الثلاثون والأخير

406 7 0
                                    

على سطح منزلهم، بسطت فراشا صغيرا وجلست عليه.
تضع أمامها دلة قهوة وصحن من التمر.
بيدها مذكرتها، عليها الورقة التي تضمنت المشتبهين بالنسبة للمحقق.
تشعر بتوتر شديد، لا تعلم السبب.
ولكنها موقنة تماما أن الحقيقة ومهما كان من اكتشفها، ستغير حياة الجميع.
أكثر مما غيرتها جريمة قتل ماهر.

فهد أول شخص مشتبه على أنه تاجر بالمخدرات.
فهو الوحيد ممن لهم صلة بالجريمة، الذي كان قريبا بالظن من ذلك الفعل (تجارة المخدرات)!
كان لديه الكثير من أصدقاء السوء، وكان منحرفا للغاية.
بعيدا ربما عن الصراط السويّ.
كان يسكر أحيانا.
لذا بالتأكيد سيكون أول شخص يشتبهون به!
تركت ميسم العواطف جانبا لتفكر بالمنطق والعقل.. فقط المنطق والعقل.
لذا تجاهلت ألم قلبها على تلك الفكرة، أنه بعد كل ما حصل وبعد هذه الدوامة التي دار بها الجميع لاكتشاف قاتل ماهر، وبعد أن تم إبعاد الشكوك عنه.. يعودون ليشكون به مرة أخرى.
ثم أنه سيكون قاتلا بالفعل!
زيادة على كونه تاجر مخدرات.
تلك الاحتمالات تؤلمها للغاية، ولكنها مجبرة على تجاهلها من أجل إظهار الحقيقة.
أخذت هاتفها لتسأل فواز (فهد من وين كان جايب دليل تواجد سيارة رائد؟ وإيش كان الدليل أصلا؟ أذكر قال لنجود إنه تخلص من كل الأدلة!).

_______

في جهة أخرى، داخل حجرة التحقيق.

كان فهد يجلس أمام فواز الذي ينظر إلى ملامحه بدقة.
يقرأ عيناه قبل أن يسمع أجوبته، سأل أخيرا:
- وين كنت بالضبط قبل لا تحصل الجريمة؟
أجابه فهد بصدق:
- كنت مع أخوي زين في بيت عمي.
- سمعت إنه كان في عزيمة، إيش اللي طلعك طيب ووداك الاستراحة؟
- كنت مواعد أصحابي يعني المفروض نجتمع في الاستراحة بالليل، حتى خليت العامل ينظفها، هو اتصل فيني يوم خلص، وأنا يوم انتهيت من بيت عمي رحت، وصار اللي صار.
أومأ فواز برأسه باقتناع، ليسأل مجددا:
- قد تعاملت مع تجار؟ مثل.. تاجر مخدرات مثلا؟
رفع فهد حاجبه بصدمة، ثم ضحك قائلا:
- صحيح كنت أسوي أشياء مو زينة، بس صدقني ما وصلت لهالدرجة أبد، ما قد حطيت في فمي حبة مخدرة ولا قد شفتها بعيوني، تاجر مرة وحدة؟
وضع فهد أمامه صورة والد نجود:
- إيش تعرف عنه؟
- إنه أبو نجود، قصدك أنا اللي كنت أتعامل معه؟
- أنا أحقق.
هز فهد رأسه ليسأل فواز:
- قبل فترة سلمت للشرطة مقطع طلع فيه سيارة رائد، وانت قايل المرة الماضية إنك تخلصت من كل الأدلة، من وين طلعته؟
صمت فهد قليلا، قبل أن يخرج من جيبه ذاكرة تخزين (usb):
- كاميرا سيارتي، قد سمعت عن الفوبيا اللي عند أبوي؟ واللي خلاه يركب كاميرات في كل ركن من بيتنا؟ وفي كل ركن باستراحتي؟ وفي سيارتي وسيارة زين وسيارته حتى سيارة السايق! كنا ننزعج من هالشيء ونزعل أوقات، لكن سبحان الله، نص القضية انحلت من ورى هالكاميرات، أبوي يستاهل أوسكار صراحة.
ضحك فواز وهو يأخذ الذاكرة ويسأل:
- إيش سجلت غير السيارة؟
- ما كان في شيء واضح غير السيارة، يعني أساسا ما وصلت إلا وهو بيموت.

الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن