جاكلين وحبة الفول

1.1K 184 419
                                    

لا إله إلا الله. ~.

××××××××××

- «مفاجأة!».
انتفضت للخلف وسقطت بدهشة من صراخ أصدقائي، لحظة...يوم ميلادي اليوم!
تجمعوا حولي يباركون لي ويهنئونني بيوم ميلادي الثامن عشر، يا له من يومٍ شيق!
أخذت من الهدايا والكعك، وعندما انتهت الحفلة، تذكرت...لدي والدان! هما دائمًا منشغلان ويعملان منذ خُلِقا، كي يوفرا لي حياةً كريمة مريحة رائعة وممتازة.

لكن كان دائمًا هناك شيء ناقص...

- «أبي، أمي...ما الخطب؟ هل هناك مشكلة؟ لمَ هذا العبوس؟».
لم يردا علي، ونظر أبي للأفق ونظرة باهتة تملأ وجهه، وأمي تربت على كتفه وتتحسر وتتنهد، ونظرة كآبة تعتلي عينيها، بينما تجاهلا سؤالي تمامًا.
توجهت لغرفتي وأنا أجر قدماي -حرفيًا- والحزن يغمرني، لمَ هم هكذا؟ ربما بسببي، أصبحا تعيسين جدًا مؤخرًا.

ارتميت على سريري وأنا أبكي، بينما تلطخ السرير بالتبرج الذي أضعه، سحقًا، كان يجب أن أخفف منه!
نمت في ثوانٍ، لكن فجأة وجدت نفسي في مكانٍ آخر، وقد كانت غرفةً فاخرة بمعنى الكلمة، لكن هذا طبيعي جدًا، الناس دائمًا تستيقظ في غرف أخرى.
فُتح الباب فجأة فدخل منه رجل بدا لي من زيه أنه خادم هنا، ومعه خادم آخر.
والذي على الأرجح أنه ذو لكنة بريطانية.

- «من أنت؟ وماذا أفعل هنا؟».
- «أوه، استيقظتِ! أنتِ...لحظة هذا ليس ملائمًا» استأنف كلامه ثم توجه لستائر النافذة وأغلقها، وأخرج مصباحًا صغيرًا من الدرج وضعه أسفل وجهه: «نعم، هكذا أفضل...أنت المُختارة».

- «المختارة...المختارة...المختارة» قال ذلك الخادم الذي معه، بينما يحاول حرق ورقة ما لإحداث دخان، قائلًا ببلاهة«آسف بدا ذلك دراميًا، دخان من الغموض».

- «مختارة؟» ما أن لفظت ذلك، حتى استيقظت بفزع، كان حلمًا مخيفًا جدًا ومرعبًا.
فُتح باب غرفتي فجأة، فدخل منه الخادم في حلمي صارخًا بجنون «المختارة!» انتفضت مرة أخرى وكان حلمًا آخر.

لابد أنها أحلام العصر.

نظرت للساعة وقد حل الظلام، فنزلت للأسفل وناديت على والداي...نعم، إنها يعملان.
فتحت الثلاجة لأجد ما آكله كل يوم...التفاح!
أتساءل، أنا دائمًا آكل التفاح، ومازلت نحيفة، متى أصبح سمينة.
عدت لغرفتي، وفجأة...شعرت أنني مراقبة! نظرت للدميتي وصرخت بها «لا تنظري لي!» ورميتها من النافذة.

ثم فعلت ككل مراهقة...نظرت من النافذة، وشعور أنني مراقبة لم يفارقني! لابد أنه صديقي السابق جايسون.
أخرجت رأسي من النافذة وصرخت «ارحل من هنا!» وهيئة شخص ركض بعيدًا.
وكان هذا غريبًا على جايسون، لأنه دائمًا ما يدخل المطبخ ويأكل ما بالثلاجة.

بقيت أنظر للأفق، وكان القمر بدرًا...طبعًا إنه بدر لأنه عيد ميلادي الثامن عشر!
سمعت صوتًا بالأسفل بين الحشائش، وكان ظل هيئة مخيفة لرجل هناك بين الشجيرات...لابد أنه أرنب.

