جِسر مورهيد ستي

39 4 4
                                    

أشرقت الشمس في البحرِ الشاسع وأصبح ويليام يرى ضواحي اليابسة بالقرب من الشاطئ المقابل القريب لـ مورهيد ستي وحينها أمسك ويليام بـ جهازة الاسلكي وبدأ بالحديثِ قائلاً " هُنا الضابط ويليام ماديسون يتحدث أنا على ضواحي شاطئ أتلانتيك وأريد معرفه مُستجدات الوضع ، حوّل " أصبح صوت ترددات الجهاز مُرتفع ولكنَ ويليام لم يلقي بالاً لـ ذلك الصوت المُزعج فـ كل مايشغلُ باله ماللذي يحدث هُناك؟ وحينها لم يلبث سُوى دقائق من التفكير حتى وصلَ إلى شاطئِ أتلانتيك وقام بـ إرساء السفينة العسكرية ومن ثُم قامَ بالنزول وهو يحمل على ظَهرة حقيبة يتواجد بداخلها كل مايحتاجة كـ ضابط في البحرية الامريكية ، ولكنَ هنالك شيئٌ لفت نظره حينما رأى بأنَ الشاطئ خالي تماماً من البشر حتى بائعِ الأطعمة والمشروبات وسُرعان مانظر من حولِه ولم يجد أحداً حتى في أُفق الشاطئ ومواقفِ السيارات كانت خالية تماماً من المركبات والبشرِ أيضاً ، تسائلَ ويليام حولَ مايدورُ من حوله من غرابة ومن ثُم أكمل سيره حتى وصل إلى مركزٍ عسكري تتواجد فيه كُل مُتطلبات جُنود البحرية الإمريكية وأيضاً يقومون بركنِ مركباتهم بـ داخلِ هذا المركز القريب من الشاطئ لـ يذهبوا نحوَ الشاطئ ويقوموا بجولاتٍ إستطلاعية بالقوارب وغيرها .
قام ويليام بالدخولِ الى هذا المركز اللذي هو عضو فيه وبعدها قام بتفقد الفناء الخاص بالمركز ليجدَ فيه بعضَ السجائرِ الساقطة اللتي لم تكتمل حرقها ومن الواضحِ أنها رُميت قبل إكمالِها ولكنه لم يهتم فقد إعتقد أنها لـ بعضِ الجنودِ المهملين وذهبَ بعدها إلى مُستودع الأسلحة ووجد حينها جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة موجودة وأيضاً هُناك كُتيب صغير ساقط في مُنتصفِ المُستودع وهذا ما أثارَ الرِيبة لدى ويليام فـ ذلك الكُتيب يخص أحدَ زُملائهِ واللذي يُدعى ( مايك بيتشر ) ودائماً ماكانَ يحتفظ به بِشده ولايفرط فيهِ أبداً حتى سأله ويليام مرة ماسبب إحتفاظك بهذا الكُتيب ؟ حينها أجابَ قائلاً " إنه آخرُ هديةٍ أهداها لي والدي قبلَ وفاته ويتواجد في هذا الكُتيب نصائح كَثيرة كتبها لي والدي عن العيشِ بالبرية فـ كما تعلم لقد كانَ والدي صياد " إمتلئ رأس ويليام بـ التساؤل لمَ مايك يترك هذا الكُتيب في هذا المكان وعلى الأرض؟ .
وحينها خرج مايك من المُستودع وقام بـ إغلاقه وتوجهَ بعدها نحو غرفِ التبديل اللذي لم يجد فيها سوى الملابس العامية اللتي تخُص الجنود ليس إلى وهذا ما أثارَ الريبة لـ ويليام لم خرجوا ولم يرتدوا ملابسهم العامية ويخلعوا الزِي العسكري؟ .
أصبحت الشُكوك تدور كثيراً حولَ هذا الأمر وبدأ ويليام بـ التفكير وهو مُتجه نحوَ مكاتبِ الرُقباء على أملِ أن يجد أحداً لـ يحدثه ويعرف منه ماجرى وبالفعل أكمل سيره حتى وصلَ إلى بوابةِ المبنى وحينَ قام بـ محاولةِ فتحِها وجدها مُقفلة وبدأ بسحبِ الباب ودفعة محاولة فتحه ولكنه لم يستطيع فقد كان الباب مُغلقاً جيداً من الداخل ولكنه حاولَ مراراً وتكراراً حتى يئِس من المحاولة وبدأ بـ الإقتراب من الزُجاجة اللتي كانت تعكس ضوء الشمس الساطع ولم يكن يرى شيئاً حتى إقترب منهاً كثيراً وإلتصق رأسه بالزُجاج لـ يبدأَ بعدها بالنظرِ داخلِ المكان وحين بدأ بالنظر لم يرى أي شيئٍ غير العادة سوى أنه رأى جهاز لاسلكي مُلقى على الأرض وبعض أكواب القهوة والمشروبات الكُحولية المُعلبة.
لم يهتم كثيراً لـ هذا الشي وتوجه نحوَ آخرِ مكان في هذا المركز ألا وهو موقِف السيارات الأرضي وقام بالنزولِ بهدوءِ تام حتى بدأ يرى الأضواء المُنبعثة من صالة وقوف السيارات الخاصة بـ جُنود المركز.
لم يرى داخِل مركن السيارات سوى سيارته الخاصه لـ يذهب بدورهِ إليها وقام بـ فتح الباب الخلفي لـ يقوم بوضع أغراضه ومن ثُم قام بالركوب في مكانِ السائق والغرابة تملؤه من حالِ المركز وإختفاء الضُباط والرُقباء وجميع العاملين كـ خدم وطباخين .
خرج ويليام إلى الشارع وبدأ بالقيادة وسط أتلانتيك وهوَ يرى من حوله الأطعمة وبعض قطع الملابس والأحذية مُرماة في كُل مكان وإستمرَ حينها بالقيادة حتى وصلَ إلى الجسرِ المؤدي إلى مورهيد ستي لـ يتفاجئَ بعدها بـ تراكم السيارات والبشر الغاضبة من الإزدحام وأصوات أبواقِ السيارات يملئُ المكان .
لم تكتمل فرحةُ ويليام برؤيةِ البشر حتى رأى هذا الإزدحام من سُكان أتلانتيك اللذين يُريدونَ الإتجاه نحوَ مورهيد ستي .
لم يتردد ويليام أبداً وقام بـ إطفاءِ سيارته وبدأ بـ الحديث مع أحدِ اللذين قاموا بالنزولِ من مركباتهم وسط هذا الزِحام وقال له " أنت ايها الرجل لمَ كُل هذا الإزدحام والضجة ماللذي يحدث هُنا؟ "
- كيف لك ألا تعرف؟ لقد ظهر وباءٌ مُرعب يجعل كل من يُصاب به يتحول الى ميتٍ سائر وحش يقوم بـ عضِ وقتلِ كُل شيئ حيٍ أمامه .
صُعق ويليام حينها وقال لـ ذلك الرجل المُتوتر " ماذا؟ وباء منذُ متى ظهرَ هذا الوباء؟ "
- منذ ثلاثهِ أيامٍ تقريباً .
لم يكمل ويليام الحديث عندما رأى ذلك الرجل يركب سيارته بعد مُناداتِ زوجته له قائله " كُف عن الحديث مع ذلك الغريب فـ نحنُ بحاجة أن نرى لنا مكان في وسطِ هذا الإزدحام حتى نصِل إلى مورهيد ستي بـ أسرعِ سرعةٍ ممكنه .
بدأ ويليام بـ فهم ماحدث قليلاً وربط ماقاله له الرقيب فرانك في تِلك الرسالة مُنذ يومين وتحذيره المُبهم وخوف وهلع هؤلاءِ السُكان الخائفين لـ يقومَ بعدها بـ إشعالِ سيجارة بانتيلا الكوبية اللذي أرسلها لهُ صديقة من البرازيل منذُ إسبوعين وأرفقها بـ رساله يقولُ بها إستمتع يارفيقي بـ هذا السيجار حتى آتي بـ زيارة إلى الولايات المتحدة وأحضر لك صُندوق مليئ بـ جميع أنواع السِيجار الكوبي وخمر الكاشاسا الشهِير هنا في البرازيل تحياتي صديقك ( لوكاس أورليان ) .
إبتسم حينها ويليام عندما قرأ الرساله للمرةِ الثانية وأكمل سيجارته وسط هذا الإزدحام لـ يرى ماللذي سيفعله حيِال هذا الوضع اللذي أُجبر أن يكونَ فيه .
#يتبع

الموتى التائهون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن