الفصل الثامن عشر
بخّات سعادة
رمى كرم ما بيده بفزع وتحرّك خارج الغرفة بسرعة يقاوم إرتعاشاً يكاد يشلّ أطرفه، ما إن خرج من باب الغرفة حتى إصطدم بها وقد كانت تركض إليه لاهثة متعرقة تنادي إسمه بهلع، أبعدها كرم عنه بسرعة صارخاً بها: شووو في
فأشارت له وصرخت بهستيرية: بالمطبخ... بالمطبخ!
ركض كرم بسرعة نحو المطبخ يرسم في رأسه خطة يستطيع السيطرة بها على المتسلل في هناك بأقصى سرعة وأقلّ الخسائر، ولكنّه ما إن دخل المطبخ حتى بهت مكانه مجفلا اذ لم يجد أحدا ، نظر لها وسألها بإستغراب: وينه؟!
قالت بينما ما زالت ترتجف: عندك بالمطبخ... والله العظيم شفته
عاود كرم النظر حوله وحرّك الباب لينظر خلفه وقال: غزل... شو هو إللي شفتيه؟!
أشارت له بإصبعها بينما أمارات القرف تتشكّل على وجهها وتقول: الللـ... صصررر... صوووو....
فقال بغضب: صرصووور!!
فزعت غزل من صراخة فتحوّل إحمرار وجهها إلى شحوب بينما يكمل: موتتيني خوف عليكي وجبتيني على ملا وجههي وداخل المطبخ يا قاتل يا مقتول عشان... صرصووور!!
بهتت غزل إثر تسفيهه لسبب جزعها وتوبيخه لها فجمدت قليلاً قبل أن تنفجر ببكاء إنفعاليّ، فوقف كرم مكانه ذاهلاً قبل أن يتقدّم نحوها بخطى مسرعة وإحتضنها برفق مسيطر وقد حاولت مقاومة ذراعيه لكنه مال مقرباً رأسه منها وقال هامساً قريباً من أذنها: آسف حبيبتي والله آسف ما كان قصدي أصرخ عليكي بس من الصدمة والله!
قالت فيما رأسها مدفون في عمق صدره بكلمات مكتومة لم يكن ليفهمها لولا إصغاء قلبه اليها: بس أنا عن جد كنت خايفة... مشى على إيدي!
قالتها وأحسّ برعدة قرف تضرب جسدها بقوة فأصابت جسده برعدة أقوى سببها... الإثارة، فقال متمتماً بقلب هادر متخبط: وأنا كمان خفت... حتّى شوفي حسّي قلبي كيف بينبض... حاسس إنّو راح يطلع من مكانو!
كانت سرعة كلماته تتباطأ لشدة ثقلها وما إن إنتهى حتى أمسك بكفها وفردها على صدره حيث قلبه وأخذ يمسّد صدره بها بلا وعي سبّبه غيبوبته العاطفية، سمعها تهمس بإحراج: بيخفق كتير بسرعة... أنا آسفة ما كان قصدي ما توقعت تفهم الموضوع غلط بس أنا كمان ما كنت واعية على حالي!
فهمس بينما يدفن رأسه في عمق رقبتها يلثمه بإرتجاف تارة و يتشمم عبير شعرها تارة أخرى: وأنا كمان مش بوعيي... سامحيني حبيبتي... بس مو قادر إذا ما عملت هيك يمكن أموت اليوم!
وقبل أن تفهم ما يعنيه لمحت شيئاً أسوداً صغيراً يتبختر خارجاً من المطبخ نحو غرفة الجلوس فتباغت كرم الذي كان مغيباً في عالم آخر وواحد من أحلامه الكثيرة بات قريباً من التحقق بصرخة صغيرة أخرى وتفرّ هاربة من أمامه نحو الغرفة مغلقة الباب خلفها
صدم هو مكانه بينما يحاول إستيعاب كلماتها المتناثرة ففهم منها "صرصور" و"الصالة" فإتجه نحو الصالة محتقناً غاضباً شاتماً، لم يترك كلمة بذيئة عربية أو إنجليزية يعرفها إلّا وشتم الصرصور بها وبعض منها كاله لنفسه هو!
