_هذا وهذا أيضًا..مهلًا!،سأجلبُ صندوق الإسعافاتِ الأوّلية من الصيدليةِ للإحتياطِ.
أخذَت تُتمتِم هينا بينما تحزِم الأغراضَ في حقيبةٍ قُماشيةٍ مُزخرفة،كانت تحومُ في أرجاءِ غرفةِ أوليفر وتلتقِطُ الأشياءَ التي سبقَ ودوّنَتها في قصاصةٍ بيضاء،والآخرُ ينتصِبُ خلفها أمامَ غُرفتهِ واضِعًا كفّيهِ في جيبيهِ صامِتًا يُطالعُها بهدوءٍ،كأنّما يقفُ بتهذيبٍ أمام غرفتهِ وهي تحوم داخلها بكُلّ أريحيّةٍ،فالتفتَت مُربّيتهُ بغتةً إليه لِتترُك ما بِيَدها وابتسمَت تتجهُ نحوهُ لِتجذب طرفَ كُمّه قائلةً:
_أوه هيا،لاتكُن خجولًا!،إعتبِر نفسكَ في غُرفتِك.
تنهّد أوليفر فضحِكَت هِينا مُبتعِدةً عنهُ وحَملت الحقيبةَ سائرةً،وحين بلغَتهُ وقفت قُبالتهُ وأخذت تُربّت على كتفهِ قائلةً:
_بما أن مُدرّبك طلب إختيارِ لونٍ موحّد لفريقكَ،فأنا سأرتدِي ملابِس رياضيّةٍ ذات بنطالٍ أسودَ وتيشيرتٍ أحمرَ،عليكَ إرتداءُ المِثلِ.
أزالَت كفّها ودلفَت خارِج غُرفتهِ فتبِعَها بنظَراتهِ حتى غابَت عن بصرهِ،ثُم نقلَ خُطاهُ إلى خِزانةِ ملابسهِ وشرَع يبحثُ عن ملابسٍ بالمواصفاتِ المطلوبةِ،وفورَ أن وجدَها أوصَدَ بابَ غُرفتهِ وهَمَّ بإرتدائها ليتفحّصُها عليهِ.
وفي الأمامِ قليلًا حيثُ تسيرُ هِينا بكُلِّ نشاطٍ وهِمّة بتمتمةٍ مُمتزِجةٍ بحفيفِ الأشجارِ المسائِيّ الذي يبُثّ الرّاحة في النّفوس،الحماسُ يعتريها وتتآكلُها رغبةُ التنافُس،وفجأةً وسطَ شرودِها وجدَت جسدًا يُعانِقُها بإحكامٍ مُقهقِهًا،فتسَمّرت مكانها ليبلُغَ سمعَها صوتٌ أنثوِيٌ سعيدٌ مُسترسِلًا:
_آنِستي آنِستي!،لقد قَرّر السيّد إيدن إستكمالكِ الوظيفةَ بشكلٍ مؤكّد!.
تنهّدتُ أطردُ شعور الفزَعِ الذي راوَدنِي قبل قليلٍ بسببِ هجومِ إيميلي المُباغِت،ثم بدأتُ أستوعِبُ كلامها تدريجيًا حتى أدركتهُ،جيّد! هكذا أكونُ في برِّ الأمانِ،إبتسمتُ براحةٍ وقُمت بالتربيتِ على كتفِها،تراجَعَت إيميلي للخلفِ مُبتسِمةً وأخذَت كِلتانا تسيرُ جنبًا للأُخرى طُوال الممرّ،فاستطرَدتْ قائلةً:
_سعيدةٌ حقًا أنكِ ستظلّين هنا،بالمُناسبة..ماهذهِ الحقيبة؟.
_أوه،إنها بعضُ المُستلزماتِ للمهرجانِ الرّياضيّ،بعضُ الملابسِ المُطابقَةِ لخاصّة أوليفر وعِ-
استُقطِع حديثي بصياحِ إيميلي المُفاجِئ ووثباتِها المُتتالِية والتي أحدَثت صدًى صاخِبًا في المَمر.
_يا إلهي يا إلهي!!،آنِستي كيف أقنعتي السيّد الصغير بالتسجيلِ في المهرجان الرّياضي!!،مالَت السّماء وانشقت الأرض ونُصفّقُ لكِ بحرارةٍ!،مهلًا...سيدة ميلر فلتسمعي ما حدث!!.
أنت تقرأ
أيُّها الهارِبون من براثِن رُوما
Genç Kurgu« أُقسِم سأقتُلك!» قبَضت على المُسدس بإحكامٍ وجهرت حانِقةً،ليأتيها ردُّه المُفعم بالتحدِّي: « حاوِلي ذلك.» صكَّت على أسنانها وصوَّبت المُسدَّس نحوهُ وضغطت على الزِّناد لِتنطلِق الرُّصاصة...ولكن لم تنطلق أي رُصاصات!،احمرَّ وجهُها بشدةٍ من الإحراجِ و...