فجأة ظهر العديد من الأشخاص يركضون بجنون نحو منزلنا، هم دائمًا يحدقون بمنزلنا، لكن اليوم ركضوا ناحيته، وشخص وضع يده على فمي، بينما أصرخ وأركل، وأركل وأصرخ، وأضرب صدره القوي وكانت يدي ستنكسر.
ابتعدت عنه وكان أجمل رجل رأته عيناي، فقال «بسرعة نهرب، مفيش وقت للتفسير» ثم ركض بي للخارج، فتح الباب وكان هناك الأشخاص المخيفين، استعدوا للانقضاض علينا واغتيالنا، إلا أن الشاب قال لهم: «لحظة، نريد فقط الهرب منكم».

- «أوه، كان بإمكانك الطلب من البداية» ثم تركوا لنا الطريق.
كان ذلك مخيفًا...

ذهبنا لمقهى ما أنا وذلك الشاب، وجلسنا على طاولة عشوائية ومعنا أصدقاءه الفاتنين ذوي الأجساد الرائعة وبشرة بيضاء تلمع، بينما شرحوا معنى المختارة وسبب خطفهم لي.

- «هل تقصدون أنني أنا الضعيفة، الهزيلة، الجبانة، والتي لا تفقه شيئًا اختارني القدر لأهزم الحاكمة الشريرة التي تتمرن لقتلي منذ ألف عام حرفيًا، ولا أحد اكتشف نقطة ضعفها حتى الآن، والعلماء عجزوا عن ذلك، وأنا حبل نجاتكم الوحيد؟».

- «نعم...».

نظرت لهم بصدمة، علمتُ أنه هناك خطب ما عندما اختطفوني! إنهم ذوي لكنة بريطانية!

- «قواك ستظهر في ميلادك الثامن عشر».
- «أي الأمس!».
- «هو بالأمس؟ إذًا يمكنك الموت، لا فائدة من وضع تعويذة عكس القوى».

نظرت بأسى للطاولة، بينما قالت النادلة «سيأتي حساء الفول بعد قليل».
وخطرت في بالي فكرة!
- «وجدتها! لنقتل الحاكمة الظالمة بالفول! لنضعه في طعامها كي يجعلها تصاب بالغازات، ثم ينتهي أمرها!».

- «رائع! كيف عرفتِ طريقة إنقاذ البشرية بأكملها؟».
- «بقوة الصداقة».

××××××××××

فصل أطول من المعتاد، لكن يستحق. ☻

يقابلنا في الواتباد كثيرًا، سبحان الله، دائمًا البطلة لا تفقه شيئًا، ضعيفة، لا تعرف أي شيء عن قوتها.
وفجأة! تعرف كل شيء في ميلادها الثامن عشر.

لا أدري لمَ دائمًا في هذا العمر خاصةً، الكل يضعه بشكل مبالغ به.

ولا ننسى الوالدان اللذان «دائمًا منشغلان» لرعاية ابنتهم.
دائمًا.
دائمًا.
دائمًا.

وفجأة²!
يتضح أن الأعداء كانوا يترصدونها منذ زمن، وينتظرون لحظة بلوغها حتى يقوموا بالهجمة الأولى.
لمَ لا تقومون بذلك من البداية فقط؟

ويأتي البطل المغوار الوسيم -والذي يتضح لاحقًا أن كل الأبطال وسيمين وجميلون بشكل فائق- وينقذها من وسط الظلام.

أما هي التي لم تحرك عضلة واحدة في حياتها، فستهزم الشريرة التي تمرنت لمليون سنة ضوئية، وستهزمها بقوة الصداقة.

هذه الصداقة يا رفاق، أرأيتم قوتها؟ -وجه متأثر-

مساحة لكم 🎤 (منشن، رأي، قصة تشبهها)

طقَّت مرارتي! -قيد التنقيح-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن