تقدم ويليام نحوَ المجموعة وقام بالجلوسِ معهم في حينِ أنّ أشلي أخذت الطفل اللذي معَ جون وذهبت به نحوَ إحدى الخيام وجلست معه وهي تُحاولُ تنويمه ، وعادَ مارش لـ يكملَ حديثة قائلاً :
- لقد ذهبت إلى ذلك المخيم القرب من هُنا ووجدت فيه سبعة أشخاص من نساء ورجال وعلى مايبدو أنّ لديهم الكثير من الطعام والمؤونة وليس لديهم سِلاح ألا تُريدون أن نُغيرَ عليهم ونأخذ كل مايملكون؟
حينها غضِبَ ويليام وقال لـ مارش :
- ماللذي تقوله؟ أنا رجل عسكري أحمي البلاد أتريدني أن أصبحَ دنيئاً وأهجم على ضُعفاء مساكين وأخذ كلَ مايملكون؟
نظرَ مارش لـ ويليام وملامح الغضب والكراهية تملئه من هذا الشخص اللذي أتى تواً ويريد أن يرفض مُخططاته ! وقال وهو يسخر من ويليام :
- ماذا رجل عسكري؟ لقد كان هذا سابقاً أما الآن فلا وجودَ لـ الدولِ والحكومات وأيضاً أنا القائد في هذا المخيم ولايحق لأحدٍ أن يعارضني ! .
وقام بعدها مارش بـ سكبِ كوب الشاي الساخنِ الخاصَ بهِ على الأرض وإنتشلَ مُسدسه وهَم بالذهابِ نحوَ المخيم المجاور ولكن سُرعان مانهض ويليام وبدأ بالجري خلف مارش وقفز عليه وأسقطه أرضاً وقامَ بـ تثبيته مخاطباً إياه :
- إسمعني أيها النكره لاتدعني أطّر أن أقيدك وأقوم بـ أخذِ السلاح منك !
بدأ مارش بـ الإبتسمام ومن ثُمَ بصق على وجهِ ويليام اللذي غضِبَ بـ شدة وبدأ بـ لكم مارش لكمات قوية ومُتواصلة حتى بدأ فَم مارش بـ النزيف وبدأ الجميع بـ الصُراخ محاولينَ إبعاد ويليام الهائج عن مارش وأما الوحيد اللذي لم يُحرك ساكناً كانَ العجوز مارتن اللذي أكملَ شُرب الشاي وهو ينظر إلى القمرِ بـ تأمل حتى إستيقض جوردان من هذه الضجة وخرج من الخيمة لـ يجد أخاه ويليام يقومُ بضرب مارش بـ شدة فـ ذهب مُسرعاً والفرحة تعتليه من رؤيةِ أخاه ولكنه فزِع من هذا الموقِف الغريب .
تمكن جوردان وروبرت زوج مارغريت من الإمساك بـ ويليام و إبعادة وحينها تقدم الشاب الصيدلي واللذي يُدعى بيرغ وقام بـ أخذِ مارش بعيداً لـ يقوم له بـ إسعافاتٍ أولية .
بدأ جوردان بـ إحتضانِ ويليام وهو يقولُ فرحاً :
- لم أصدق أنني سأراك مجدداً يا أخي فكما تعلم لقد كُنتَ في مهمة بحرية وقت وقوعِ الكارثة ولقد ظننت أنك لن تعلم وحتى حينِ عودتك سنكونُ قد فارقنا الحياة !
- إهدأ ياجوردان لن يُفارقَ الحياةَ أحد إنها مجرد أزمة وستذهب ولكن أريدُ سؤالك ألا تعلم أين ذهبوا أعضاء المركز العسكري القريب من شاطئ أتلانتيك؟ فـ لقد وصلتني رسالة من الرقيب فرانك واشنطون يأمرني بأن لا آتي ولكنني أتيتُ مُسرعاً وحينَ وصلت إلى المركز لم أجد أحداً وقد كانَ بابُ المبنى مُقفلاً ومواقف السيارات لاتوجد بها أيُ سيارةٍ ماعدى سيارتي .
- في الحقيقة لا أعلم أين ذهبوا ولكنني أعتقد أنهم ذهبوا مع عائلاتهم لأن الحُكومة لم تقُم بـ تكليف ضُباط البحرية الأمريكية .
- هذا غريب لقد قاموا بـ تكليف جميع الوحدات والمناشئ العسكرية ماعدى البحرية؟ ولكن هذا لايُهم كل مايهمني الآن هو سلامتكم جميعاً .
نظرَ ويليام إلى عيني أخيه وقال لهُ بكلِ حزم " يجب علينا البقاء حتى إنتهاء الأزمه ولا نخسر بعضنا أبداً ! فـ مصدرُ العيش هوَ التكاتُف ".
قامَ جوردان بـ الإبتسام ووضع يده على كتِف أخيه وقال له " بالتأكيد سأحرص على هذا " .
إكتفى ويليام من هذا النقاش وذهبَ نحوَ الخيمة اللتي يتواجد بها بيرغ وهو يحاول تعقيمَ جُرح مارش الغاضب وحينها نظر ويليام إلى مارش وقال :
- أنت من تسببت بهذا على نفسك فـ هذه التصرفات لاتمت إلى الإحترام والثقافة إنها مُجرد تصرفات تصدر من الهمج والحمقى وإذا إستمريتَ هكذا فـ سُتعيق طريقنا نحوَ النجاة وأما الآن فـ سأقوم بـ أخذِ سلاحك وستدافع عن نفسك بالسكينِ فقط ! .
صمت مارش ولم يقم بـ الإجابة وإكتفى بـ النظرِ لـ ويليام بـ نظراتِ غضب ولكنّ ويليام لم يهتم وقام بـ سحبِ السلاح من جيبِ مارش الجانبي وخرج من الخيمة وتوجه نحوَ تِلك النار الدافئة وقامَ بالجلوس وحينها بدأ جون بالحديث إلى ويليام قائلاً :
- لقد كان يجب عليك أن تتعامل معه بلطفِ أكثر وليس بهذه الطريقة لقد كِدتَ أن تُهشمَ عِظامه !
- لا عليكَ يارجُل فـ ذلك الرجل مجرد نكره ويجب عليّ تأديبه ألم ترى كيف كان مُستعداً لـ الذهابِ إلى المخيم المجاور وأخذِ كل شيئ بالقوة؟
- نعم ولكنه شاب صغير فـ على مايبدو أنه لم يتجاوز الثلاثينَ من عُمره وفي الحقيقة لقد قابلتُ كثيراً من أمثالِ هذا الشاب وأعرف طريقةَ التعاملِ معهم .
- قابلت الكثير؟ هل لي أن أسألك عن عملك قبل الجائحة ياجون؟
- لاعليكَ من عملي فـ هذا لايُهم ولكنّ المهم هو أنني أطلُبَ منك أن تدع مارش لي وأن تدعني أتصرف معه لوحدي .
علم ويليام أنّ جون يريدُ التحفظَ عن وظيفته لـ سبب قد يبدو له وجيهاً فـ لم يُرد الإكثار بالسؤالِ عليه وإكتفى بـ قبولِ طلبِ جون .
" في إحدى المخيمات اللتي تقرب من أول مخيم زارهُ ويليام هناكَ إمرأة تصرخ وتبكي وهي تبحثُ عن طِفلها ولم تجِده في أيّ مكان وخرج بعض الرجال من المخيم لـ يبحثوا عنه بالقربِ منه ولكنّ تِلك المرأة لم تكُف عن البكاءِ والصُراخ " .
أكملَ الجميع شُرب الشاي الخاصَ بِهم وحينها بدأوا بـ سماعِ صوت غريغ حينها قالَ مارتن :
- إنه ميت سائر إستعدوا !
بدأ الجميع بـ الإستعداد حتى ظهرَ من من خلفِ الأشجار اللتي يُحيطها الظلام ميتانِ سائران يتحركان ببطئٍ وترنح حينها إنطلق مايك حاملاً فأسه وقام بـ ضربِ الميت في بطنه حتى إنشقت معدته وبدأت الدِماء تسيل وأمعائه تَسقط ولكنه لم يمُت وبدأ بـ الإقترابِ من مايك وهو يُحاولُ إبعاده وحينها قامَ ويليام بـ الإطلاق على رأسِ الميت السائر ولكنه إستمر بالتحركِ حتى أصابت الميت اللذي خلفه وما إن حاولَ ويليام الإطلاق مرة أخرى على الميت اللذي يهاجم مايك حتى بدأ مايك بالصُراخ وجِلده يتمزق وسط أسنانِ الميت اللذي يغرزُها في رقبة مايك اللذي إستسلم له وأسقط فأسهُ أرضاً وهو يصرخ من شِدةِ الألم وسطَ ذُهولِ الجميع وصُراخِ زوجته ليلي .
صُدمَ ويليام من هولِ ما رأى ومن ضياعِ فُرصةِ مُساعدة مايك اللذي حاولَ حمايةَ المجموعة ، ولكن ماهيَ إلى ثوانِ حتى غضبَ ويليام من عجزه وقام بـ إطلاق ثلاثهَ رصاصاتٍ على ذلك الميت حتى أرداه وسقطَ على الأرض بعدما سَقط مايك وهو جِثة مُشوهه حِينها بدأت كاثرين بالبُكاء من شِدة الخوف ومن حالِ ليلي زوجة مايك وأيضاً مارغريت أتت لـ تهدئةِ ليلي اللي إستمرت بالبكاءِ والحزن حتى ذهبو بها صوبَ الخيمةِ اللتي يتواجد بها الطفل الرضيع اللذي بدأ يبكي من الأصوات المُرتفعة اللتي بالخارج .
نظرَ مارتن لـ ويليام المُستاء وقال له لابأس ليس خطأك ولكن عليك أن تقوم بـ غرسِ سكينٍ في رأسه قبل أن يستيقض كـ ميتٍ حي فـ على مايبدو أن الفيروس المُنتج للمرض يكمن في الرأس ويجب عليك الإطلاق صوبَ الرأس لـ تقُتل الميت السائر وأيضاً أي شخص يقوم الميت بـ عضه يجب علينا قتله هكذا ! .
نظرَ ويليام إلى مايك الساقطِ أرضاً وأخرج سكيناً من جيبه الخلفي وتقدمَ نحوه وقام بـ غرسِها وهو ينظُر جانباً من شِدة حُزنه على ضياعِ روحٍ بسببه.
قام جميع الرجال بعد ذلك بـ دفنِ مايك بـ القربِ من المخيم ونعوه بـ الأحزان وذهب كلٌ مِنهم إلى مَضجعة لـ ينام فـ لقد كانت ليلة طويلة ومُحزنة جداً .
#يتبع
أنت تقرأ
الموتى التائهون
Actionضابط في البحرية الإمريكية يذهب في مهمة لـ تفقدِ الحدود ويلبث في البحر بضعة أسابيع لـ يعود بعدها ويجد العالم إنقلب رأساً على عقِب . ( جميع الحقوق محفوظة ) مُصممة الغِلاف @livzxr-109 المُجلد الأول .