|١١|لِأول مرةٍ في الثامنة عشر

680 60 41
                                    


إشتقتُم؟

أنا كذلك♥️🙃،إذًا فلنبدأ!

●●●

«مالذي قُمتَ بفعلهِ توًا؟!!.»

نبستُ بأعيُنٍ ناريّةٍ بينما أشزرهُ بنظراتِي الحادّة،ولكِنّهُ في المُقابل ظلَّ ينظُر إليّ حانِقًا ولم ينبِس ببنت شفة مُعلَّق البصرِ ووضَع كِلتا يديهِ في جيببهِ،ثارَ غضبِي وكنتُ واقفةً لا كإنسانةٍ سوِيّة بل ككُتلة حُمَمٍ بُركانيّة!،زفرتُ أُحاوِل السيطرةَ على أعصابي وعدم فعلِ أيّ شيءٍ خارجٍ عن العقلانِيّة.

«إن حدَث وتكرّر شيءٌ كهذا مُجدّدًا..ستندمُ جلِيًا!!.»

استطردتُ أشدّ على الحروفِ بوعيدٍ،وأخيرًا فصلتُ الإشتِباكَ البصرِيّ ومضيتُ في طريقي أُحرِقُ رمادَ الأرضِ أسفلِي،وأخذتُ أتمشى وأتمشى بِلا وِجهةٍ،والتفكيرُ يتآكلُني بنهمٍ..وكنتُ عاجِزةً عن إيقافهِ.

أبصرتُ شابّينِ يسيرانِ معًا ويرتديانِ ذات الزيّ الخاصِ بأوليفر،فتبِعتُهما أتنهّدُ براحةٍ بعد أن أدركتُ أنّنِي ضلَلتُ الطّريق،وفورَ وصولِنا إلى الحافِلة صعدتُ إلى الدّاخلِ،وبدَلًا من أن أجلِس بجانِب أوليفر في مقعدِي المُخصّص تقدّمتُ إلى الأمامِ بخُطًى ثابتة وشعرتُ بعينَا أوليفر تتبعانِي،فجلستُ في المِقعد المُجاورِ لإيثان والذي كانَ نائمًا.

لن أتهاونَ معهُ بعد الآن،أبديتُ لهُ خطأهُ قولًا وحان الآن الوقتُ فِعلًا،لم أكَد أضعُ رأسي على الكُرسيّ حتى تواردَ المشهدُ إلى عقلي،بل وشعرتُ أنّنِي أُعايشهُ مُجددًا!،حيث كُلما نظرتُ في الفراغِ تترائى لي عينا أوليفر الحادّتينِ مُصوّبتانِ نحوي والحِنق بادٍ على محياهُ،وإثر ذلِك تتبعثرُ أفكاري.

من كان يتوقًعُ أن يقومَ أوليفر بشيءٍ كهذا!،كيف سمحَ لنفسهِ بالإنحرافِ هكذا!،بل وأيضًا إسقاط الرّسمياتِ بيننا!،هذا كثيرٌ! علي ضبطهُ قبل أن يسمحَ لنفسهِ بالتّمادِي أكثر.

وبعد دقيقةٍ بدأ الطّلابُ في التوافُدِ أفواجًا إلى الحافِلة كُلٌ يحمِل مُشترياتهِ في حوزتهِ...وضِمنهم آرثر،في الواقعِ أنا لا أسمع لا أرى لا أتكلم.

سُحقًا! لقد غفِلتُ عنهُ تمامًا!،لم أرَه مُعظم الوقتِ فنسيتُ وجودهُ!!،ماذا سأفعل!،وبعد أن انتهيتُ من الذّعرِ تفاجأتُ بهِ أمامِي يُطالِعُني بحاجبٍ مرفوعٍ،ازدردتُ رمقي وتفوّهتُ قائلةً:

«أعتذِر..ولكِن أيُمكِنُك الجلوس بمكانِي...فضلًا؟.»

ظَلَّ صامِتًا يُطالِعُني بهدوءٍ وإذا بهِ يترُكُ كيسًا أبيضَ يحوِي بعض المُقرمِشاتِ مُتنهّدًا:

«لا بأس،ولِكن تذكّري أنَّ حِسابنا لازال قائِمًا.»

ابتسمتُ براحةٍ وأجبتُ على الفورِ:

«بالطّبع!.»

أخذَ يرمُقنِي بينما يزِمّ شفتيهِ وتنهّدَ مُجدّدًا يسيرُ حيثُ يقبعُ أوليفر،وجلَس بجانبهِ لِيتّخِذ أوليفر ردّ فعلٍ عِدائيًا.

أيُّها الهارِبون من براثِن رُوما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن