9

3.1K 183 7
                                    

عندما يدفعونك الناس إلى أن تكون شخص آخر، هنـا تكون أصعب معركة في حيـاة الإنسان.

تلوت بإنفعالٍ أشد وهي تشعر بالخطر حولهـا، تشكل أمام عينهـا مصيرًا مؤسفًا سيلحق بهـا، بعنف شديد ضربت بمرفقهـا لتصيب جوف معدتـه، فـ صاح متألمًا وهو يدفعهـا بعيدًا عنه:
-آآه، بقى كدا؟!.. إنتي إللي جبتيـه لنفسك.

تصلبت ساقيهـا بمحلهـا وهي تنظر له بعيون واسعة هاتفـة بصدمة:
-أعقل يا مراد، أنت مش فاهم حاجـة.

ضغط على زر الإضاءة، ليراهـا تناظره بعينين جامدتين.. مصدومتين، في حين نظراته الحانقة ملأت حدقتيه وتشعب غضبه في عروقه فأستقام في وقفته مشدودًا متأهبًا للتشابك معها إن تفوهت بكلمة قد تنزع فتيل غضبه، تقدم منها وهو يقول بصوتٍ خطير:
-لوهلة صدقتك، وقولت إنك مانعة حد يلمسك، لكن تبقي بالرخص ده، فأنا لا يمكن أقبل بده أبدًا.

طالعته «لينا» بنظرات صارمة قبل أن تسأله بتشنج:
-وإنت مالك أنت؟!.. مين أنت عشان تحاسبني، إنت ملكش حكم عليا، أعرف حدودك كويس، إنت عارف إن محدش يقدر يقرب مني ولا يأذيني.

صاح بها صارخًا بانفعال وقد استشاطت نظراته وبرزت عروقه الملتهبة:
-وإنتي فاكرة إني هسيبك كدا؟؟.. إنتي طلعتيلي منين؟؟.. من ساعة ما عرفتك وحاجات كتير أتغيرت، أنا مش هسيبك إلا لما أخد إللي أنا عايزه.

ردت بهدوءٍ مستفز يشعل الأجساد حنقًا:
-وإيه إللي إنت عايزهُ؟!.. إنت عارف إني مش بخـاف.

صاح «مراد» بها بتهكم:
-لا يا روحي أطمني، المرة دي هتخافي.

تقدم نحوها بخطوات سريعة كالفهد، فـ بلعت ريقها بصعوبة لتبدأ تستعد بوضعية الهجوم وهي تقول:
-مراد، أعقل يا مراد.

لم يجيبهـا، بل وقبل أن يقبض على ذراعهـا، أمسكت يده بقبضتهـا القوية، لتبدأ معركة بينهمـا، في البداية بدأت تنتصر عليه حينما سددت له الكثير من اللكمات وهي تقول بصوت غاضب مكتوم:
-خلينا نوقف المهزلة دي، ونتكلم يا مراد.

دفع جسدهـا بقوة لينقلب الوضع، ويبدأ هو يكيل لهـا اللكمات وهو يصرخ بغضبـــه الجامح:
-المرة دي مسبتليش إختيار يا لينا.

وكأنهم كانا في معركة من الملاكمـة، حاولت الإنتصار عليه، لكن قوة بنيتـه وعضلاتــه البارزة بوضوح جعلتهـا في النهاية تشعر أنها ستهزم أمامه، شعرت أنها ستصيب بالجنون، لذلك صرخت فيــــه بعصبية وهي تبتعد عنــه بخطواتٍ سريعة:
-حتى لو هزمتني يا مراد، مش هتلمس مني شعرة، حتى لو هموت فيهـا، أنا محدش يلوي دراعي أبدًا مهما كان مين.

تجمدت نظراته على وجههـا، وقف «مراد» قبالتها ليطالعها بنظرات قوية حادة مليئة بالهيبة المخيفة، زفر معقبًا ببطءٍ ومتعمدًا الضغط على كل كلمة يتلفظ بها:
-تمام، إسمعي يا بنت الصاوي، أنا مكنش هقربلك من البداية، لكن حبيت أثبتلك أن جبروتك ده حتى أنا أقدر أقفله، وبعدين واحدة زيك لا يمكن حتى أبص في وشهـا من النهاردة.

أتحداك أنا © -رغمًا عن العشق-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن