رسالة قبل الذهاب

45 4 4
                                    

بدأ الإزدحام بـ التلاشئ شيئاً فـ شيئاً ولكنّ ويليام لازالَ يُفكر في ماهية الوضع وكيف حدث كلُ هذا؟ ولم يقطع حبل أفكارة سوى صوت بوق السيارة المُجاورة له وصاحبها يصرخ بـ أعلى صوت على صاحِب الشاحنة الواقِف أمامه ولم يتحرك مع الصف المزدحم .
بدأ ويليام بـ دقِ أصابعِ يده فـ المقود مُنتظراً سيرِ صفِ السيارات المُزدحم حتى تحركَ الصف وبدأَ ويليام بـ التحركِ شيئاً فـ شيئاً حتى وصلَ إلى مُنتصفِ الجِسر لـ يتوقف الصف مرة أخرى لـ تتصاعد أبواق السيارات المُزعجة مره أخرى والعُبوس يملئُ تعابيرِ وجهِ ويليام اللذي بدأَ يفقدُ الصبره من هذا الإزدحامِ المملِ للغاية ولكنّ ذلكَ العبوس لمَ يستمر طويلاً فـقد تحركَ صفُ المركباتِ مرةً أُخرى وبدأ الناسُ بالتحركِ سريعاً حتى إستطاعَ ويليام الخُروج من هذا الإزدحام المُضجر والدخول إلى مورهيد ستي اللذي وجدها وعلى غيرِ العادة مُزدحمة ومليئة بالمركبات والشاحنات الكبيرة وبعض من من المركبات الخاصة بالجيشِ الأمريكي اللذي تُحاول تنظيم السير وازاله الهَلع .
ومالبِث ويليام طويلاً حتى ذهب إلى أحدِ تلك المركبات العسكرية ووجدَ ضابطاً يقف بـ جانبِ الشاحنة ويحاولُ جاهداً تنظيمَ سيرِ هؤلاء المواطنين الهلِعين .
" مرحباً أيها الجندي أنا الضابط ويليام ماديسون من قِطاع البحرية الأمريكية ولقد كنتُ في مهمة خِلال الأسابيعِ الماضية في البحر ولم أعد سوى اليوم هل لك أن تخبرني ماللذي يحدث ولمَ جميع هؤلاءِ الناس هلعينَ هكذا؟ "
- لقدَ إنتشر وباء قاتل يجعل الناس موتى سائرين لايفقهونَ شيئاً ولايتذكرون شيئاً من حياتهم .
" لقد سمعت بهذا الوباء من أحدِ المواطنين في إزدحام الجسر ولكنني لم أصدق مايقول فـ هذا جنونيٌ بحق السماء "
- في الحقيقة هذا جنوني للغاية وخيالي ولكنَ هذا مايحدث الآن ولكنني أعتقد بأنه أزمة مؤقته وسيجد الأطباء والعُلماء اللذين يعملون في مُختبرات الولايات المتحدة حلاً بالتأكيد ، أما الآن فـ آملُ منكَ الابتعاد لـ أكمل عملي .
" حسناً شكراً لك ايها الجندي آمل لكَ يوماً سعيداً بعيداً عن كلِ هذه الفوضى " .
توجه ويليام مُسرعاً نحوَ منزله وهوَ يرى البيوتَ من حوله البعض منها فارغ والبعض الآخر مُتضرر ولكنه لم يعرف مَصير عائلتة الصغيرة المكونه من زوجتة " أشلي مورغان " وأخاه الأصغر " جوردان ماديسون " أصبح ويليام يرى منزله اللذي يقع في ناصيةِ الشارع حتى إقترب منه مُسرعاً لـ يجده ساكناً وبلا أي أصوات ومالبِث قليلاً حتى بدأ بالجري نحوَ بابِ المنزل وهو يصرخ بـ أعلى صوته " أشلي أشلي ! جوردان ، أين انتما ؟ " ولكن لامُجيب سوى صدى صوته وصوت خشبِ المنزل اللذي يدهس عليه ، بدأ بـ تفقدِ غرفة الطعام ولم يجد أحداً ومن ثُمَ ذهبَ بعدها إلى غرفه نومِ أخيه لـ يجد أنّ بعضاً من مُستلزماته الشخصية قد إختفت ولكنّ أغراضه المُتبقية كـ الملابِس وغيرها من الكُتب والعطور وبعضاً من ساعاتهِ الفارهه.
توجه ويليام بعدها إلى غرفةِ زوجته أشلي وهو ينادي بـ إسمها حتى وصلَ إلى بابِ الغرفه وقامَ بـ فتحه لـ يتفاجئ بوجودِ بعض من أكياس البطاطا وعِلب المشروبات الغازية المُرماه يمنتاً ويُسرى لـ يقول حينها وسط كُل هذه الفوضى " هذا غريب فـ أشلي تتبع حِمية غذائية مُنذ أشهر ولم تأكل هذه الأطعمة مُنذ مدة طويلة ! " .
ولكنّ مازادَ الرِيبة أكثر وجود ورقةٍ بيضاءَ صغيرة على مَنضدة السرير فـ ذهبَ ويليام لـ يتفقدها لـ يجد مكتوباً في الخلف بـ خطٍ كبير     " ويليام " ومن ثُم قام بـ قلبها لـ يجد الرسالة المًوجهه له " عزيزي ويليام لقد إنتشر وباءٌ قاتل منذ يومين من يومِنا هذا ألا وهوَ الرابِع عشر من فبراير وقد أصبحت المدينة مُهددة بالخطر ولقد قررت أنا وجوردان أن نخرج ونذهب إلى ( نيوبورت ) ومن ثُم إلى الولاية الكبيرة ( هافلوك ) ولذا إذا كُنت قد قرأت هذه الرسالة فـ أرجو منكَ أن تتجه نحو هذه الولايات والبحثِ عنا ولكن أريدُ إخباركَ بأنّ جارتنا كاثرين تقترح أن ننضم إلى جماعة وننصِب مُخيماً قريباً من ( نيوبورت ) بعيداً عن كُل هذا الضجيج ، ولا أعلم حقاً إن كنا سنفعل برأيها أم لا ولكن إن فعلنا فقد قُمنا بتحديد موقعه الجُغرافي هوَ بجانب سِجن كارتريت المعروف ، أتمنى أن نتقابلَ مجدداً وأن تكونَ بخير ( زوجتك أشلي مورغان ) " قرأ ويليام الرسالة وهو يتسآأل أين سيكونوا بالضبط هل بالمخيم ام في أحدِ الولايات القريبة ولكنه سُرعان ماقام بـ طي الورقة الصغيرة ووضعها في جيبة الخلفي وخرج مُسرعاً وركبَ سيارته وقادها مُتوجهاً نحوَ ( نيوبورت ) ولكنّ وكما توقع أن الإزدحام سيعيقه من الوصولِ بسرعه وفي ضِل هذا الصف الطويل من السيارات والشاحنات قام ويليام بالنزولِ من السيارة وبدأ بالسيرِ نحوَ الغابة اللتي بجانبه اللتي تكسيها الأشجار الطويلة والكثيفه .
وعندما قام بالدخولِ والتوغلِ قليلاً مُبعداً الأغصان عن طريقه بدأ بسماعِ صوتٍ غريب واللذي يبدو وكأنه مخلوق يتألم وسط صراخ حيواني غريب جداً .
حينها بدأ ويليام بـ إتباعِ مصدرِ الصوت وهو يسيرُ ببطئٍ شديد والشعور بـ التوتر بدأ يملئُه من هذا الصوت المُريب ، ولكنهُ أكمل سيره وهو يطأ على الأغصان المُتساقطة مُصدراً صوتاً كـ أوراقِ الخريف اللتي تُدهس .
أوشك ويليام على الوصولِ إلى مصدرِ الصوت اللذي كانَ خلف شجرةٍ عملاقة ، إلتقط ويليام غصناً ساقطاً من شجرة وأخذه لـ يحتمي به من هذا الشيئ اللذي يكمُن خلف الشجرة ، وبدأ حينها بالسيرِ ببطئٍ شديد وهو يلتف حول تلك الشجرة لـ يرى مالم يكُن يتوقعه ! .
- اللعنه ماهذا بِحق السماء !!
لقد كان رجُلا بلا أسفل جسمه وساقطاً على الأرض وأحشائة تتساقط هُنا وهُناك وله بَشرة بيضاء مائلة إلى اللون الأزرق إنها كـ بشرةِ الشخصِ الميت .
إنصدمَ ويليام من هذا المنظرِ المُرعب اللذي أمامه ولكنه تمالكَ نفسه وقام بـ لمسِ ذلك المخلوق بـ الغصنِ اللذي معه ولم يكن ذلك الميت يبدي أيّ ردةِ فِعلٍ سوى أنه يتأوى مُحاولاً إمساكَ أقدامِ ويليام بـ يداه ويحركُ فكه وأسنانه مُريداً عَضهُ .
إشمئزَ ويليام من هذا وإبتعدَ قليلاً وقال حينها "
" تباً ياله من شيئٍ مقرف "
وإبتعد قليلاً وأمعنَ النظرَ فيه ومن ثُم ذهب مُبتعداً وهو يجري بشكلٍ ليس بـ سريعٍ للغاية حتى وصل إلى الشارع المُزدحم اللذي لم يتغير كثيراً عن ماكان عليه قبل أن يذهبَ ويليام إلى الغابة وبعدها قامَ بـ فتحِ بابِ سيارته والركوب وجلس يحاولُ إستيعابَ ماحصلَ قبل قليل وهو مغمضاً عيناه ومسنداً رأسهُ على كرسي السائق .
وبعد قليل بدأ يستعيد وعيه وقام بـ إخراج يده من فتحة النافذة وبدأ بـ رفعِ أنتل السيارة لـ يجمعَ أفضل الترددات الممكنه وبدأ حينها ويليام بـ تقليب قنواتِ المُسجل الخاص بالسيارة مُحاولاً إيجاد قناة الأخبار الصوتية وقام بـ رفعِ الصوت قليلاً وأخرج سيجارة كوبية من جيبِ معطفه الجانبي وأشعلها وهو ينظرُ إلى الإزدحام اللذي أمامه ويستمع لـ مقدمة قناة الأخبار المُزعجة اللتي لاتُريد البدء في خَضم الموضوع .
" صوت طرق النافذة " أطفئ ويليام المُسجل لـ يفتح النافذة لـ الرجلِ الواقف بجانب سيارته يريد الحديث معه .
" أهلاً ماذا تريد لماذا تقوم بـ طق نافذتي؟
- أردتُ سؤالك هل ذهبت صوبَ الغابة قبل قليل؟ .
#يتبع

الموتى التائهون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن