ضحكاتٍ عالية أمتلأت بالمكان؛ بعد نجاح خطتهما أخيرًا، فهي ستعود إلى مكانها الطبيعي بعد محاولاتٍ كثيرة كانت نتيجتها الفشل، توقفت ضحكات «داود» وهو ينظر إلى الفراغ بإبتسامة إنتصار، أتت فتـاة من خلفـه، ترتدي ملابس فاضحة عارية، تتميز بجمالهـا المُفتن، وقفت خلفه قبل أن تسأله بهمسٍ ناعم.. خبيث:
-مبسوط؟!..ألتفت إليهـا برأسـه وهو يُجيبهـا ببسمة واثقة:
-طبعًا، هترجع تاني وهنكمل الشغل، لأننا داخلين على التقيل.أستقامت في وقفتهــا وهي تتسائل بصوتٍ رفيع، يملؤه الريبة:
-إنت طبعًا قدرت توصل لمكانهـا من بدري، يعني إنت لسه مطمنلهـا؟؟، لتكون بتدبر مصيبة تكشفنـا.أشار بيده وهو يضع يده الأخرى في جيب بنطالـه قائلًا بهدوءٍ جاد:
-ماتخفيش، أنا كنت عارف كل تحركاتهــا، ده غير لو فكرت تلعب عليا، هتلاقي الموت وقف فوق دماغهـا، ومش أنا بس، إللي زي «لينا»، ألف واحد وواحـد هيخلصوا عليهـا لو فكرت تغدر.مطت شفتيهـا للأمام وهي تراه يتوجه بخطوات متأنية بطيئة حتى وصل للمكان الخاص به وهو الذي كان أشبـه بـ(بـار) موضوع عليه زجاجات كثيرة متراصة من أنواع الخمر المختلفة، فجلس على المقعد المُقابل، وأمسك بكأس وسكب به الخمر ليحتسيه على جرعة واحدة، لتأتي «جـوان» من خلفه تحاوطتـه بذراعيهـا حول كتفيه وتقبله من جانب صدغه، ثم جلست قبالتـه وهي تهتف:
-المهم عندي إنك مبسوط يا حبيبي.أجابهـا «داود» وهو يضع ساقه فوق الأخرى:
-أكيد طبعًا، «لينا» بتعمل شغل محدش يقدر يعملـه، ده غير كدا العملية الجديدة قربت، وهي اللي هتقوم بيهـا، بس مش لوحدهــا.عقدت ما بين حاجبيهـا وهي تسألـه بإهتمام:
-أومال مين؟!..*****
-مشيت!!.. مشيت إزاي وإمتى؟؟..قالهــا «مراد» مُندهشًا وهو يجلس على الأريكة، أمسك الورقة التي تركتهــا لــه على فراشـــه وفتحهــا بهدوء وحاجباه ينقعدان بشدة دون شعور منـه، فـ وجد ثلاث كلمات.. ثلاث كلمات فقط كتبتهــا بـ لغة منقمة:
«شُكرًا لك مراد»
رسم على محياه إبسامة ساخرة وهو يغمغم:
-مش كان أحسن أنك تشكريني بنفسك، بس أحسن خلصت من لسانهـا اللي عايز قطعه.هز رأسـه بحيرة، ولكن خرج من تفكيره عندمـــا تعالى رنين هاتفــه الصاخب، فـ أمسكـــه ثم أجاب على الطرف الآخر باللغة الأنجليزية بـ نبرة ثابتة:
-مرحبًا سيد «رفعت» .صمت قليلاً قبل أن يقول بجمودٍ:
-لا تقلق، ستجدني أمامك في خلال يومين فقط.أغلق الهاتف، ثم عاد ينظر إلى الورقة بنظراتٍ غير مفهومـة، همس بصوتٍ غريب ولكنـــه بعيد.. بعيــــد:
-أختفت فجـأة، زي ما ظهرت بردو فجـأة!!..*****
بعد مرور يومان فقط، كانت عادت «لينا» إلى القصر، نظر إلى ذاتهـا في المرآة تتأمل نفسهـا بدقة عالية، إبتسامة جانبية واثقة مُرتسمة على شفتيهــا، وعقلهــا يعمل على تنفيذ ما قررتـه، عيناهـا تلتمعان ببريق من القسوة، وهي تقول بحزم مشددة على كل كلمة تنطقهـا:
-كل القسوة إللي أتزرعت جوايا، هتطلع على إللي زرعهـا من البداية، واحد واحـد، لأن خلاص أنا موريش حاجة غيركم، ومعنديش حاجة أخسرها.
أنت تقرأ
أتحداك أنا © -رغمًا عن العشق-
Romanceإذا كنت من مفضلين قراءة روايات اجتماعية، رومانسية، درامية، أو مافيا. فـ أهلًا بك في عالمي الصغير، عالم يوجد به حلم جميل رغم مرارة الواقع. «أميرة مدحت»