صادقاً في كلامهِ أم لا..؟
نظرتْ إليها رحيق وهي مشتتة التفكير وقالت : لا أعرف يا أختاه ، فأنا في حيرةٍ وشكٌ..!
صمتت رونق قليلاً ثمَّ قالت : اسمعي ياحبيبتي نصيحتي ، انتبهي منهُ ولا تثقين في كلِّ ماقال و اتركي بينكِ وبينهُ مسافةٌ ، حتى يصدقَ في ماقال ولا يكونَ لهُ نيةً سيئةٌ نحوكِ..؟!
اطمأنت رحيق بَعْدَ سماعيها لحديثِ شقيقتها ، و أقتربت منها وحضنتها بقوةٍ ، وهي تحمدالله أنهُ رزقها تلكَ الشقيقات الطيبات ، أستمرت رحيق في عملِها ، وهي تضعَ بينها وبين عمر حدودٌ ومسافات ، فهم عمر تفكيرها وعرفَ أنها تخشى منهُ ، و لَمْ يلومها على تصرفِها بل زادَ إعجابهُ بِها أكثر ُمِنْ قبلٍّ..!

يتبع..