7

3.3K 208 3
                                    

تمّ نقلهـا إلى أقرب مشفى بعد إزدياد سوء حالتهـا، وقف الجميع يترقب خروج الطبيب من الداخل، بعد أن تم نقلهـا إلى غرفة الفحص، وقد تضاربت مشاعر الجميع ما بين الخوف والقلق والتوتر والبرود، ما عدا كل من «داود» وعشيقتـه «جوان»، فقد ظل «داود» واقفًا بجمودٍ يحسد عليه، وكأنها ليست إبنته، في حين بدأت تعبيرات «جوان» تعكس عن ما بداخلها من التوتر، وضع «مراد» يديه بداخل جيوب بنطالــه وهو يسير ذهابًا وإيابًا بخوف، و«آريان» يتابعه بعينين حادتين وكأنه يحاول فهم شخصية ذلك المارد.

أنتبـه الجميع على صوت خروج الطبيب من الداخل، تحرك «مراد» نحوه وهو يسأله بتلهف واضح بلكنة الإنجليزية:
-إيه أخبارهـا دلوقتي يا دكتور؟؟.. طمني.

أجابـه الطبيب الإنجليزي بهدوءٍ تام:
-بخير دلوقتي وفاقت، إطمنوا.

عقد «مراد» ما بين حاجبيه وهو يسأله بحدة:
-أومال سبب الإغماءة إيه؟؟..

تنهد الطبيب قبل أن يجيبـــه بجدية:
-واضح أنها بذلت مجهود ضخم الفترة إللي فاتت، لكن مع قلة الغذا، ضغطهـا وطي، وده سبب الإغماءة، لكن...

صمت الطبيب للحظةٍ حتى يضمن إنتباه الجميع له، فسأله «آريان» بقلق:
-لكن إيـه؟؟..

ألتفت "مراد" على حين غرة يرمقه بحدةٍ قاسية، ولكن سرعان ما عاود النظر إلى الطبيب حينما قال:
-إحنا شكينا في حاجة، فعملنا تحاليل، وفعلًا شكي طلع صحيح، الآنسة لينا كانت بتاخد حبوب، الحبوب دي بتخلي أعصابهـا تسترخى تمامًا، ويبدأ جسمهـا يسترخى، لدرجة أن الموضوع كان ممكن يتطور وأنها متقدرش تحرك صباعهـا حتى.

هدر «داود» في الطبيب بغلظة واضحة:
-لا يُمكن لينا تاخد حبوب زي دي، أكيد في حاجة غلط.

أومئ الطبيب برأسه وهو يخبره بصوتٍ جدًّ:
-مش لازم تكون هي إللي بتاخد، ممكن حد بيحطلها في الأكل، لكن التحاليل بتثبت أن الحبوب دي بتاخدهـا وآثارها بدأت تبان عليهـا.

ضيق «مراد» حاجبيـه بغضب أسود وهو يتسائل بحيرة بداخلــه:
-هو في إيه؟؟.. إيه البت دي، الكل عاوزها تموت وفي نفس الوقت محتاجنهـا، هو إيه إللي بيحصل؟!..

لم يشعر بمغادرة الطبيب إلا حينما ربت «آريان» على كتفه، وإستمع إلى صوته المتسائل بإهتمام:
-هتدخل تشوفهـــا؟؟..

همَّ بالتحرك؛ لكنه توقف في منتصف المسافة ليسأله بفضولٍ وبوجهٍ جامد كالصخر:
-أنا عاوز أعرف إنت تقرب لـ«لينا» في إيه؟!..

إبتسم «آريان» ببُطءٍ وهو يُجيبــه بهدوء:
-أنا صديق طفولتهــا، أرتحت كدا؟؟..

لم يجيبـه «مراد» بل زفر بضجر وهو يتركـه متوجهًا نحو الغُرفة التي تقطن فيهـا «لينا»، طرق على الباب بخفة قبل أن يدخل وهو يبحث بعينيه عنهــا، فوجدهـا تعتدل في جلستهـا مبتسمة له في هدوء مريب، جلس على طرف الفراش وهو يسألهـا ببسمة مهتمة:
-قلقتيني عليكي، أحسن دلوقتي؟؟..

أتحداك أنا © -رغمًا عن العشق-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن