في تلك النيران المشتعلة يقف طفلاً ، بينما تتهاوي الجثث أرضاً لاقيةً حتفها، كل شئ يحترق بينما هو فقط متسمر في موضعه يراقب ما يحدث بعينان جزعتان، لا يمكنه التحرك، لا يمكنه التفكير سوي بشئ واحد:
'انتَ السبب في كل هذا'
أستيقظ غرابي الشعر من هذا الكابوس المرعب وجهه متعرق و يحاول التقاط انفاسه المضطربة، هذا الكابوس الذي لم يتركه منذ الصغر ذلك الشعور السئ، ذلك الذنب الذي يقتله كل يوم، نظر الي النافذه إذا به الصباح، صباح بائس وحزين مثل قلبه و روحه المنهكه، وضع رأسه بين يدية يتذكر كل ما حدث، يتذكر ذلك اليوم الأليم والشنيع، يقشعر جسدة ويبكي متمتماً بتيه:
«أنتَ السبب، أنتَ السبب عليكَ الرحيل عليكَ الرحيل»
رفع رأسه اليوم لقد أتخذ القرار سوف ينهي كل شئ، كل الآلام والاحزان ستنتهي.الساعه 2:30 ظهرا:
فوق هذه البنايه المرتفعه يقف غرابي الشعر وهو ينظر إلي الأسفل بنظرة خاليه من الحياة حيث يجتمع حشد من الناس منهم من يثرثر ومنهم من يشعر بالشفقة ومنهم المرتعب وايضاً الغير عابئين بما يحدث ويرحلون لكنه كان قد اتخذ قراره بالفعل ولم يعبئ بنظارتهم او شعورهم هو يريد انهاء حياته يريد التخلص من ذلك الذنب الذي يشعر به ويخنقه.
أخذ نفساً عميقاً واغمض عينيه ارتفعت الاصوات راجيةً منه التوقف رافعاً احدى قدميه مستعداً للقاء حتفه وهناك ابتسامة عريضة تحتل شفتية متمتماً:
«انا قادم»
ولكن في اللحظات الاخيره استمع لصوت حركه خلفه، التفت الي مصدر الصوت وإذا بها فتاه فاتنه الملامح تقترب منه دون أي خوف أو توتر فتحدث صائحاً :
«من انتِ؟ وما الذي تفعلينه هنا؟ توقفي مكانك لا تقتربي»
لم تستمع إليه بل أكملت طريقها إليه إلي أن وقفت الي جانبه فوق السور بهدوء نظرت له متسائلةً بهدوء:«هل تريد قتل نفسك؟»
نظر لها مفكراً بداخله:
'أ هي حمقاء؟ اليس واضح أنني اريد ذلك؟ '
ثم أكملت الفتاه بهمس وهي تنظر إلي الأسفل:
« لماذا تريد فعل هذا؟»
«وما شأنك انتِ؟ ارحلي من هنا وحسب»
«حسناً»
نظر لها قليلاً ثم أعاد إغلاق عينيه انحني إلي الامام مستعداً للقفز ولكن:
أنت تقرأ
MY HOPE ♡.
Short Story«انتَ السبب في كل هذا» «إذاً لماذا فعل كل هذه الاشياء انا لم افعل شئ ليحدث معي كل هذا؟ حقاً لم افعل شئ!» «لأنه يحبك» «من انتِ بحق الجحيم؟، لماذا اتيتِ إلي هنا؟» «انا اتيت لأجلك اتيت لانتشلك من هذا الظلام» «وداعاً» «احبك لا تتركيني» «شكراً لكِ...