اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق .
لا إله إلا الله .
لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله ._____
التفتت تنظر إلى الخلف , حيث تقف الرئيسة بجوارها بعض الراهبات .
ينظرن إليها ويتفحصن ملامحها .
وكأنهن كنّ يترقبن ردة فعلها .
اتجهت إليها الرئيسة بخطوات بطيئة .
بنظرات جعلت قلب جوليا يرتجف خوفا وتوتر , وجسدها كذلك .. يرتجف وبوضوح .
حتى اقتربت منها تماما , ووقفت أمامها .
ثم مدت يدها تمسك بها ذراع جوليا بقوة , قائلة بإبتسامة مصطنعة :
- جوليا ابنتي , أليس عليك أن تستلقي وتحظي ببعض الراحة ؟
نظرت إلى عينيها , تبحث فيهما عن المعنى الآخر والمبهم في كلامها , ثم هزت رأسها وعادت إلى حجرتها .
قلبها يخفق بشدة , خوفا على لورنا وعليها هي .
استلقت طوال اليوم , دون أن تغمض عينها ولو قليلا .
بسبب تفكيرها المتواصل .
حتى أتى الليل وحلّ الظلام , وعمّ الهدوء أرجاء المكان .
قامت من مكانها , لتخرج من الحجرة بهدوء تام .. دون أن تصدر أي صوت .
وصلت إلى الصالة المذكورة آنفا , والتي تتوسط المبنى بالتمام .
ثم هناك ذلك الباب الذي وراءه سلما مؤديا إلى القبو التعيس .
وعدة ممرات أخرى , بعضها تؤدي إلى مسكن الراهبات , وبعضها إلى صالات الطعام , وأخرى إلى حجرة تبدوا مثل صالات السينما .. حجرة للرسم , وأخرى للصلاة .
ممر العيادة .دخلت إلى الكل الممرات , تبحث عن باب مجهول لم تره من قبل .
ولكن كل الأبواب بدت مألوفة , وقد رأتها سابقا .
وقفت قليلا تحاول التفكير , أين يمكنها أن تكون تلك الحجرة البائسة ؟
حتى خطرت عليها فكرة , أليسوا يعاملون الفتيات على أساس الدين كما يقولون ؟
إذن حتى عقابهم سيكون كذلك , ربما ..!
ابتسمت حين ظنت أن فكرتها صحيحة , ثم اتجهت إلى الحجرة حيث الصليب الكبير , وبعض الشموع وتمثال .
التفتت تنظر هل هناك أحد أم لا .
قبل أن تفتح الباب ببطء دون أن تصدر .
حتى دخلت وأقفلت الباب خلفها .
ولكنها تفاجأت بشدة وشهقت بصوت عالٍ حين رأت الرئيسة هناك , ونظرت إليها بغرابة .
ابتسمت جوليا بتوتر ووضعت يدها على صدرها :
- آسفة لم أتوقع رؤيتك .
سألتها بنبرة مليئة بالشك :
- ماذا تفعلين هنا جوليا ؟
أجابت بنبرة واثقة :
- هذا دار الصلاة أليس كذلك ؟ أتيت لأصلي وأتلوا دعواتي .. لم أتمكن من النوم طوال اليوم , لذا ظننت أني سأشعر بالراحة إن صليت ثم سأتمكن من النوم .
قطبت حاجبيها :
- ولكنك لا تأتين هنا أبدا .ارتبكت وازدردت ريقها :
- أتيت اليوم , شعرت بالتقصير حين وقعت في المصيبة ولم ينقذني أحد .. هذه بالتأكيد رسالة من الله حتى أعود إليه , أو لمْ يذكر في انجيل متّى ( اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ ) ؟
قالتها والتفتت ناحية الصليب , ثم أغمضت عيناها بسرعة بعض أن وضعت يديها بالقرب من صدرها , تمثل الخشوع على الفور .
وهي تستغفر الله بداخلها .
ذكرت تلك الآية القصيرة حتى تقنع ستيلا ( الرئيسة ) , ولا تشك بها .
تنهدت الرئيسة , لظنها أن جوليا أصيبت في عقلها حين سقط على رأسها اللوح الخشبي .
مر بعض الوقت , قبل أن تفتح جوليا عينيها , وتنظر إلى الرئيسة المغمضة عينيها أيضا بخشوع .
ثم نظرت إلى أنحاء الحجرة , تبحث عن باب أو أي شيء غريب .
يا للخيبة , الحوائط كلها ملساء وناعمة , حيث لا أحد يمكنه أن يشك بأن هناك باب مخفي .
إلا إن كان مثل الذي في القبو ..!
يا إلهي مالذي أتى بالعجوز هنا في هذا الوقت ؟
لو أنها لم تكن هنا لتمكنت من البحث .
تنهدت وهي تعيد أنظارها نحو الصليب , وعيناها لا زالت ثاقبة تبحث عن أي شيء .
ابتسمت حين راودتها فكرة , يمكن أن يكون الباب خلف هذا الصليب ؟
أنت تقرأ
الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح
غموض / إثارةقصص جديدة، وأخرى مكملة لقصص من الجزء الأول 💜✨