رجل غريب

29 4 4
                                    

إستمرَ مارش بالتقدم حتى إقتربَ من المخيم اللذي رآهُ من بعيد وعندما هَم بالدخول بدأ ينظرُ من حوله لـ يرى جثثاً ودماء في كُل مكان ووسط ذهوله من كُلِ هذه الأشلاء المُتطايرة بدأ بسماعِ صوت اموات سائرين من خلفه وما إن رأى خلفه حتى رأى اعداداً كبيره تفوق العشره منهم مُقبلين إليه.
وما إن رأهم حتى بدأ بالجري وهو يرى الجُثث المُتساقطة من حوله بدأوا بالنهوض كـ نصفِ أموات وماهي إلى ثوانٍ من الجري وتخطي الجُثث حتى إستطاع مارش الخروج من هذا المُخيم المشؤوم وإستمر بالجري مُبتعداً عن المخيم وهو يرى الأموات اللذين خرجوا من ذلكَ المُخيم بدأوا بـ الإنتشار في الساحة الواسعة اللتي يتواجد بها جميع المُخيمات .
بدأ الفجر يبزغ مُنتظراً ظُهورَ الشمس وفي تِلكَ الأثناء شعر مارش بالتَعبِ من الجري وبدأ يشعر بأن جسدهُ مُنهك تماماً فـ مُنذ مُنتصف الليل وهو يهومُ في السهل ولم يجد أي مخيم قريب ماعدى اللذي توغلت به الموتى .
ظلَ مارش مُستلقياً لـ يستريح حتى أشرقت الشمس وسطع ضوئُها في السهلِ مُنيراً على تلك المخيمات الكثيرة وما إن رأى مارش بزوغ الشمس حتى نهضَ وبدأ بالمشي جنوباً بعد ما رأى مخيماً كبيراً في تِلكَ الجِهة وفي ظلِ سيره بدأ بالنظرِ من حوله
لـ يرى غزاله تأكل بعضَ العُشب ولم تكُن حذره .
لذا أخرج مارش السكين الحاده اللتي بحوزته وبدأَ بالمشي بـ خُطواتٍ بطيئة وهادئة من ورائِها مُحاولاً إمساك تِلك الغزال اللتي كانت مُنغمسة في أكلِ العشب ولم تعي ماحولها وما إن إقتربَ مِنها حتى إنقض عليها وغرسَ السِكين في وريدِ رقبَتِها وهو يمسك الغزاله بـ إحكام كي لاتهرب ، إستمر مارش بـ إمساكها وهو يحاول قطع شرايينِ رقبتها ولكنها إستمرت بـ المقاومة حتى إستسلم مارش وقامَ بـ إفلاتها لـ تبدأَ بعدها بالقفز والركض بالترنح وهي تحاولُ النجاة بيأس ولكن دونَ فائدة فـ مارش بدأ بالجري خلفها بعد مارأى حالتها علِمَ أنها ستسقط لا محاله ولذا بدأ بالجري خلفها وهوَ يرى دمائها تسيلُ منها على العُشب الأخضر اللذي تغير لونه إلى الأحمر بسبب دماء الغزال .
ومالبثت كثيراً حتى سقطت لـ يقومَ بعدها مارش بـ قطعِ جلدها ومن ثُم بدأ بتقطيعها قطعاً كبيرة لـ يقومَ بعدها بالبحث عن بعض الأغصان والأخشاب لـ يُقيم ناراً يطبَخ بها هذه الغزاله .
وبالفعل وجد مارش بعض الأغصان والأخشاب وأخرج القداحة اللتي في جيبة وأشعل ناراً لـ يقومَ بـ طبخِ الغزالهِ وأكلها ، وما إن وضعَ الغزاله على النار وبدأ الدخانُ يتصاعد شيئاً فـ شيئاً حتى رأى مارش سيارة ذاتُ صندوقٍ قديمة الصُنع تقتربُ منه بسرعة .
وما إن رأى مارش هذه السيارة حتى نهضَ وأخرج سكينه مُستعداً لأي شيٍ يمكنُ أن يحدث ومالبِثَ كثيراً حتى وصلت السيارة ووقفَت جانبَ النار الخاصةَ بـ مارش وحينها بدأ مارش ينظرُ بالسيارة لـ يرى من فيها ولكنَ الغريب أنه رجلُ واحد يبدو في الأربعينَ من عُمره ولديه شاربٌ أسود وأيضاً كانَ طويلَ القامة وحينها قام بالنزولِ والمشي نحوَ مارش حتى توقف قبل أن يصله بـ قليل وبدأ ينظرُ من حوله ومن ثُم بدأ بـ رفعِ بـ نطاله وشدَ الحِزام الخاصَ به وقالَ لـ مارش وهو يبتسم :
- ياله من يومٍ جميل أليس كذلك؟
نظر مارش إليه وهو غاضب لـ مايقوله هذا الرجل دون التعريفِ عن نفسه ومن ثُم همَ بـ سؤالهِ قائلاً :
- من انت؟
- أنا؟ لا عليكَ لاتخف أنا مُجرد رجل يبحث عن طفله الرضيع اللذي أضاعتهُ زوجتي ألم تره؟
أخذ مارش بالتفكيرِ قليلاً حتى تذكرَ أن جون عندما أتى للمخيم كان يحمل معهُ طفلٌ رضيع وليس معه اي إمرأة لذا قال بعدها لـ الرجُل :
- نعم لقد رأيته في مخيمٍ صغير شمالاً " وأشار بـ إصبعة عليه "
- حسناً شكراً لك ولكن لم تقُل لي إسمك ياصاحب الغزاله؟
- اسمي مارش فقط والآن اذهب وخُذ طفلك من هؤلاءِ الحمقى
- يالك من رجلٍ مُتعاون يامارش لن أنسى لكَ هذا ودعني أعرفكَ على نفسي أنا أدعى دانيل .
- حسناً تشرفت في مُقابلتك يـ دانيل والآن إذهب .
حينها ذهبَ الرجُل الغريب وهو يبتسم ويقلبُ عينه بغرابه وهو ينظر إلى مارش والغزالهِ اللتي قامَ بـ صيدِها .
" في المخيم يقومُ ويليام والعجوزُ مارتن بـ تكسيرِ بعضِ الأغصان بينما يقوموا جوردان وجون بـ العملِ في جمع بعضِ الطعام من الغابة والصيد وأما أشلي فـ تقومُ بـ الإهتمام بـ طفلِ جون الرضيع وكاثرين تقوموا بـ طبخِ بعض الحساءِ للمجموعة وأما ليلي فـ لاتزالُ مَصدومة وحزينه لمَ جرى لـ زوجِها البارحة ومارغريت تُحاولُ تهدأتها وأما روبرت زوجُ مارغريت فـ هوَ يقومُ بـ تعلمِ الرماية لـ يحمي نفسة ولا يكونُ عُرضة لـ القتل " .
#يتبع

( أعتذر عن قِصر الفصل لكن البارتات الجاية بعوض بإذن الله ).

مُلاحظة : السهل في الجغرافيا هو مساحة واسعة من الأرض المنخفضة والمنبسطة لا يتجاوز ارتفاعها 200 متر.

الموتى التائهون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن