الفصل الخامس والعشرون.
لم يكن هذا وقت للنظرات المحبة بينهما ولا وقت لمشاعر الإشتياق التي تشتعل بينهما، بينما هناك حرب في الخارج، والكثير ينتظر أن يقتلهما معًا، تنفست "لينا" بعمق وهي تهمس له بخفوت:
-إيه إللي جابك؟!..ظل مطوقًا خصرها وهو يهمس بخشونة:
-الخطة أتغيرت، والقصر لازم يتحرق فورًا، لكن جثة هوزن مش هتبقى هنا وهتروح حتة تانية، وفي رجالة فوق بيقوموا بده، ولازم نخرج قبل ما الحريقة تحصل.أغمضت عيونها بقوة وهي تشعر بكم الهائل من الضغوط قبل أن يسألها بجدية:
-جاهزة؟!..أومأت برأسها وهي تفتح عينيها ليظهر بريق القوة.. العزم بهما، أرخى ذراعه عنهـــا ليجدها تتوجه نحو جثة رجل ما تأخذ من جواره سلاح كبير ما يسمى بالبندقية، إبتسمت إبتسامة جانبية وهي تنظر له نظرات ذات مغزى ليبادلها إبتسامة جادة., قاسية نوعًا ما وهو يمسك السلاح من نفس نوع ما تمسكه، ربت على كتفها هامسًا بصوتٍ أجش:
-خدي بالك من نفسك.اومأت يرأسها قبل أن يخرج كل منهما من الغرفة، متوجهين نحو الأسفل وكل منهما يصيب من يقترب، حتى أستاطعت أخيرًا دخول مكتب "هوزن"؛ كي تبدأ بأخذ جميع ملفاته، أتجهت نحو الخزانة، وهي تخرج من جيبها عدة أشياء صغيرة وبدأت بالعمل على كيفية فتحها، رغم ذلك التوتر الذي تشعر به على "مراد" بسبب إشتباكه بمفرده وسط خمسة وعشرون رجلًا.
ظل هذا الحال لمدة دقائق معدودة، قبل أن تتوقف أصوات الطلقات فجأة، لترفع رأسها بقوة نحو الباب، بلعت ريقها بصعوبة وهي تستشعر أن هذا الهدوء ما هو إلا فخًا، نظرت إلى البندقية لتجد أن الرصاص أنتهى فباتت الآن في لحظة ضعف، ولكن يجب ألا تستسلم، أنتهت من جمع الفلاشات وأستطاعت تخبئتهم بداخل جيبها الصغير وهي تهمس:
-كدا كويس أوي.وقبل أن تخرج لمحت تلك النيران التي تشعل في المكان، شهقت بقوة قبل أن تفتح الباب كي تستعد لهروب ولكن وجدت أربعة رجال يتقدمون نحوها، بدأت تتشابك معهم بحركاتٍ قوية، ولكن بدون سابق أنذار قام أحدهم بضربها بسلاحه على جانب من رأسها، لتقع على الأرض فاقدة الوعي.
*****
مرت خمسة عشر دقيقة دون جديد، ظل "مراد" يسير ذهابًا وإيابًا وعيناه لا تفارق حريق القصر الهائل، ليصرخ فجـاة بزميل له قائلًا بعنف:
-غزالي مخرجتش لغاية دلوقتي، أكيد حصل حاجة.
-أهدى يا مراد باشا وأحنا آآ..ألتفت له "مراد" يهدر فيه بعصبية:
-أهدى إيه؟!.. أنا مش هسكت أكتر من كدا.
-هتعمل إيه يا باشا، يا مراد باشا رايح فين بس.ركض نحو البوابة الخلفية، دفعه بقوة لتخرج سخونة بشعة من الداخل، لم يهتم ودخل وهو يصرخ بإسمها، منعته النيران من الرؤية، وهذه الأبخرة السوداء السامة أصابت عينيه بالإحمرار والدموع، لم يظهر لها أثر وهو يبحث، بل كم جثث أصطدم بهم، لمح جسدها ملقي بجوار جثة أخرى من رجال "هوزن".
أنت تقرأ
أتحداك أنا © -رغمًا عن العشق-
Romanceإذا كنت من مفضلين قراءة روايات اجتماعية، رومانسية، درامية، أو مافيا. فـ أهلًا بك في عالمي الصغير، عالم يوجد به حلم جميل رغم مرارة الواقع. «أميرة مدحت»