|١٦| أهلًا بإدوارد!

679 63 64
                                    




_هِينا!..عودي رجاءًا!

_عزيزتي لاتذهبي بهذا الطَّريق!!

_هِينا!

فُتِحت عيناي على مِصرعيها وتسارعتَ شهقاتي،أخذَ العرقُ يتسابقُ على مِضمارِ بشرتي المُجهَدة،دارت عينايَ حولي حتى استعَبتُ المكان الذي أتواجدُ فيهِ،كانت الغُرفة مُظلِمةً فيها بصيصٌ من النور عبرَ النافذة،يالهُ من كابوسٍ حزين..أفتقِدُكما.

تلامسَت أناملي مع القلادةِ المُحيطة بعُنقي،وتنهَّدتُ تنهيدةً طويلة مُرهَقة،استقَمتُ من الفِراش مُتوجهةً نحو النافِذة،واستندتُ بمِرفقاي أُشاهِد صفو سماءِ فرنسا،كانت السماءُ تتفتحُ مُعلِنةً عن بزوغِ الفجر،الأرضُ حولَنا ماهي إلا أعشابٌ وأشجارٌ عاليات،أخذتُ أسبح في محيطِ أفكاري والعُمق يزداد،وبين أفكاري المُتخبِّطة..قرَّرتُ قرارًا عقلانيًا أرجو أن يبلُغ مُناه،سأقف بصفِّ روزالِين وأُساعدها حتى نصِل لِلحظة عقدِ مؤتمرِ السَّلام،سأكون على الأقلِ حاولتُ تحقيق ما كُنت أرجوه طوال حياتي،ولكنني لازِلت لا أعلم إن كانوا يخدعونَني أم لا،لِذا سأتوخَّى الحذر وأُحاول معرفةَ نواياهُم الحقيقية.

لوهلةٍ مرَّ أمام عيناي شريطُ حِواري مع إيميلي،كيف كانت تتصرفُ ببرودٍ بشعٍ وتتحدثُ بأسلوبٍ مزَّق فؤادي،انقبض قلبي لذلك وراودني شعورُ الوِحدة مُجدّدًا،ليس لي مأوى أو سقفٌ أحتمي بهِ،طوال حياتي كنت كالشريدةِ عن القطيع،وهاقد عُدت لما كُنت عليهِ.

تذكرتُ إيثان لسببٍ ما،أشعرُ وكأنَّني أشتاق لهُ،لإبتسامتهِ العذبة،لسذاجتهِ وحماقتهِ،هل علِم بإختطافي؟..هذا مؤكد،لا بُد أنني الآن ذائعةُ السيط في بِلادي كُلِّها.

أغلقتُ النافِذة بعد أن لسعَتني نسماتٌ باردة،شعرتُ بالعطشِ يُحاوط فاهي،فقررتُ البحث عن المطبخِ لتناوُل كأسٍ من الماء،فتحتُ بابُ غُرفتيِ على مهلٍ وخرجتُ إلى الرُّواق،كان يحتوي على ثلاثِ غُرفٍ مُوصدةِ الأبواب والضوءُ ينيرُه نسبِيًّا،بدأتُ أسيرُ نحو نهايتهِ بعد أن رأيتُ الدرج يقبعُ هناك،هبطتُ إلى الأسفلِ ووجدتُ أن المنزل يتكون من طابقينِ فحسب،فقد وجدتُ نفسي في الطَّابق الأرضيّ،يحتوي على حمامٍ ومطبخٍ صغير فيهِ الأولوياتُ فحسب.

شرعتُ أفتح الثلَّاجة وسحبتُ أول قنينةٍ ظهرت في وجهي،وشِربت بنهمٍ حتى أنهيتُها.

_صباحُ الخير.

هلعت بعد أن سمعتُ همسةً في أُذني قشعرت بدَني وانسلَّت القنينة من يدي،وأخذتُ أسعلُ بعد أن توقفت المياهُ في مُنتصف حلقي،التفتُ بفزعٍ للخلفِ فأبصرتُه..أوليفر،نظرتُ في عينيهِ التي بدا وكأنهما ازدادتا حلاوة!،ولسببٍ ما تسارعت دقات قلبي،كانت إبتسامةٌ خفيفة تُزيّنُ ثغرَه،وكِلا يديهِ تستنِدان على الطاولةِ من خلفي،فأصبحتُ مُحاصرةً بين ذراعيهِ.

أيُّها الهارِبون من براثِن رُوما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن