الماضي ...
كان من أشد ما أوجعها منذ بداية اليوم هو تذكير لجين لها بواقع علاقتها بزين في هذه الفترة.
هي أدرى الناس بأن ما بينها وبين زين كان هينا وبسيطا.
إلا أنه مع طول فترة الانقطاع أصبح عظيما.
وهذا ما جعلها تشعر بالغضب والألم في ذات الآن.
وقفت ونفضت ثوبها البيتي من اللا شيء.
ومسحت وجهها بقوة.
لتجلس على سريرها وتخرج الهاتف من جيب الثوب وتدخل إلى المحادثة بينها وبين زين على تطبيق الرسائل الفورية.
يا إلهي، كم كان اسمه بعيدا.. بعيدا جدا في الأسفل.
وآخر حوار جاف بينهما مضى عليه زمن...!
تجاهلت ذلك الألم لتكتب بأصابعها بسرعة.
والغضب هو من يتحكم بها.
والشوق أيضا.
الشوق الذي فاق كل قدراتها على التحمل.(مو من حقك أبدا إنك تتدخل أو تهتم في شيء يخصني أنا لوحدي، اللي هو انتقامي والثأر من قاتل أخوي، من اليوم ورايح انت لا تفكر حتى ولا تتعب نفسك، ولا تخلي أي شيء ثاني يأثر على علاقتنا، مثل ما أنا تجاهلت علاقتك بقاتل أخوي، وحاولت قد ما أقدر إني ما أخلي علاقتنا تتضرر ولا تضطر انت إنك تبعد عني، قلت لي قبل فترة إنك ما راح تسمح لأي شيء يوقف زواجنا، بس صدمتني يوم تغيرت علي من أول مشكلة صارت بعد وفاة أبوي.. إذا كنت جاد وصادق وودك نكمل للنهاية أرجوك تجاهل كل شيء أحاول أسويه عشان أخوي، واهتم بعلاقتنا بس).
ضغطت على زر الإرسال دون أن تفكر مرة أخرى أو تعيد قراءة ما كتبته.
ثم أغلقت الشاشة لتستلقِ على ظهرها بتعب وكأنها بذلت مجهودا جسديا عظيما للتو.
ولكنها بالفعل كانت متعبة وتشعر بوهن شديد.
تظن أن ما حدث منذ الأمس وحتى هذه اللحظة.. ليس بهينا أبدا.
غضبها من عقد قران سامي ونجود، صدمتها بسامي، ثم لجين.
بكاءها بعد وقت طويل.
كل تلك الأشياء أتعبتها حقا.
أخذت هاتفها مرة أخرى والدموع تنساب على وجنتيها مرة أخرى.
لتكتب ببطء وهدوء بعكس انفعالاتها حين كتبت الرسالة الأولى (اشتقت لك).
وضعت الهاتف جانبا وأغمضت عيناها دون أن تمسح دموعها.
تركت لنفسها الحرية لتبكِ كما أرادت.
ما إن بدأ النوم يتسلل إلى عينيها.
حتى جلست بقوة وأخذت هاتفها سريعا.
وكأنها أخيرا فاقت من غيبوبة مؤقتة.
وعلمت أنها ارتكبت خطأ شنيعا في حق نفسها.
تشتم نفسها بصوت هامس وتنعتها بالغباء والحماقة وعدم الكرامة.
لتدخل إلى المحادثة وتتنفس الصعداء.
حين وجدت أن زين لم يقرأ الرسالتين بعد.
مسحتهما سريعا وكأنها تحاول أن تستر أخطائها عن أعين زين.
تنهدت بارتياح وهي تعود لتستلقِ مرة أخرى وتضم هاتفها:
- الحمد لله.توقفت عن التنفس تماما واحمرّ وجهها حتى دقات قلبها تسارعت بشكل مخيف حين رنّ الهاتف وأضيء باسم (زين).
انقطع الرنين بعد أن دوّى صداه أنحاء الحجرة بسبب الصمت الذي حلّ به.
وعادت رؤى لتتنفس وتحيا بشكل طبيعي.
لتقف على الأرض والهاتف لا زال في حضنها، ثم بدأت تصفع نفسها بقوة وهي تشتم وتسب بصوتها الهامس ثم صرخت بصوت منخفض أيضا وهي تضرب الأرض برجلها:
- يا أغبى مخلوقة على الكرة الأرضية، الله يأخذك ويأخذ غباءك.
ادمعت عيناها من جديد.
حينها تأكدت رؤى وأيقنت أنها عادت إلى طبيعتها السابقة والقديمة.
وأنها ستكبي دائما حتى على أتفه الأسباب.
![](https://img.wattpad.com/cover/210156860-288-k735592.jpg)
أنت تقرأ
الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح
Misterio / Suspensoقصص جديدة، وأخرى مكملة لقصص من الجزء الأول 💜✨