وبعد بعض الوقت طرق كرم الباب عليها وقال بصوت فخور: غزلي... غزولي... خلص حبيبتي ممكن تطلعي الصرصور صار بإيدي!
أصغى جيداً فسمع حركة طفيفة قبل أن يسمع صوتها وقد فتحت الباب تقول من شقّه الصغير: لفّو بمنديل ودخلوا بكيس الزبالة وخد الكيس معك وأنت نازل!
ضحك كرم بصوتٍ عال وقال: والله حسستيني هالصرصور إرهابي خطير وأنت بدّك نخفي جثتو بهالطريقة!
سمعها تكمل دون مبالاة بإستهزائه: وغسّل إيديك!
إبتسم بخبث وقال بينما يتحرك ليرمي الصرصار الميت: طيب حضرتك غسلتي إيديكي حيث إنّو الصرصور مشى على إيدك!
سمع شهقتها القوية وتوجهت لحمامه الخاص وملمس الصرصار يعود ضارباً ذاكرتها بقرف، كانت تغسل يديها بقوة عندما ملأ المكان بحضوره ووقف خلفها ينظر لها بتحدٍ ويقول: بدي أغسل إيدي... على حسب أوامرك طبعاً
شطفت غزل يديها بسرعة وإحراج ولكنها ما إن أنهت تنشيف يديها وعزمت الخروج حتى ناداها قائلاً: غزل!! ما شكرتيني يعني!
نظرت لوجهه بإحراج وقالت: شكراً
نشف يديه وإقترب منها قائلاً بعبث وخبث: شكراً هيك عالناشف!
نظرت له متسائلة وهمست بخجل مرتاب: شو بدك مني؟
رفع رأسه لفوق كثيراً متنفساً بعمق ثمّ عاود النظر إليها وقال : إنت ممكن تسأليني شو ممكن أكون ماااا بدي منك لأنه جوابه سهل وبسيط.... أما شو بدي منك فهاد سؤال شرحو بطوول... لهيك خلّينا بالشكر اللي بستحقو... شوفي إنت خلصتي من صرصور كانت راح يجيبلك الهالكة ولو ما لقيتو وقتلتو كان أكيد نام معاكي بنفس الغرفة اليوم
نظرت له غزل برعب وتساؤل: كرم والله قتلتو عن جد!
قهقه كرم وقال: والله العظيم قتلتو شو هو المهمة المستحيلة يعني! المهم بدي حقي
نظرت له غزل بتساؤل: شو هو حقك؟
فاجأ نفسه قبل أن يفاجئها حين قال: يا بتبوسيني يا ببوسك فكري وإختاري!
شهقت غزل بجزع مصدومة وحاولت الخروج، إلّا أنه أمسكها من مرفقها وقال: إذا بُستيني "قبلتيني" بتختاري الطريقة اللي بتعجبك وإذا بُستك.... (تنهد بعمق وأكمل بتحشرج) ببوسك كيف ما بدي... بوسة وحدة... بس قد ما بدي!
حاولت إنتزاع ذراعها من يده وقالت معنفة: كرم... حرام عليك
قرّبها من وجهه قائلاً بعاطفة مختنقة: بلاش نحكي مين فينا اللي حرام عليه... الموضوع كتير بسيط غزل... يا ببوسك يا بتبوسيني... معك من هلأ لوقت ما أرجع بتكوني قررتي!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................
أنت تقرأ
عيون لا تعرف النوم(الجزء الأول من سلسلة مغتربون في الحب) مكتملة
Romanceرواية بقلم الكاتبة المبدعة والمتألقة نيفين ابو غنيم.. الجزء الأول من سلسلة مغتربون في الحب حقوق الملكية محفوظة للكاتبة نيفين ابو غنيم..